تصاعدت التوترات في الشرق الأوسط بشكل خطير بعد الهجوم الإسرائيلي الضخم على إيران، والذي قد يجر بريطانيا إلى صراع عسكري مباشر مع طهران، في تطور يثير مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة تشمل حلفاء إسرائيل الغربيين. اقرأ أيضا: تضرر عدة مبان نتيجة سقوط صاروخ في حيفا.. والجيش الإيراني: على الإسرائيليين المغادرة بداية مرحلة جديدة من التصعيد في الساعات الأولى من فجر الجمعة، شنت القوات الإسرائيلية هجوماً واسع النطاق على المنشآت النووية الإيرانية، في عملية أطلقت عليها "الأسد المتصاعد". وبحسب صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كان ينتظر هذه اللحظة لعقود، حيث هدفت العملية إلى "تراجع" البرنامج النووي الإيراني الذي تعتبره إسرائيل تهديداً وجودياً. أكدت إسرائيل أن هدفها كان تدمير أجزاء واسعة من البرنامج النووي الإيراني، مع إشارات إلى أن المزيد من الضربات ستتبع، مما قد يؤدي إلى تدمير المشروع النووي بالكامل، وقد استهدفت الضربات منشأة نطنز النووية الرئيسية ومنشأة فوردو للتخصيب قرب طهران. التهديد الإيراني يشمل "مؤيدي نتنياهو" ردت إيران بإطلاق عشرات الصواريخ الباليستية تجاه إسرائيل، مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين على الأقل، بينما سُمعت انفجارات في تل أبيب والقدس. لكن الأخطر كان التهديد الإيراني الذي تضمن "عواقب جسيمة وبعيدة المدى" ضد "مؤيدي" نتنياهو، مما يثير احتمالية جر بريطانيا وفرنسا إلى الصراع الإقليمي. وأوضحت وزارة الخارجية الإيرانية أن الولاياتالمتحدة، باعتبارها "الراعي الأساسي" لإسرائيل، ستتحمل مسؤولية "التداعيات الخطيرة" للعمليات الإسرائيلية، ما يفتح الباب أمام رد إيراني واسع النطاق ضد القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط. القواعد البريطانية في مرمى النيران تشير "ذا تليجراف" إلى أن التلميح الإيراني إلى "المؤيدين" الغربيين يعني أن القواعد العسكرية البريطانية في المنطقة قد تُعتبر أهدافاً مشروعة من قِبل طهران، إذ تملك بريطانيا قواعد جوية في في عدد من الدول العربية وقبرص. وهناك سابقة لقيام بريطانيا بشن ضربات جوية على وكلاء إيران، كما حدث في أبريل الماضي عندما استخدم سلاح الجو الملكي طائرات تايفون لضرب مواقع إنتاج الطائرات المسيرة الحوثية في اليمن. وإذا استهدفت إيران المواقع العسكرية البريطانية كجزء من هجوم أوسع على إسرائيل وحلفائها، فقد ترد بريطانيا بالمثل من خلال ضرب أهداف إيرانية بطائراتها المقاتلة من إحدى قواعدها في دول الخليج. المخاطر البحرية والتجارية تحذر الخبيرة بورجو أوزجليك من معهد الخدمات الملكية المتحدة للأمن من أن أي تحرك حوثي لكسر وقف إطلاق النار والعودة للمعركة "سيزيد بشكل كبير من احتمالية التدخل البريطاني"، نظراً للحاجة إلى منع تكرار الفوضى التي تسببت بها الضربات الحوثية للسفن التجارية في البحر الأحمر عامي 2023 و2024. وتضيف أن "أي خطوة من هذا القبيل ستتردد أصداؤها بعيداً عن اليمن، مهددة الأمن البحري في البحر الأحمر ومخاطرة بتورط مباشر للولايات المتحدةوبريطانيا في صراع إقليمي متسع".