فهد شهاب النوافذ التى لا تطل سوى على البحر لا شىء يوجعها وأنا كيفما كنت واقفاً من موضع هذه القصيدة لا أشبه شيئاً حتى البلاد التى جئت منها تنكرت لى أفقدتنى أننى انتميت لها يوماً خسرت شيئاً فى حربنا الأخيرة لا أعلم ما هو لكن ربما كنت أنا وامرأة تجوب البلاد تحملنى فى ذاكرتها أعيش الحرب معها كأننى لست هنا غريب عن المكان كأننى لم أكن هناك سكنت البيت سكنى برد الخيام وقفت فى المطبخ فشلت فى إعداد الطعام امتلكت خزانة للملابس فصار كل ما فيها منكمشاً على نفسه معزولة عن الجسد السبت.. القميص الأسود الأحد.. القميص الأسود الإثنين.. لم أخرج من البيت الثلاثاء.. انتكاسة فى الروح الأربعاء.. لم أفِق بعد الخميس.. لم أفِق بعد السبت.. القميص الأسود أما الآن وفى هذه اللحظة أنا أسقط أفشل أن أكون المدينة التى بثقت منها أُسمع الحزن خوفاً بين أوتار هذه الروح لا شىء يرمقنى الآن ولا حتى بطرفه القابلة لحظة ولادتى أخطأت التقاطى فأسقطتنى من مقدمة رأسى ليبين أطول فسكنى السؤال والأسئلة ولم يعرفنى أحد إلا، وقال شيئاً لم يعجبنى لم يلامسنى دفء أحد ولا لمرة واحدة أجلس، على ما يشبه الفاصل بين القيامة والبرزخ متكئ من الحديد الأخضر على حائط المدرسة أرقب الحى والشارع لا نظرة امتعاض من أحد ولا نظرة نحس، لكنها كانت نظرة مثل الوجع الذى لا يوده أحد وأخطئ طريق البيت أكثر من مرة، عمداً افتقدتنى الصدف وافتقدت أن أقول إن ذلك قد حصل مصادفة أخطأتنا القابلة، وأخطأت أنا البيت يبين لى أنه الأكثر صلابة قسماته، لم ينقشها شىء سوى الخذلان والعبرة من كلامه تؤتى سؤلها إذا شئت أن تخطئ أمامه الحزن دفين هنا يا مقلتاى ولا يستطيع أحد أن يجابهنى فى هذا لا شىء يدعو للنهوض صباحا لطابور المدرسة سوى أنه الإيقاع الوحيد الذى يشبه الحياة وقفنا كلنا لا أحد يعلم من منا قد ارتاح ارتدينا كلنا نفس الطقم لكن لكل منا نقشته الخاصة حملنا حقائبنا لكن كل واحد منا حمل فيها ما يشاء لا عجب من ارتخاء القرفصاء إذا أطلت النظر إلى منصة المدير ولا قول سوى الانصراف يبهجنا تراص لمتراس هذا الصباح فلا السماء زرقاء كما يجب ولا نحن قد نلنا قسطنا من النوم اشغلتنا قابلة الحي حينما أنذرت بتلك الولادة.