استقبل مستشفى الصليب الأحمر الميداني في غزة، اليوم وأمس، أكثر من 370 مريضًا خلال فترة قصيرة، أُصيب العديد منهم بطلقات نارية أثناء محاولتهم الوصول إلى مركز لتوزيع المواد الغذائية، في مُؤشر مُقلق على استمرار تعرّض المدنيين للمخاطر، وتدهور الحالة الإنسانية. وأوضحت المصادر الطبية في المستشفى وفقًا لوكالة «وفا» الفلسطينية، أنه استقبل، اليوم، أكثر من 200 حالة، في أعلى حصيلة يُسجلها منذ إنشائه، جرّاء حادثة إصابات جماعية واحدة. اقرأ أيضًا| صحة غزة: 20 شهيدًا وأكثر من 200 مصاب نتيجة القصف الإسرائيلي وأعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن قلقها البالغ إزاء التراجع المُتسارع في قدرات النظام الصحي في قطاع غزة، خُصوصًا في ظل أوامر الإخلاء التي تُهدد مجمع ناصر الطبي، مما يزيد من صعوبة تقديم الرعاية الصحية للمصابين والمرضى. وأشارت اللجنة إلى أن "الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة لا تزال تتدهور بشكل حاد، حيث يُقتل ويُصاب المدنيون الفلسطينيون يوميًا نتيجة الأعمال العدائية المكثفة، بينما تتفاقم معاناتهم بسبب القيود المستمرة على تدفق الدعم الإنساني، ما يؤدي إلى صعوبات كبيرة في الحصول على الاحتياجات الأساسية، مثل الوقود والمياه والمواد الغذائية". وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، إن "حماية المدنيين أثناء النزاعات المُسلحة تُعد، بحسب القانون الدولي الإنساني، واجبًا قانونيًا وأخلاقيًا، ويُفرض على أطراف النزاع توخي أقصى درجات الحذر لتفادي إلحاق الأذى بالأشخاص المدنيين والمنشآت المدنية، إلا أن الواقع في غزة، المُمتد مُنذ أكثر من عشرين شهرًا، يُظهر أن المدنيين لا يزالون يدفعون الثمن الأغلى لهذا النزاع المُستمر". وأكدت اللجنة الدولية على ضرورة السماح الفوري والسريع بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق، بما يشمل الغذاء والمياه والأدوية والإمدادات الطبية، مع ضمان حصول الجرحى والمرضى على الرعاية العاجلة التي يحتاجونها. كما جدّدت اللجنة دعوتها إلى احترام العاملين في المجال الطبي والإغاثي والدفاع المدني وحمايتهم، في ظل ما شهده القطاع من مقتل وإصابة العديد منهم خلال الأشهر الماضية. وأضافت اللجنة أن الأوضاع في الضفة الغربية لا تقل خطورة، حيث تتواصل معاناة المدنيين نتيجة تدمير المنازل والمزارع، والعنف ضد القرى وسكانها، وسط استمرار القيود التي تؤثر على توفر الوقود، وتُقيّد حركة خدمات الطوارئ، وتُعيق الوصول إلى الرعاية الصحية، كما لا يزال آلاف الأشخاص في حالة نزوح قسري، في بيئة تتفاقم فيها التحديات الاقتصادية والاجتماعية. وشددت اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أنه حتى في ظل الاحتلال الإسرائيلي، يجب احترام حق المدنيين في عيش حياة طبيعية قدر الإمكان، مع صون كرامتهم، وتلبية احتياجاتهم الأساسية، واحترام حقوقهم الإنسانية. اقرأ أيضًا| القاهرة الإخبارية: انفجارات متتالية تهز المناطق الوسطى من الضفة الغربية