قد يكون هذا الحوار هو الأغرب بالنسبة لنا على الأقل فقد تدخلت التطورات الأخيرة والتصعيد الخطير على صعيد المواجهة الإسرائيلية الإيرانية لإتمامه على يومين أو أكثر بدأت يوم الخميس الماضى فى مكتب السفير حسام زكى فى مقر الأمانة العامة فى ميدان التحرير وانتهت فجر أمس السبت بالاتصالات الهاتفية. فقد كان الهدف المبدئى من الحوار التعرف عن قرب حول الإعداد للمؤتمر الدولى فى نيويورك حول حل الدولتين والذى كان مقررا عقده بعد غد الثلاثاء وسط زخم دولى للسعى إلى وضع نهاية للصراع العربى الإسرائيلى وتكريس فكرة حل الدولتين ولأننا نعيش فى منطقة على فوهة بركان التطورات فيها سريعة فقد استيقظ العالم فجر الجمعة الماضى على وقع هجمات إسرائيلية نوعية على إيران طالت منشآت نووية فى عدد من المدن واستهدفت قيادات عسكرية رفيعة فى الجيش الإيرانى والحرس الثورى ولم تمر سوى ساعات قليلة حتى جاء الرد الإيرانى عبر ست هجمات صاروخية على أهداف ذات طبيعة استراتيجية فى العديد من المدن الإسرائيلية أوقعت خسائر حاولت تل أبيب التقليل من حجمها فرضت الأحداث علينا تعديل مسار الحوار عبر تواصل مع السفير حسام زكى خاصة بعد إعلان الرئيس الفرنسى ماكرون تأجيل المؤتمر وهو الأمر الذى كان متوقعا فلا يمكن السير فى مثل هذا المؤتمر الذى يتم التعويل عليه عربيا وإقليميا ودوليا ونحن أمام مواجهات مفتوحة على كافة السيناريوهات مع توقع بأن الأمر لن ينتهى بين يوم وليلة، بل قد يمتد وفقا لتوقعات أمريكية عشرة أيام وكان من المهم الاستماع إلى وجهة نظر السفير حسام زكى فيما يجرى على الساحة فكان هذا الحوار. اقرأ أيضًا | وزير الخارجية يؤكد على موقف مصر الداعم للسودان واحترام سيادته بدء الهجوم الإسرائيلى على إيران فجر الجمعة الماضى ورد طهران يؤشر على احتمالات كبيرة لبدء مواجهة عسكرية قد تستمر بعض الوقت فما تقييمك لانعكاس ذلك على الوضع فى المنطقة؟ للأسف هذه التطورات وتوابعها وانعكاساتها تدخل المنطقة فى المزيد من التدهور وفى حالة من هشاشة الأمن وانعدام الاستقرار فيها ونحن جميعا إذ نحاول أن نحتوى الوضع القائم فى غزة وننهى الحرب الدائرة فى غزة ضد الشعب الفلسطينى نفاجأ بهذا التطور الدراماتيكى الذى يمكن أن يقوض الاستقرار فى المنطقة لفترة مقبلة من الزمن. ولا بد أن ندين هذا التطور لأنه تطور يضع أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية فى الأساس فى موضع حرج ونأمل أن يسود العقل وأن يتم التراجع عن حافة الهاوية وأن تتوقف هذه الضربات المتبادلة وأن تجد الأطراف المعنية بمساعدة أطراف خارجية الطريق مجددا إلى حوار ما يسهل الخروج من المواجهات الحالية إلى دائرة من الاتفاق السياسى للتعامل مع الأزمة، هذا بالتوازى طبعا مع كل الجهد المبذول لوقف الحرب والاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة. كيف ترى رغبة إسرائيل فى التصعيد على أكثر من ساحة عربية فى وقت ليس له مبرر وخلال الأيام القليلة الماضية قامت تل أبيب فى الأيام العشرة الأخيرة بالهجوم على لبنانوسوريا؟ أستطيع أن أقول إن قراءتنا هى أن إسرائيل ترغب فى الاستفادة من اللحظة الاستراتيجية الحالية وتتصور أن لديها القدرات للقيام بذلك والتأييد اللازم من الجانب الأمريكى الذى يسمح لها بالقيام بذلك، وهو أمر مرفوض وغير مقبول. وفجأة وبدون أسباب موضوعية بدأ موسم الهجوم على الجامعة العربية والانتقاص من دورها دون وعى أنها تعبير عن إرادات الدول الأعضاء كيف ترى ذلك؟ الهجوم مؤسف وحزين بالنسبة لى ولكن ما أستطيع أن أقوله فى هذا الوقت تحديدا هو أن الجامعة العربية وهى بيت العرب على نواقصها وأشدد أن لها نواقص ونعلمها جميعا ولكن على نواقصها فوجودها كسقف عربى هو وجود فى غاية الأهمية لجميع العرب، فهى العنصر الجامع فى هذه المنظمة يجب أن نحافظ عليه وندعمه ونعززه. هناك أصوات موجودة تنتقد وتنتقص لا بأس هذه سنة الحياة ولكن أتمنى أن يدرك الجميع أن سقف بيت العرب هو سقف لا غنى عنه، ليس لأنه يعطيك مزايا عينية أو مادية من أى نوع، ولكن لأنه يوفر لك هذا الذى يشعرك بتميزك وبأنك تنتمى إلى قومية ذات شأن وقومية فيها الحد الأدنى من التضافر. هل يمكن الاستفادة من زخم العلاقات بين الخليج والإدارة الأمريكية الحالية فى ظل وجود الرئيس ترامب؟ كلنا نتطلع إلى ذلك. أليس هناك جهد عربى تجاه وقف الصراع فى اليمن وإنهاء الخلاف بين الحوثيين والحكومة الشرعية فى اليمن خاصة أن تأثيراته امتدت إلى التأثير على استقرار البحر الأحمر والتجارة العالمية؟ استمرار الأوضاع الخاطئة فى عدد من الدول رتب وأنشأ تبعات، وتداعيات تجعل من الصعوبة تصحيحه وتصحيح أسبابه أشرح أكثر، إن استمراء البعض لأوضاع معينة يجعل من الصعوبة بمكان الحديث عن مجرد تنحية هذا الطرف أو ذاك أو مجرد تغيير صوره وكأنها بكبسة زر، الأمور تحتاج إلى تركيز وتشبيك علاقات بأطراف كثيرة حتى يمكن أن تصل إلى بدايات للحل سواء فى اليمن أو غير اليمن ووقف تداعياتها على المنطقة. قمه بغداد انتهت هل هناك جهد لتنفيذ المخرجات والمقررات الخاصة بالقمة؟ طبعا، نحن عندنا بشكل روتينى التعامل مع هذه القرارات وتنفيذها على مستوى الأمانة العامة وعلى مستوى الدول أيضا ترويكا القمة وترويكا الوزارى باعتبارهم معنيين بمتابعة تنفيذ القرارات. كيف ترى الأوضاع فى السودان خاصة فى ظل التصعيد العسكري؟ السودان يعيش أوضاعا صعبة منذ اندلاع الحرب فى منتصف إبريل 2023 الوضع فى السودان لن يعرف استقرارا إلا إذا بدأت الأعمال العسكرية فى التوقف وبدأ السودانيون فى العودة إلى بلادهم وبدأوا فى استجماع قواهم لتقييم الموقف ميدانيا وتحديد أولوياتهم فى التعافى وإعاده الإعمار لأن الوضع صعب للغاية، والجامعة العربية تدعم السودان بكل ما تستطيع سواء سياسيا فى المقام الأول ونأمل أن نرى نهاية فورية أو قريبة لهذه الحرب. رأينا مشروعا للقرار فى القمة العربية بشأن السودان ثم تغيير القرار النهائى هل ذلك يعنى أن هناك خلافا بشأن السودان؟ أعتقد أن هناك أمورا لا تخفى على أحد وخرجت إلى السطح منذ فترة فى هذا الموضوع وكل ما نرغب فيه نحن على مستوى الجامعة العربية هو احتواء الوضع بحيث لا يتسبب فى صدع عربى كبير، هناك إشكاليات معينة، الجهد الذى تقوم به الجامعة العربية وبعض الأطراف العربية يريد أن يصب فى احتواء هذا الوضع، تمهيدا إن شاء الله للحظة ما مناسبة فى المستقبل أن يشهد الوضع ارتخاء معينا وتسوية، لكن الوضع الحالى وضع متشنج وصعب ويصعب معه الحديث عن تسوية وشيكة. كنا نتحدث سابقا عن أن القضايا العربية سحبت البساط عن القضية الفلسطينية الآن نقول إن القضية الفلسطينية مما أثر بالسلب على القضايا العربية الأخرى؟ الموضوع يجب ألا يكون بهذا الشكل، النظر إلى الصراعات والأزمات العربية والقضايا العربية يجب أن يتم التعامل معها بذات المستوى من الطاقة والرغبة فى إنهائها وتسويتها من الدفع فى اتجاه إنهاء هذه الملفات. ولكن طبعا ندرك أن كل ملف له طبيعة خاصة وأبعاد خاصة، ومسببات ومستفيدون. والموضوع معقد لا نستطيع أن نحسب المسائل فقط من وجهة نظر لحظية لابد أن ننظر نظرة شاملة إلى كل هذه الصراعات ونرى ما نستطيع أن نفعله فيها. هل وجود نظام سورى جديد أفضل للمنظومة العربية؟ لا شك أن عودة سوريا إلى الحضن العربى هى مكسب كبير لسوريا وللعرب، هذا هو مكانها الذى تستحقه والذى يستحقه الشعب السوري، وبالتالى وجودها بارتياح فى ظل منظومة تحتضنتها هذا أمر إيجابى وطيب جدا نحن نعبر عن سعادتنا به. نأتى إلى الشق الثانى من الحوار والمتعلق بمؤتمر نيويورك حول حل الدولتين والذى كانت مفاجأة تأجيله تمثل إحدى ضحايا التطورات العسكرية بين إيران وإسرائيل ولكن التأجيل كما أفهم لا يعنى الإلغاء وقد نشهد تحديد موعد قريب له وأسأل ما تقييمك لمسار الإعداد للمؤتمر؟ الإعداد للمؤتمر حتى الآن وحتى تاريخ جلستنا ومن بعدها الإعلان عن تأجيله كان إعدادا طيبا ومتكاملا، هناك اتفاق على ثمانى مجموعات عمل وعقدت هذه المجموعات العديد من الاجتماعات والجامعة العربية ترأس إحدى هذه المجموعات بمشاركة مع الاتحاد الأوروبى والمؤتمر كما ورد بقرار الجمعية العامة يفترض أن يخرج بنتائج عملية وقابلة للتنفيذ والتوصيات يفترض أن تكون عملية وأن تكون أيضا قابلة للتطبيق ويفترض أن تكون غير قابلة للتراجع عنها لتطبيق حل الدولتين على سبيل المثال عندما تأخذ خطوة للاعتراف بالدولة الفلسطينية فهى خطوة غير قابلة للتراجع عنها فى تعريفنا أن هذه الخطوات تسهل العملية لأنها تعطى الفلسطينيين الأمل فى أن المجتمع الدولى متفهم لحقوقهم ومتفهم لكفاحهم وقضيتهم ويسير فى اتجاه الاعتراف بدولتهم المستقلة وهناك خطوات كثيرة يمكن اعتبارها غير قابلة للتراجع وإجمالا نرى أن الإعداد إعداد جيد إن شاء الله نرى ثمار هذا الإعداد عندما يتم الإعلان عن موعد انعقاده الذى لن يتأخر، فهناك إرادة دولية للسير فى هذا الحل. كيف ترى التحرك الأمريكى المبكر الذى وصل إلى درجة تهديد إدارة المؤتمر هل يؤثر بالسلب؟ الولاياتالمتحده فى الأشهر الماضية لم تنتقد المؤتمر ولم تبد آراء سلبية بشأنه حتى وإن كانت لم تشارك فيه أى فى الإعداد له وكانت مفاجأة سلبية ما نشر عن المسعى الأمريكى ضد المؤتمر وكلنا ثقة فى الدول التى سبقت أن أعلنت اعتزامها المشاركة فى المؤتمر فى الإعداد له وهى تزيد على ثلثى الأعضاء فى الأممالمتحدة وإن شاء الله المؤتمر لن يتأثر بذلك. رغم أن التهديدات الأمريكية وصلت إلى الإعلان عن فرض عقوبات؟ نأمل هذا بالنسبة للموقف الفرنسى نلاحظ أن هناك تراجعا حتى لغة وتصريحات وزير الخارجية تشير إلى أن هناك ضغوطا مختلفة على فرنسا فيما يخص الاعتراف بالدولة الفلسطينية من الطرفين من مؤيدى فلسطين لكى تعترف فرنسا والذى قد ينتج عنه اعترافات من دول أخرى وكثير من الضغوط هى من الأطراف التى لا ترغب فى رؤية فرنسا تعترف بالدولة الفلسطينية، فرنسا كدولة كبيرة دولة لها وزن وقيمة فى المنظومة الغربية عموما وتوجهها لمسألة الاعتراف بفلسطين هو توجه محمود وتوجه إيجابى جدا ونرغب فى أن نراه يتحقق فى أقرب وقت ممكن ولكن دعنى أوضح نقطة مهمة وهى أن هذا المؤتمر ليس مخصصا لمسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية بل هو مؤتمر أوسع وأشمل وأعمق من مجرد الاعتراف بالدولة الفلسطينية فهو يتناول كيفية تنفيذ حل الدولتين والأساليب الممكنة لتنفيذ وتطبيق حل الدولتين على أرض الواقع ومن هنا فإنه يكتسب أهمية، مؤتمر يتعامل مع كافة معطيات الوضع ليس فقط المعطيات على الأرض ولكن كل المعطيات السياسية والجيوسياسية المرتبطة بتحقيق السلام فى منطقة الشرق الأوسط من خلال إنهاء الصراع الفلسطينى الإسرائيلي. ولكن الصفقة التى تطرحها فرنسا قد تثير تحفظ البعض؟ فرنسا تحدثت عن إنهاء الصراع العربى الإسرائيلى وأرى أن هناك حوافز كثيرة جدا للجانب الإسرائيلي، ومن المؤسف أن بعض الأطراف لا ترى فى هذا المؤتمر الجوانب الإيجابية العديدة التى يمثلها هذا المؤتمر للسلام وللتسامح وللتعايش إذا عادت الحقوق لأصحابها وإذا تمكن العالم من حل القضية الفلسطينية وإذا انتهى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى ومن ثم العربى الإسرائيلي، إذا حدث كل هذا فالمستقبل ممكن أن يكون مشرقا لمنطقتنا، وبدون تحقيق هذه الأمور فالصعوبات والتحديات ستستمر. ولكن المبادرة العربية للسلام فى 2002 مر عليها 23 سنة كانت تتضمن السلام الكامل مع التطبيع الكامل ومع ذلك الإسرائيليون لم يتعاملوا معها ورفضوها صراحة ألا يثير ذلك القلق بأنه لن يكون هناك جديد؟ المواقف الإسرائيلية لا تبنى سلاما للأسف، المواقف الإسرائيلية تبنى استمرارية للنزاع وتؤسس لنزاع مستدام نحن كعرب نتحدث عن الرغبة فى تحقيق السلام، الرغبة فى إنهاء الصراع فى تعايش سلمى فى المنطقة، الرغبة فى اعتراف متبادل. هذا سياق وذاك سياق آخر عندما تقول لى إن الاسرائيليين يرفضون قيام دولة فلسطينية نحن نعلم هذا ولكن فى غياب القدرة على التأثير على الوضع الميدانى الخيارات المتاحة بالنسبة لنا هى خيارات التأثير على الوضع الدولى وعلى الرأى العام الدولى وعلى التأييد الدولى للحقوق الفلسطينية هذا هو ما نستطيع القيام به ونقوم به بالفعل ليس فقط كجامعة عربية، ولكن كدول عربية ودبلوماسيات ودول محبة للسلام وللتعايش السلمى فى المنطقة ولكن التعايش المبنى على العدل الذى يقيم استدامة الحل. هل هناك سيناريو تجاه إعلان إسرائيل أن أى قرار سيأخذه مؤتمر نيويورك بدعم الدولة الفلسطينية سيقابله ضم الضفة الغربية بشكل مباشر؟ لكل حادث حديث، ولكن أذكرك وأذكر القراء بأن موضوع الضم سبق أن طُرح فى إدارة ترمب الأولى وتم إجهاضه حينها، الآن سوف نرى إن كان الموضوع سوف يطل برأسه من جديد أم لا. الضم هذا مرفوض دوليا فدول العالم ترفض هذا الكلام يعنى أنه لن يعترف به أحد نحن نتمسك بالحقوق ونساند الفلسطينيين فى صمودهم وتمسكهم بحقهم ولكل حادث حديث. السفير الأمريكى فى إسرائيل يقول إنه على ماكرون إذا أراد دولة فلسطينية أن يقيمها فى الريفيرا؟ التصريحات الاستفزازية للأسف الشديد موجودة ومستمرة، نحن قوم ندعو إلى السلام السلمى وليس إلى استدامة النزاع والحرب، هناك حقوق يجب أن تعود إلى أصحابها ولن يكون هناك سلام بدون إعادة الحقوق لأصحابها. إذا استطاع الطرف الآخر أن يفهم هذا فسوف يسهل عليه ذلك التوجه إلى التسوية وإذا لم يستطع أن يفهم ذلك فهذا سوف يديم الصراع للأسف الشديد. ماذا عن مبادرة جهود اليوم العالمى للسلام فى إطار الجهود الأخيرة؟ المبادرة مطروحة منذ فترة من الجامعة العربية والسعودية والاتحاد الأوروبى وانضمت لهما مصر والأردن فى فترة لاحقة وكان قبل السابع من أكتوبر كان التفكير فى كيف يمكن أن نجمع جهود المجتمع الدولى فى دعم وتعزيز لحظة ما بعد إقرار السلام، كان قائما على فكرة تنفيذ المبادرة العربية عندما تنفذ المبادرة العربية وتقوم الدولة الفلسطينية ويكون هناك اتفاق سلام بين فلسطين وإسرائيل كدول أو منظمات وكمجتمع مدنى أو كصناديق ماذا تستطيعون أن تقدموا إلى هذه المنطقة إلى الفلسطينيين، والإسرائيليين، التعايش السلمي. ما الذى يمكنكم أن تدعموا به التعايش السلمى فى هذه المنطقة هذا كان الهدف لكن عندما جاءت 7 أكتوبر غيرت الموازين والأمور تغيرت لكن الآن كجزء من النظرة الإجمالية لنا الاتجاه الآن هو موضوع تطبيق حل الدولتين أخذنا الجزئية الخاصة بجهود يوم السلام للحديث عنها وتضمينها فى هذا المؤتمر. هل سيحدث اعتراف من دول جديدة بالدولة الفلسطينية؟ أتمنى ذلك، لكن المؤتمر ليس مؤتمرا للاعتراف وبالتالى قياس نجاح المؤتمر أو عدمه بعدد من يعترف أو لا خطأ. وربما بعض الأطراف تسعى إلى هذا الربط وهذا أمر خاطئ. المؤتمر هو تكليف من الجمعية العامة للدول بأن تبحث كيفية تطبيق حل الدولتين هذا هو التكليف بخطوات غير قابلة للتراجع وقابلة للتطبيق العملي. مصر وبريطانيا مسئولان عن لجنة إعادة الإعمار أعتقد أنه سيكون من المناسب تبنى الخطة المصرية التى نالت تأييدًا دوليا وعربيا؟ طبعا وارد وهذا لب التحرك المصرى والعربى وطبعا هناك جهود لوقف الحرب وإدخال المساعدات وهذا هو الموضوع الآن والمؤتمر لا يفكر فقط فى الموضوعات ذات الصبغة طويلة الأمد لكن عنده تفكير أيضا فى تناول الموضوعات الفورية قريبة الأمد ثم تناول الموضوعات البعيدة. أخيرا رغم التأجيل ما مؤشرات نجاح المؤتمر من وجهة نظركم؟ مؤشرات نجاح المؤتمر ظهرت من الآن.. الإعداد الجيد، والأوراق الجيدة، والمشاركة الكثيفة التى حدثت فى عملية الإعداد. أرى أن هناك اهتماما دوليا واهتماما بالمساهمة فى كل جوانب المؤتمر وأرى من الآن أن هناك نجاحا قبل أن يبدأ المؤتمر فى الانعقاد الفعلى وأرى أنه سينجح، وأدرك أن هناك أطرافا أخرى مضادة لا ترغب فى رؤية نجاح المؤتمر وسوف تلجأ إلى وسائل كثيرة للتقليل من شأنه أو إفشاله .