هناك مواجهات تحتاج لعدة عوامل فى التحضير لها، لا يكفى أن يكون الإعداد لها مقتصرًا على الشق الفنى، فالتجهيز البدنى له دوره، والتحفيز النفسى من أهم العوامل، وأهم من هذا وذاك أن يكون التوفيق حليفًا لمن يبحث عن انتصار يعد صعبًا . وفى السابعة مساء اليوم، يخوض الأهلى مواجهة تحتاج للعوامل السابق ذكرها، حينما يصطدم ب «بالميراس» البرازيلى فى إطار منافسات الجولة الثانية من دور المجموعات بكأس العالم للأندية الذى يقام لأول مرة بنسخة استثنائية ب32 فريقًا فى الولاياتالمتحدةالأمريكية. يستضيف اللقاء استاد ميتلايف بولاية نيوجيرسى، وهو الاستاد الذى يستضيف مباراة الأهلى القادمة أيضًا فى الجولة الثالثة أمام بورتو فجر الثلاثاء القادم . اقرأ أيضًا| هل تفاوض الزمالك مع بيرسي تاو.. مصدر يوضح وما يزيد من قيمة المباراة أن الفوز بها يمنح الفريق مليونى دولار أى ما يعادل مائة مليون جنيه كما أن الفوز لو تحقق للأهلى فهو يقرب الفريق كثيراً من التأهل لدور ال16 والذى يكفل للفريق عندئذ الحصول على سبعة ونصف مليون دولار لتصل قيمة عوائد الفريق عندها إلى أكثر من نصف المليار جنيه .. بالحديث عن العوامل النفسية فى مواجهة اليوم، وجب التنويه بأن استاد ميتلايف يسع ل82 ألف متفرج، وهو تحدٍ جديد لجماهير الأهلى بعد أن أبهروا المتابعين للبطولة فى مباراة الافتتاح أمام إنتر ميامى على استاد هارد روك والذى كانت سعته 65 ألف متفرج، واكتسى حينها باللون الأحمر، ولم تكن مدينة ميامى المستضيفة لهذا اللقاء معروفة بالتواجد الكبير للجالية المصرية، على عكس ما هو منتظر ومتوقع فى نيوجيرسى التى تضم جالية عربية مصرية كبيرة . اقرأ أيضًا| مودرن سبورت يحصل على توقيع محمد أبو جبل ولن يكون التحدى الكبير لجماهير الأهلى يتعلق بأرقام سجلتها فى المباراة فحسب، بل مع جماهير بطل البرازيل التى ظهرت بصورة حماسية كبيرة فى المباراة الأولى لهم أمام بورتو، لذا ستكون هناك مباراة خاصة بين جماهير الفريقين . وبالعودة للشق الفنى الذى يحتاج لجهد كبير من جانب الإسبانى خوسيه ريبيرو المدير الفنى للأهلى وبقية أفراد الجهاز الفنى، فإن هناك غيابًا جديدًا عن الفريق للإصابة، بعد الإصابة التى تعرض لها إمام عاشور فى المباراة الأولى أمام إنتر ميامى وبات مؤكدًا غيابه عن الفريق لمدة لا تقل عن شهرين، يغيب أيضًا أحمد نبيل كوكا عن مواجهة اليوم وربما لقاء بورتو بعد تعرضه لكدمة فى الركبة فى المباراة الأولى، وغاب اللاعب عن المران إثر تعرضه للإصابة واكتفى بالتدريب فى الجيم . لذا، بات ريبيرو فى حاجة لوضع تغييرين على تشكيلة مباراة الافتتاح، ولعل بديل إمام عاشور سيكون أحمد سيد زيزو بنسبة كبيرة، أما بديل كوكا فى مركز الظهير الأيسر فأمام المدرب الإسبانى ثلاثة اختيارات، مصطفى العش وكريم الدبيس ويحيى عطية الله، وبالنظر لمباراة باتشوكا المكسيكى الودية قبل بدء المونديال، فإن ريبيرو وضع فى مركز الظهير الأيسر لاعبين، الدبيس فى الشوط الأول وكوكا بالثانى، وبالربط بما قاله عماد النحاس فى تصريحات رسمية بقناة النادى إن ريبيرو يعرف إمكانات اللاعبين قبل المجئ لتدريب الأهلى وتابع مبارياتهم الأخيرة فى الدورى، فإن اختياراته فى مباراة باتشوكا قد تكون مبنية على قناعات، وعدم إعطاء الفرصة ليحيى عطية الله قد يجعله بعيدًا عن المشاركة وتقتصر المنافسة بين العش والدبيس على هذا المركز . وبالنظر لمواجهة بالميراس اليوم من الناحية الخططية وأسلوب