ندّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، بالهجمات الإسرائيلية على بلاده معتبرا أنها "خيانة" للجهود الدبلوماسية التي كانت تبذل مع الولاياتالمتحدة، ومؤكدا أن طهران وواشنطن كانتا ستتوصلان إلى "اتفاق واعد" في شأن البرنامج النووي الإيراني. اقرأ أيضا: إيران تُفعّل دفاعات «بوشهر» ضد هجمات إسرائيل وقال عباس عراقجي، أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف قبل اجتماع بالغ الأهمية مع وزراء خارجية أوروبيين، "هوجمنا في وسط عملية دبلوماسية". وأدان عراقجي خلال أول انتقال له إلى الخارج منذ بدء الضربات، الهجوم الإسرائيلي ووصفه بأنه "عمل عدواني شنيع". كان من المقرر أن يلتقي المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف عراقجي في عُمان في 15 حزيران/يونيو، لكن المحادثات غير المباشرة أُلغيت بعد أن بدأت إسرائيل الهجمات. وقال الوزير الإيراني "كان من المفترض أن نلتقي الأميركيين في 15 يونيو/حزيران لصوغ اتفاق واعد جدا لحل سلمي للقضايا التي تم اختلاقها بشأن برنامجنا النووي السلمي". واعتبر ذلك بمثابة "خيانة للدبلوماسية وضربة غير مسبوقة لأسس القانون الدولي". أطلقت إسرائيل في 13 حزيران/يونيو حملة ضربات جوية غير مسبوقة على إيران، مؤكدة امتلاك معلومات استخباراتية تفيد بأن البرنامج النووي الإيراني شارف "نقطة اللاعودة"، فيما ترد إيران بإطلاق دفعات صواريخ ومسيّرات على الدولة العبرية. وتنفي طهران أنها تسعى لتطوير أسلحة نووية وتدافع عن حقها في برنامج نووي مدني. وأسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل 224 شخصا على الأقل في إيران منذ بداية الحرب، وفق حصيلة رسمية. وفي إسرائيل، أسفرت الضربات الإيرانية عن مقتل 25 شخصا، وفقا للحكومة. ووصف عراقجي الهجمات التي تشنها إسرائيل بأنها "حرب ظالمة فرضت على شعبي" وأدت إلى مقتل "المئات". وفي إشارة إلى خطر الإشعاع بعد توجيه ضربات إلى المنشآت النووية، قال إن "الهجمات على المنشآت النووية تشكل جرائم حرب خطيرة". وأضاف أن "إيران تتوقع بحق من كل واحد منكم أن يقف إلى جانب العدالة وسيادة القانون". واندلعت المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران فجر الجمعة 13 يونيو، مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربة استباقية وواسعة النطاق استهدفت العاصمة الإيرانيةطهران، فيما أطلقت عليه تل أبيب اسم "عملية قوة الأسد". الضربة الإسرائيلية لإيران، شملت عشرات الطائرات المقاتلة التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية، مما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى فرض حالة طوارئ عامة في الداخل الإسرائيلي. وفي المقابل، ردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية المكثفة، شنتها على مراحل متتالية، كان أعنفها الهجوم الليلي الواسع مساء السبت 15 يونيو، بحسب الشرطة الإسرائيلية – وذلك بعد انتشال جثث من تحت أنقاض مبنى في وسط البلاد وأسفر ذلك عن مقتل 13 إسرائيلي، كما تم تسجيل إصابة 7 آخرين في موجة القصف الثالثة. اقرأ أيضًا| فيديو| 2000 صاروخ فقط في جُعبة طهران.. هل تكفي ترسانة إيران لحرب طويلة؟ المواجهة تجهض المسار الدبلوماسي يأتي هذا التصعيد في توقيت بالغ الحساسية، إذ كان من المقرر انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين إيرانوالولاياتالمتحدة في العاصمة العُمانية مسقط، برعاية سلطنة عمان، والتي سعت إلى لعب دور الوسيط. إلا أن هذه الجولة تم تعليقها بعد أن وصف الجانب الإيراني استمرار الهجمات الإسرائيلية بأنه "إعلان حرب"، معتبراً التفاوض في هذا السياق "عديم المعنى". اقرأ أيضًا: ضربات محسوبة أم حظ سعيد.. لماذا لم تتحول الغارات على إيران إلى «تشيرنوبل ثانية» تحول استراتيجي في قواعد الاشتباك تُعدّ الضربة الإسرائيلية لإيران تحولًا كبيرًا في طبيعة الاشتباك، حيث لم تكتفِ باستهداف الوكلاء الإقليميين لإيران، بل انتقلت مباشرة إلى ضرب العمق الإيراني، بما في ذلك القيادات العليا ومراكز تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما ردّت عليه طهران بصواريخ باليستية استهدفت العمق الإسرائيلي، مما يفتح الباب أمام صدام مفتوح قد يمتد إلى أطراف إقليمية أخرى. اقرأ أيضًا: فوردو.. عندما تصبح الجغرافيا أقوى من التكنولوجيا العسكرية الإسرائيلية