يمثل فصل الصيف تحديا صحيا حقيقيا في مصر، لكن الجهود المتكاملة بين المواطنين، الأطباء، ووزارة الصحة تظل السلاح الأقوى للوقاية وتقليل الخسائر، ويبقى الالتزام بالإرشادات الطبية، والنظافة الشخصية، والوعى الغذائي عناصر أساسية لضمان صيف آمن وصحي مع ارتفاع درجات الحرارة في أشهر الصيف، يعانى المواطنون المصريون من انتشار عدد من الأمراض الموسمية التى تؤثر على حياتهم اليومية وصحتهم العامة، وتشهد المستشفيات المصرية خلال هذه الفترة ضغطا متزايدا، مما يدفع وزارة الصحة والسكان إلى اتخاذ إجراءات وقائية واستعدادات خاصة لمواجهة هذه الظواهر الموسمية. ◄ د.عمرو قنديل: معامل مركزية متقدمة للتشخيص المُبكر لأي تفشى يؤكد الدكتور أحمد النجار، استشاري الأمراض الباطنية بطب عين شمس، أن هناك أمراضا بعينها تزداد معدلات الإصابة بها خلال أشهر الصيف من أبرزها ضربات الشمس والإجهاد الحرارى وتحدث نتيجة التعرض الطويل والمباشر لأشعة الشمس، خاصة خلال فترات الذروة وتكون أعراضها: ارتفاع حرارة الجسم، صداعا، غثيانا، وقد تؤدى إلى فقدان الوعى فى الحالات الشديدة، ويقول النجار إن الصيف يعد موسما حرجا فى مصر من الناحية الصحية نظرا لارتفاع درجات الحرارة ونقص التهوية الجيدة فى أماكن العمل والسكن، هناك تزايد ملحوظ فى حالات الإجهاد الحرارى والتسمم الغذائي في الأرياف والمناطق الشعبية بسبب غياب التبريد وتخزين الطعام بشكل خاطئ. ◄ معايير السلامة من جانبه، قال الدكتور سيد العباسى، استشاري طب الأطفال، إن أغلب حالات الأطفال فى الصيف ترتبط بالإسهال والنزلات المعوية بسبب المياه غير النظيفة أو الأطعمة المكشوفة، ولذلك فإننا ننصح دائما بشرب المياه المفلترة والحفاظ على نظافة اليدين، والنزلات المعوية والتسمم الغذائى وتزداد بسبب سرعة تلف الأطعمة فى الحر وغياب معايير السلامة الغذائية، وتنتج عادة من تناول أطعمة فاسدة أو مياه ملوثة والأطفال هم الفئة الأكثر عرضة لها، إضافة لأمراض الجهاز التنفسى التحسسية بسبب التغيرات المفاجئة فى درجة الحرارة بين التكييف والجو الخارجى تشمل التهاب الحلق، السعال، التحسس الأنفى، ومن الأمراض الجلدية مثل: الطفح الجلدى، الدمامل، الفطريات الجلدية تحدث نتيجة التعرق الزائد والرطوبة العالية وسوء التهوية.. وشدد العباسى، على أن أخطر الأمراض هى العدوى الفيروسية المعوية ومنها فيروس الروتا، وتسبب حالات جفاف شديدة للأطفال، وتنتقل بسهولة فى المناطق المزدحمة مثل الحضانات والأسواق. وأكد الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة لشئون الطب الوقائى، وجود مراكز لرصد الأمراض الوبائية فى مصر «6 مراكز تغطى 55 مرضا معديا» يستخدمها القطاع الوقائى لمتابعة أى تفشٍ محتمل، وأعلن أن الوزارة تستخدم معامل مركزية متقدمة تشمل تقنيات جينوم وتحليل نواقل الأمراض وللتشخيص المبكر لأى تفشٍ، مع التركيز على نظافة المياه والغذاء للمواطنين. كما أشار إلى اهتمام الوزارة بالصحة الواحدة وربط صحة الإنسان والبيئة والنباتات لمتابعة التفتيشات الوبائية وتم رفع درجة الاستعداد القصوى فى جميع