المنيا - حمد الترهوني جريمة قتل من بدايتها غريبة، والسبب أغرب لا لشئ إلا العناد الذي ضرب بعقل الجاني والمجني عليه، وكانت النهاية هي لفظ شاب في بداية عقده الثالث من عمره، أنفاسه الأخيرة، متأثرًا بالإصابات التي لحقت به، جراء تعدي مجموعة من الأشخاص عليه، مستخدمين أسلحة عبارة عن «مطواة وسنج»، إثر نشوب مشادة كلامية تطورت لمشاجرة فيما بينهما، بسبب الخلاف على مكان لرعي الأغنام، بقرية قصر هور، التابعة لدائرة مركز شرطة ملوي، بمحافظة المنيا. تفاصيل أكثر في السطور التالية. لحظات حزينة ومؤلمه لا تغيب عن ذاكرة أهالي محافظة المنيا، بعد فاجعة أحزنت قلوبهم جميعا، عقب مشاجرة، راح ضحيتها مزارع يبلغ من العمر 24 عامًا، سقط قتيلًا ودمائه لطخت الأرض. الساعة كانت تقترب من الثانية ظهرًا، الهدوء والاستقرار يسود قرية قصر هور، التابعة لمركز ملوي، جنوبي محافظة المنيا، فجأة، دوي الصراخ والعويل يهز أرجاء القرية، والقرى المجاورة لها. هرع الجميع قاصدين مصدر الصرخات، ليروا مشاهد تكسر القلب من شدة قسوتها، شاب يفترش الأرض غارقًا في بركة من الدماء، وآخرون يركضون هربًا وفي أيديهم أسلحة بيضاء. يحكي أحد سكان القرية، رافضًا ذكر اسمه، ل"أخبار الحوادث": أن القتيل شاب يدعى شداد الله، هو أمامنا خلوقًا، متزوج منذ فترة قصيرة لا تتجاوز بضعة أشهر، يتحمل مسؤولية نفسه منذ صغره، سافر إلى إحدى الدول العربية، وعمل هناك فترة من الوقت حتى تأهل ماديا، واستطاع أن يبني شقته ويشطبها، وتزوج، لكن لم يمهله القدر بالفرح، فقد كان يستعد للاحتفال بزفافه بعد العيد، بسبب مشكلة لم يكن طرفا فيها أصلا. وأضاف؛ أن سبب هذه المشاجرة، مشكلة بسيطة كانت من حوالي شهر، خلاف بين أهل شداد وعائلة أخرى، بسب رعي الأغنام، وقتها تدخل العقلاء وهدأت الأمور، لكن لم يعرف أحد أنه الهدوء الذي يسبق العاصفة، ليتجدد الخلاف مرة أخرى، ويدفع ثمنه شداد، الشاب الطيب الذي لم يفتعل طيلة عمره أي مشكلة مع أحد. عتاب تطور لقتل جيران الذين حضروا الواقعة، أكدوا ل"أخبار الحوادث" أن المشاجرة بين المجني عليه والجناة، بدأت بالمعاتبة بينهم، ثم تطورت الي الاشتباك بالأيدي في أحد شوارع القرية. وأوضح أحد الشهود؛ أن المشهد كان مرعبًا لأهالي القرية، والسبب خلاف حول رعية الأغنام، شداد يمتلك بعض الأغنام، يخرج صباحا ليرعى أغنامه في أي أرض فضاء، ويومها اشتبك مع الجناة، أحدهما يبلغ من العمر 38 عاما، بسبب خلاف على رعي الأغنام في قطعة أرض بعينها، أغنام شداد شردت، ونزلت شاة أو اثنتين وأكلتا من أرض يرعى عليها أغنام الجناة، وهذا الخلاف، كان نتيجته مشاجرة، وهذه المشاجرة، انتهت بالقتل. واستكمل شاهد العيان حديثه قائلا: "شداد كان طيب وغلبان، ومالوش في المشاكل ولا بيحبها، بس قدر ربنا نافذ ولا راد لقضائه، يومها بعد ما ضربوه، وعرفوا أنه خلاص بيموت، هربوا، ولما حاول ناس من عيلة شداد يلحقوهم عشان يمسكوهم ويسلموهم للشرطة، كانوا بيقولوا للناس أنتوا عايزين تمسكونا وتسلمونا للشرطة، إحنا قتلناه ومحدش فيكم هيقدر يقرب منا"! ودا اللي هيخلي المشكلة مش هتعدي على خير، وربنا يستر على البلد أن تتجدد مشاكل الثأر بين العائلتين". ونشر أحد أصدقاء شداد، منشورًا على جروب القرية، على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، قائلا: "لا حول ولا قوه إلا بالله، في لحظة تقع جريمة قتل كنا وكانت قريتنا الهادئة في غنى عنها، شداد الله يرحمه كان طيب بيعمل خير لجميع أهل قريته، الكبير والصغير كان بيحبه، الواحد لو هيزعل يزعل عشان الموقف بس اللي كان، وأنهى حياة شاب من خيرة شباب القرية بسبب أغنام نزلت كلت شوية حشائش ملهمش لازمة من الغيط، إحنا وصلنا لفين، حسبي الله ونعم الوكيل". جرح نافذ البداية بتلقي الأجهزة الأمنية بالمنيا، إخطارا، يفيد بورود إشارة من مستشفى ملوي التخصصي، بوصول "شداد. ف. أ"، البالغ من 24 عامًا، ومقيم بقرية هور، مصابًا بجرح نافذ بالبطن، وتوفى متأثرًا بإصابته. وعليه، انتقلت الأجهزة الأمنية لمحل الواقعة، وتبين أن وراء ارتكابها "ع. ا"، البالغ من 38 عامًا، وآخرين، حيث يمتلك كل من المتهمين والمجني عليه عدد من رؤوس الأغنام، ويقومون باصطحابها في الصباح الباكر حتى تأكل من بقايا الأطعمة والخضروات الملقاة بالأراضي الفضاء، وحال تواجد المجني عليه رفقة أغنامه نشبت بينه وبين المتهم مشادة كلامية تطورت لمشاجرة، بسبب الخلاف على المكان، قام على إثرها الأخير بالتعدي على المجني بسلاح أبيض، ما أدي لإصابته التي أودت بحياته. اقرأ أيضا: حبس طالب طعن آخر بسبب مشادة كلامية بالأميرية عقب تقنين الإجراءات ونفاذا لإذن النيابة العامة، تمكنت الأجهزة الأمنية برئاسة المقدم أحمد عبدالعظيم قرشي معاون أول مباحث شرطة ملوي من ضبط المتهمين والسلاح المستخدم، وتحرر محضر بالواقعة للعرض على النيابة العامة لتولي التحقيقات التي قررت حبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات.