محمد رياض ثمّن د. أسامة شعث أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدور المصرى من دعم القضية الفلسطينية واصفاً إياه بالدور الذى لا يمكن استبداله أو المزايدة عليه. وقال إن هذا الدور تجسد فى تصديها للتهجير فى غزة وهو موقف يحسب لها والشعب الفلسطينى بكل أطيافه والوطنية والرسمية يثمّن هذا الدور. وبخصوص قافلة «الصمود» أكد شعث على نقاط مهمة أولاً: إن القافلة رمزية وبالتالى لن تؤدى لنتيجة كما يعتقد البعض وثانياً: إن نجحت القافلة بدخول غزة وتجاوزت الاحتلال فى العمق الفلسطينى لن تفيد الشعب الفلسطينى لأن أهلنا بحاجة لوقف الحرب وليس استفزاز إسرائيل. اقر أ أيضًا | «الكرملين»: بوتين يجري محادثات هاتفية مع الرئيس الإيراني ورئيس وزراء إسرائيل وهناك وفود جاءت إلى معبر رفح ولم تفعل شيئاً.. وبخصوص حالة الاستقطاب فى مواقع التواصل الاجتماعى، يجب التمييز هنا بين من يسعى لدعم الشعب الفلسطينى ويضغط لرفع الحصار عنهم وهو صادق النية؛ ومن يتخذ من قضية فلسطين ذريعة لتشويه الدور المصرى والتهجم على مصر.. لكن الجميع يعرف جيدًا موقف مصر الثابت منذ 7 أكتوبر وحتى الآن.. ونرفض من يتخذ من القافلة ذريعة لدخول الأراضى المصرية عنوة حيث يجب احترام السيادة المصرية، والضوابط التى طلبتها مصر ومنها الحصول على تأشيرات دخول وهو حقها الطبيعى.. خاصة أن الأمر يتطلب دخول هذه الوفود إلى أماكن عسكرية حساسة وخطرة تتآخم حدود رفح الفلسطينية. ولا ننسى استقبال مصر الحافل لرؤساء دول وزعماء لرفح منهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش والرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون.. وبالتالى التهجم على مصر بهذا الشكل الصارخ مرفوض رفضاً قاطعاً. وكنت أتمنى من قافلة النشطاء احترام سيادة الدولة المصرية وقوانينها وإلا تتأزم الأمور بهذا الشكل لأن الشعب الفلسطينى بأمس الحاجة لكل الشعوب لتدعم القضية الفلسطينية. من جانبه يقول الدكتور أيمن الرقب أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن مصر تصدرت المشهد منذ بداية الحرب، ومن البداية حاولت وقفها لأنها تدرك جيدا المخطط الإسرائيلى، كما كانت مصر من أوائل الدول التى قامت بإيصال المساعدات الإنسانية لغزة، حيث قامت بإدخال أول 200 شاحنة بتبرعات من الدولة والشعب المصرى للتخفيف عن الشعب الفلسطينى. ومع رفض الاحتلال دخول المساعدات أطلقت مصر ما يسمى «الدبلوماسية الخشنة» حين أعلنت بشكل واضح منع خروج الرعايا الأجانب من معبر رفح إلا بإدخال المساعدات الإنسانية. وكان من بين هؤلاء الرعايا أمريكان، وكان لمصر ما طلبت. وبالتالى الوضع الجيو سياسى لمصر فرض عليها دورًا مهمًا جدًا وهى لم تتخل يومًا عن دعم القضية الفلسطينية دون أن يكون لها أى هدف خاص، بل بالعكس دعمت مصر الوحدة الفلسطينية ومارست ضغوطًا لإنهاء الانقسام الفلسطينى واستضافت كل الفصائل على مدار أيام وشهور لحل الخلافات. وما يحدث الآن من رغبة دخول نشطاء قافلة «الصمود» بالقوة للأراضى المصرية، لا يتعلق فقط برغبة، بل بإجراءات لابد من اتباعها واتخاذها وفقًا للسلطات المصرية، فهل سيستطيعون الدخول إلى غزة والجانب الإسرائيلى يقف على الجانب الآخر.. هم يدركون جيدًا أن كل دولة لها سيادتها وشروطها وإجراءاتها. وأعتقد أن هذه القافلة كانت تُدرك أنها لن يتم دخولها دون تأشيرة دخول مسبقة وترتيبات خاصة وما يقومون به الآن من تهجم على مصر مرفوض. فموقف مصر واضح وثابت على مر العصور.