المستشفيات والوحدات الصحية بجميع المحافظات. وشدد على تكثيف فرق الاستجابة السريعة وأقسام الطوارئ مع توافر الأدوية والمحاليل اللازمة لعلاج حالات الإصابة بضربات الشمس، والإجهاد الحرارى، والنزلات المعوية، وأمراض الجهاز الهضمى والجلد المرتبطة بالموسم، وطالب المواطنين باتباع الإجراءات الوقائية، مثل الإكثار من شرب المياه، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس لفترات طويلة، والحرص على نظافة الأغذية والمياه، خاصة فى الأماكن العامة والمصايف، وأوضح أن غرفة العمليات المركزية بالوزارة تتابع الوضع أولا بأول بالتنسيق مع مديريات الشؤون الصحية على مستوى الجمهورية. ◄ خط الدفاع ومن جانبه قال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان إن الوزارة تكرس اهتمامها بالحفاظ على الصحة العامة للمجتمع وتشمل الوقاية من الأمراض الصيفية بأنواعها لكى تمكن الأفراد من العيش بحياة صحية سليمة من خلال الممارسات الصحية المختلفة، أضاف أن هناك قطاعا كبيرا فى وزارة الصحة معنيا بقضية الوقاية من الأمراض، مشيرا إلى أن هناك متابعة قوية من الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان لهذا القطاع المهم فى الوزارة لأن القطاع هو البوابة أو خط الدفاع الأول لحماية المجتمع المصرى من أى أمراض، موضحًا أن هناك استعدادا كاملا لموسم الصيف قبل بدايته بشهرين بالتعاون مع هيئة سلامة الدواء، للقضاء على أى حشرات، بالإضافة إلى الحرص على سلامة وجودة الغذاء المقدمة من المطاعم خاصة التى تقدم الوجبات السريعة. ◄ اقرأ أيضًا | وزير الصحة يشهد توقيع عقد تأسيس الشركة العربية - الصينية للصناعات الطبية ◄ عدة محاور وشدد عبد الغفار، على أن الوزارة تعمل على عدة محاور لمواجهة هذه الأمراض بالمستشفيات ومنها إعلان حالة الطوارئ، ورفع درجة الاستعداد القصوى فى جميع المستشفيات العامة والمركزية وتجهيز وحدات الطوارئ بالمحاليل الوريدية، أدوية التسمم، ومضادات الجفاف، مشيرا إلى وجود حملات التوعية من خلال نشر حملات إعلامية بوسائل الإعلام المختلفة تحذر من التعرض لأشعة الشمس المباشرة، وتشجع على شرب المياه واستخدام القبعات والملابس القطنية مع إرسال رسائل قصيرة عبر الهواتف وتحديثات عبر وسائل التواصل الاجتماعى. ◄ مراقبة مستمرة وأوضح عبد الغفار، أن هناك مراقبة للأغذية والمياه من خلال القيام بتنفيذ حملات تفتيش على محلات الطعام والمطاعم للتأكد من صلاحية الأغذية، مع مراقبة مصادر مياه الشرب فى المناطق الريفية، تعزيز الاستجابة السريعة وتوفير خطوط ساخنة للطوارئ الطبية وتجهيز سيارات الإسعاف للتدخل فى حالات الإجهاد الحرارى بالمصايف والمناطق المكشوفة، لافتا أن المستشفيات فى المناطق الحضرية الكبرى مثل القاهرة والإسكندرية تشهد ازدحاما كبيرا فى أقسام الطوارئ خلال فصل الصيف، وتُضاعف فرق التمريض والكوادر الطبية مناوباتها لمواكبة الطلب المتزايد، مؤكدا ان الوزارة خصصت عددا من المستشفيات المرجعية فى كل محافظة للتعامل مع الحالات الحرجة مع توجيه باقى المستشفيات بتحويل الحالات المعقدة إليها فورا.