لسنوات طويلة، ظل شهر رمضان هو التوقيت الذهبي لعرض الأعمال الدرامية، باعتباره موسم المشاهدة الأكبر في العالم العربي، حيث تتنافس القنوات والنجوم على الفوز باهتمام الجمهور. لكن مع تصاعد نفوذ المنصات الرقمية، تغيّرت قواعد اللعبة، وبدأت المسلسلات تحقق نجاحًا مدويًا خارج السباق الرمضاني، بل وتتفوق أحيانًا على تلك التي تعرض في ذروته. دراما على مدار العام المنصات مثل "شاهد"، "نتفليكس"، "WATCH IT" وغيرها، أعادت توزيع الاهتمام، وأصبح الجمهور هو من يحدد توقيت المشاهدة لا الشاشة. وبفضل ذلك، ظهرت أعمال قوية في مواسم غير تقليدية، ونجحت في صناعة زخم كبير. أمثلة نجاح خارج رمضان "موضوع عائلي": المسلسل الذي أعاد ماجد الكدواني للبطولة المطلقة، لم يُعرض في رمضان، لكنه حصد تفاعلًا هائلًا وجمهورًا واسعًا عبر منصة شاهد، ما دفع لصناعة جزء ثانٍ وثالث. "ليه لأ؟": قدمته أمينة خليل في موسمه الأول، ثم منة شلبي في الموسم الثاني، وحقق نجاحًا غير متوقع بفضل القصة الاجتماعية المؤثرة والطرح الجريء. "أزمة منتصف العمر": عُرض في موسم الشتاء على شاهد، وجمع ريهام عبدالغفور وكريم فهمي، ولاقى تفاعلًا كبيرًا بسبب قضيته الشائكة. "الصفارة" و"الهرشة السابعة": كلاهما عرض خارج رمضان، وتمكنا من تحقيق مشاهدات مرتفعة، وإشادة نقدية، خاصة بعد أن كسرا التوقعات بقصص غير تقليدية. منصات تقود التحول المنصات اليوم لا تنتظر مواسم بل تصنعها فهي تراهن على جودة المحتوى، وتمنح صناع الدراما حرية أكبر في الشكل والمضمون وعدد الحلقات وحتى نجوم الصف الأول أصبحوا أكثر انفتاحًا على تقديم أعمال للمنصات، دون انتظار "رمضان". النجاح خارج الموسم لم يعد استثناء، بل أصبح واقعًا جديدًا فرضته التكنولوجيا، وتبناه الجمهور الذكي الباحث عن المحتوى الأصيل في أي وقتومع استمرار هذا التحول، يبدو أن "الموسم الدرامي" لم يعد له توقيت واحد... بل أصبح 12 شهرًا.