اللعب، فإن الأمر يختلف عن مواجهة إنتر ميامى بالطبع، المباراة الأولى كان الأهلى قادرًا على تحمل ضغط الفريق الأمريكى والذى كان محوره صانع الألعاب الأسطورى ليونيل ميسى، تفوق الشناوى تارة، والدفاع تارة أخرى ومر الأمر بسلام، وفى الجانب الهجومى استطاع الأهلى الوصول لمرمى الخصم فى أوقات كثيرة بدون معاناة وضرب خط دفاعهم بكرات طولية من وسط الملعب . أما اليوم فالمواجهة تتطلب من لاعبى الأهلى حدة بدنية أكثر، سرعة أكبر، دقة فى التمرير عند بناء الهجمات من الخلف للأمام، خاصة وأن أسلوب ريبيرو يعتمد على بناء اللعب الهادئ ونقل الكرة من قدم لقدم وعدم التسرع فى إبعادها، وهو ما يقابله ضغط عالٍ من هجوم بالميراس. وفى المقابل، يلعب الفريق البرازيلى بقيادة مدربه البرتغالى موريرا فيريرا بطريقة 1/2/4/3، وأهم ما فى طريقته هو اللجوء لثلاثى فى خط الدفاع وما قد يجعل ريبيرو يميل لنفس أسلوب المباراة الأولى بوضع ثنائى فى العمق الهجومى وخلفهما صانع ألعاب، بأن يكون وسام أبو على وتريزيجيه وخلفهما زيزو على سبيل المثال لإيقاع دفاعهم فى الأخطاء، وقد يعطى ريبيرو تعليمات للظهيرين الأيمن والأيسر فى ظل وضع بالميراس جناحين طائرين هجوميًا مما يتطلب الحد من خطورتهما . تبدو مفاتيح لعب بالميراس واضحة، والمهارات الفردية تتحكم فى صناعة الخطورة على مرمى الخصم، وفى مقدمتهم البرازيلى صاحب ال18 عامًا استيفاو الذى من المقرر انتقاله لتشيلسى عقب انتهاء البطولة . يمتلك اللاعب البرازيلى مهارات خاصة بقدمه اليسرى، ويحتاج لرقابة خاصة شبيهة لما حدث مع ميسى خلال مواجهة إنتر ميامى. بالعودة لتشكيلة الأهلى ووضع اللاعبين المرتقب فى مباراة الليلة، فإن هناك حافزًا إضافيًا لأكثر من لاعب لمصالحة الجماهير، فى مقدمتهم محمود حسن تريزيجيه بعد إهداره ضربة جزاء فى مباراة الافتتاح ومخالفته تعليمات الجهاز الفنى فيما يخص ترتيب المسددين للضربات، مما يجعل مباراة اليوم بداية ممكنة لمصالحة الجماهير . أيضًا حسين الشحات الذى أهدر فرصة خطيرة فى الهجمة الأخيرة بمباراة ميامى، بعدما كانت لديه فرص كثيرة للتمرير وجعل أحد زملائه منفردين بالمرمى، إلا أنه تردد وأضاع آخر فرص المباراة، وقد يحصل على فرصة المشاركة فى مباراة اليوم وفى الغالب كبديل . هناك حافز كبير أيضًا لزيزو، الذى يبحث عن أول أهدافه مع الأهلى بعدما اندمج سريعًا مع أجواء الأهلى وبات وكأنه لاعب قديم بالفريق . عادة ما تحضر المقارنات فى مثل هذه المواجهات التاريخية، وأهم المقارنات الكروية فى العصر الحديث تكمن فى القيمة التسويقية، ويتفوق الفريق البرازيلى فى القيمة الإجمالية للاعبيه بأكثر من خمسة أضعاف القيمة الإجمالية الموازية للاعبى الأهلى.. يقترب فريق بالميراس من 253 مليون يورو، أما الأهلى فيقترب من 48 مليون يورو . وفى إطار آخر مهم عن مباراة اليوم، كان الفيفا قد أعلن عن طاقم التحكيم الذى سيدير اللقاء، ووقع الاختيار على الحكم الإنجليزى انتونى تايلور، ويتواجد ثنائى إنجليزى آخر كمساعدين، جارى بيسويك مساعد أول وآدم نون مساعد ثانٍ، والإماراتى عمر آل على كحكم رابع . بات أمر المجموعة الأولى معقدًا بعد اكتفاء فرقها فى الجولة الأولى بالتعادل السلبى ووضع نقطة واحدة فى رصيدهم، مما يزيد الاشتباك الفنى فى مباراتى الجولة الثانية بحثًا عن أول فوز بها وأول هدف يُسجل . وتقام مباراة إنتر ميامى وبورتو فى العاشرة مساء اليوم عقب مواجهة الأهلى وبالميراس .