شهدت الساحة الفنية في مصر خلال السنوات الأخيرة انتعاشة واضحة في تنظيم المهرجانات الفنية، التي باتت تلعب دورًا محوريًا في دعم الصناعة السينمائية والمسرحية، واكتشاف المواهب الشابة، وتعزيز التواصل الثقافي عربياً ودولياً. من بين أبرز هذه المهرجانات، المهرجان القومي للمسرح المصري الذي انطلق هذا العام برؤية جديدة تحت إدارة الفنان محمد رياض، حيث خرج لأول مرة من القاهرة إلى محافظات مصر، في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى نشر الثقافة المسرحية في الأقاليم. في دورته الجديدة، يشهد المهرجان القومي للمسرح المصري انطلاقة مغايرة واستثنائية، بعد أن أعلن الفنان محمد رياض، رئيس المهرجان، عن توجه جديد يتمثل في تنظيم فعاليات وعروض داخل عدد من المحافظات المصرية لأول مرة منذ تأسيس المهرجان. هذا القرار يعد خطوة جريئة تعكس حرص إدارة المهرجان، بقيادة محمد رياض، على تحقيق العدالة الثقافية، والوصول بالمسرح إلى الجماهير في مختلف ربوع مصر، بعيدًا عن المركزية التي ارتبطت بالمهرجانات الكبرى. الفنان محمد رياض، الذي تولى رئاسة إدارة المهرجان، لم يكتفِ بالتخطيط للعروض والفعاليات، بل لعب دورًا محوريًا في مد الجسور مع الهيئات الثقافية بالمحافظات، والتنسيق لإتاحة المسارح، وتنظيم الورش والندوات على هامش العروض، مما يمنح شباب الأقاليم فرصة للاحتكاك بصنّاع المسرح مباشرة. الدورة الحالية ستشمل محافظة أسيوط ممثلة للوجه القبلي، ومحافظة الإسكندرية ممثلة للوجه البحري، ومدينة طنطا بمحافظة الغربية ممثلة لوسط الدلتا، ومحافظة بورسعيد ممثلة لإقليم القناة، وتنطلق هذه الفعاليات قبل بدء المهرجان رسميًا في القاهرة، وتتضمن تقديم العروض المسرحية الفائزة في الدورة السابعة عشرة، إلى جانب إقامة ورش فنية متخصصة، وندوات نقدية، وماستر كلاس مع نخبة من المخرجين والفنانين، في إطار برنامج فني وتوعوي متكامل. وأيضا أعلن محمد رياض عن إطلاق اسم الفنانة الراحلة سميحة أيوب على مسابقة العروض المسرحية تخليدا لها بعد رحيلها عن عالمنا فى الأيام الماضية بشكل مفاجئ فى منزلها بالزمالك. خطوة تاريخية يقودها محمد رياض برؤية واعية، تؤكد أن المسرح ليس فنًا نخبويًا، بل رسالة وطنية يجب أن تصل لكل بيت، وتُخلق لها بيئة حاضنة في كل مدينة وقرية. بهذا التوجه، يؤكد المهرجان القومي للمسرح المصري أنه ليس مجرد تظاهرة فنية، بل مشروع وطني يمتد من العاصمة إلى كل بيت مصري، ليبقى المسرح دائمًا فن الشعب وصوت المجتمع.