بالرغم من أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب أمهل طهران أسبوعين قبل اتخاذ قراره النهائى بالدخول فى الحرب الإسرائيلية على إيران إلا أن كل المؤشرات تؤكد أن واشنطن وإسرائيل تستعدان لشن قصف واسع على إيران خلال أيام، يستهدف منشآت نووية وعسكرية على أمل إسقاط النظام الإيرانى.. حيث تدعم إدارة ترامب بالكامل خطة إسرائيل الحالية للتخلص من أى أثر لبرنامج نووى عسكرى إيرانى. ويبدو أن البيت الأبيض وافق على حملة قصف شامل فى إيران، لأجهزة الطرد المركزى المدفونة على عمق تحت الأرض فى منشأة فوردو، بواسطة قاذفات أمريكية مجهزة بقنابل خارقة للتحصينات قادرة على اختراق هذا العمق. حيث تضم منشأة فوردو الغالبية المتبقية من أجهزة الطرد المركزى الإيرانية. وفى ظل هذه الحرب المتصاعدة بين إسرائيل والولايات المتحدةوإيران، ظهرت مخاوف فى الدول المجاورة لإيران من أن تؤدى الضربات العسكرية المتوقعة على منشآت نووية إيرانية إلى كارثة نووية خطيرة أو حتى تسرب إشعاعى يمتد تأثيره للدول المجاورة خاصة بعد أن شنت إسرائيل من أسبوع هجمات كبيرة ضد مواقع وقواعد إيرانية، من ضمنها منشآت تخصيب اليورانيوم فى «نطنز» و»فوردو» ومفاعل «أصفهان» ومحطة «بوشهر». ورغم أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أكدت أن الهجمات الإسرائيلية ألحقت أضرارا بمفاعل «نطنز»، وتم رصد تلوث كيميائى وإشعاعى داخل المنشأة فقط إلا أن خبراء قالوا لصحيفة «واشنطن بوست» إن الضربات الإسرائيلية على مواقع مثل نطنز وفوردو وأصفهان لا تشكل خطرا إشعاعيا إقليميا كبيراً، ولكنها قد تؤدى لإطلاق سحب من المواد الكيميائية السامة. ولكن إذا تأثرت مواقع التخصيب بشدة بواسطة قنابل أمريكية خارقة للتحصينات، فسيكون هناك انتشار إشعاعى على نطاق جغرافى ستكون له عواقب وخيمة ودائمة على المدنيين والبيئة. كما أن أى عملية عسكرية تستهدف محطة بوشهر للطاقة النووية على وجه التحديد قد تكون كارثية، تضاهى تكرار مأساة تشيرنوبيل. وقد تسبب تلوثا كيميائيا بسبب مركب سداسى فلوريد اليورانيوم -المستخدم فى تخصيب اليورانيوم- الذى يمكن أن يتحول إلى فلوريد الهيدروجين السام عند تفاعله مع الماء أو الرطوبة فى الهواء. وقد يكون مميتا إذا تم استنشاقه.