فى خطوة إجرامية أمريكية مخالفة للقوانين والأعراف الدولية باغتت الإدارة الأمريكية بالعدوان على إيران بضربات جوية قاصمة بسلاحها المتقدم ومؤلمة للمواقع الأكثر أهمية، والقتل المتعمد للعلماء فى مواقع الطاقة النووية، عدوان وحرب مباشرة، ورغم التحذيرات الأممية من مغبة ذلك ورغم استنكارنا كعرب ومسلمين، والمجتمع الدولى . لهذا العدوان الهمجى غير المبرر سوى ضغط أمريكى يؤدى إلى تنازلات إيرانية فى المحادثات غير المباشرة بينهما بشأن نزع سلاحها النووى لضمان أمن إسرائيل. ومارست ايران حقها فى الرد ، بضرب المدن الإسرائيلية بما تمتلك من صواريخ، وفى ظل تزايد الضربات وتصاعد وتيرة الحرب بين إسرائيل وإيران، وحذرت طهران من إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجى فى حال تعرضت مصالحها الحيوية للخطر، وهذا ما حدث ووافق البرلمان الإيرانى على إغلاق أهم بوابة لشحن النفط فى العالم، رداً على العدوان الأمريكى عليها . والمضيق يقع بين إيران ومحافظة مسندمُ العمانية التى تبلغ مساحتها (1900 كيلومتر مربع)، ويتمتع بأهمية كبيرة فى التجارة فضلاً عن موقعه الجيوسياسى المتميز ،حيث يربط بين الخليج من جانب وخليج عمان وبحر العرب من جانب آخر، ويمر منه 40 فى المئة من الإنتاج العالمى من النفط، ويبلغ عرض المضيق 50 كيلومتراً، وعمق المياه فيه 60 متراً. ويبلغ عرض ممرى الدخول والخروج فيه 10.5 كيلومتر، ويستوعب من 20 إلى 30 ناقلة نفط يومياً، وتصدر السعودية 88 فى المئة من إنتاجها النفطى عبره، والعراق 98 فى المئة، والإمارات 99 فى المئة، وكل نفط إيران والكويت وقطر، وفى حالة اضطرار ايران لتنفيذ تهديداتها بغلقه ، سيكون العالم على شفا حرب عالمية مدمرة للجميع .. مالم يتوصل عقلاء العالم إلى جنح جماح جنون الحرب والتى لن تبقى أحداً فى مأمن.