عرضت دول "الترويكا الأوروبية" التي تخوض محادثات مع إيران في جنيف، الجمعة، تهدف بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة إلى وقف البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانيين، وتعتبرهما "تهديداً لإسرائيل وأوروبا على السواء"، بحسب "الشرق". اقرأ أيضا: أمريكا: إيران مصدر لزعزعة الاستقرار بالمنطقة وأضافت المصادر أن الشروط الأوروبية لطهران، تضمنت 4 نقاط تشمل استئناف عمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية في جميع المواقع الإيرانية لضمان إنهاء التخصيب، ومراقبة الأنشطة الباليستية الإيرانية لأنها تمثل خطراً على إسرائيل. وذكرت المصادر أن الشروط الأوروبية تضمنت أيضاً وقف التعاون بين إيران وحلفائها الإقليميين، بالإضافة لوقف التعاون العسكري مع روسيا. وجاء المقترح الأوروبي في المفاوضات ليتطابق مع الموقفين الأميركي والإسرائيلي، إذ دعا الرئيس الأميركي دونالد ترمب الإيرانيين إلى "استسلام غير مشروط"، وتطالب تل أبيب بإنهاء البرنامج النووي الإيراني وبرنامج طهران للصواريخ الباليستية. في وقت سابق الجمعة، نقلت صحيفة "واشنطن بوست"، عن 4 مسؤولين القول إن المحادثات بين الوفدين في جنيف تجري بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة. وبحسب المسؤولين الذي لم تكشف عنهم الصحيفة، فإن هذه الجولة من المحادثات تمثل "محاولة لانتزاع تنازلات أكبر من إيران وإيجاد مخرج من تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بضربها". وذكر المسؤولون أن المحادثات مع طهران ستطرح مطلب واشنطن بعدم تخصيب طهران لليورانيوم مطلقاً. كما أفاد مسؤول أوروبي آخر بأن الجانب الأوروبي سيسعى للتوصل لاتفاق مع إيران مقابل "بقاء النظام الإيراني"، بحسب الصحيفة. ونقلت شبكة CNN عن مصدر دبلوماسي مطلع قوله، الجمعة، إن المحادثات بين الوفدين الإيراني والأوروبي التي تجري حالياً في جنيف استمرت 90 دقيقة قبل أن يأخذ الجانبان استراحة. وقال المصدر الدبلوماسي إن أعضاء الوفدين يجريان، كل على حده، مشاورات في غرف منفصلة قبل الاستئناف المتوقع للمحادثات. وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الخميس، أن إيران تلقت طلباً من الترويكا الأوروبية، التي تضم ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، لعقد لقاء تشاوري مشترك اليوم. وفي أول مفاوضات منذ اندلاع حرب إيران وإسرائيل، التقى وزراء خارجية أوروبيون بعراقجي، الجمعة، بهدف إيجاد مسار للعودة إلى الدبلوماسية بشأن برنامج طهران النووي في الوقت الذي تدرس فيه الولاياتالمتحدة المشاركة في القصف الجوي الإسرائيلي على إيران. وتحدث وزراء "الترويكا الأوروبية"، بالإضافة إلى مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مع عراقجي هذا الأسبوع، كما أنهم ينسقون مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو. وفي مكالمة نادرة، أكدوا لعراقجي على ضرورة العودة إلى طاولة المفاوضات وتجنب المزيد من التصعيد. وبناء على اقتراح إيران، وافق الجانبان على الاجتماع وجهاً لوجه. وتعقد المحادثات في جنيف، حيث جرى التوصل في 2013 إلى اتفاق مبدئي بين إيران والقوى العالمية للحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات قبل التوصل إلى اتفاق شامل في 2015. وتأتي المحادثات بعد انهيار المفاوضات بين إيرانوالولاياتالمتحدة عندما أطلقت إسرائيل ما أسمتها عملية "الأسد الصاعد" واستهدفت منشآت نووية وقدرات صنع صواريخ باليستية في إيران في 13 يونيو. وقال دبلوماسي أوروبي في وقت سابق الخميس: "لا يستطيع الإيرانيون الجلوس مع الأميركيين بينما نستطيع نحن.. سنقول لهم أن يعودوا إلى الطاولة لمناقشة القضية النووية قبل (وقوع) السيناريو الأسوأ، وسنتطرق إلى مخاوفنا بشأن صواريخها الباليستية ودعمها لروسيا واحتجازها لمواطنينا". واندلعت المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران فجر الجمعة 13 يونيو، مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربة استباقية وواسعة النطاق استهدفت العاصمة الإيرانيةطهران، فيما أطلقت عليه تل أبيب اسم "عملية قوة الأسد". الضربة الإسرائيلية لإيران، شملت عشرات الطائرات المقاتلة التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية، مما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى فرض حالة طوارئ عامة في الداخل الإسرائيلي. وفي المقابل، ردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية المكثفة، شنتها على مراحل متتالية، كان أعنفها الهجوم الليلي الواسع مساء السبت 15 يونيو، بحسب الشرطة الإسرائيلية – وذلك بعد انتشال جثث من تحت أنقاض مبنى في وسط البلاد وأسفر ذلك عن مقتل 13 إسرائيلي، كما تم تسجيل إصابة 7 آخرين في موجة القصف الثالثة. اقرأ أيضًا| فيديو| 2000 صاروخ فقط في جُعبة طهران.. هل تكفي ترسانة إيران لحرب طويلة؟ المواجهة تجهض المسار الدبلوماسي يأتي هذا التصعيد في توقيت بالغ الحساسية، إذ كان من المقرر انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين إيرانوالولاياتالمتحدة في العاصمة العُمانية مسقط، برعاية سلطنة عمان، والتي سعت إلى لعب دور الوسيط. إلا أن هذه الجولة تم تعليقها بعد أن وصف الجانب الإيراني استمرار الهجمات الإسرائيلية بأنه "إعلان حرب"، معتبراً التفاوض في هذا السياق "عديم المعنى". اقرأ أيضًا: ضربات محسوبة أم حظ سعيد.. لماذا لم تتحول الغارات على إيران إلى «تشيرنوبل ثانية» تحول استراتيجي في قواعد الاشتباك تُعدّ الضربة الإسرائيلية لإيران تحولًا كبيرًا في طبيعة الاشتباك، حيث لم تكتفِ باستهداف الوكلاء الإقليميين لإيران، بل انتقلت مباشرة إلى ضرب العمق الإيراني، بما في ذلك القيادات العليا ومراكز تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما ردّت عليه طهران بصواريخ باليستية استهدفت العمق الإسرائيلي، مما يفتح الباب أمام صدام مفتوح قد يمتد إلى أطراف إقليمية أخرى. اقرأ أيضًا: فوردو.. عندما تصبح الجغرافيا أقوى من التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية