عبد المنعم محمد أسمع شتيمتى بأذنى لا ألتفت إليها لا أخشى أعدائى وأعرفهم أخشى أصدقائى فقط ولا أعرفهم لا أهتم بمنسوب النيل جُل اهتمامى أن أضرب يدى فى جيبى فتُخرج عُلبة سجائر جُل اهتمامى أن أذهب إلى البيت أجد كوبًا من الشاى وقصيدة جميلة آخر الليل فيها أصوات يتم إبادتها لا أهتم بمكان نومى أفرد ظهرى على الأرض على أريكة بكى الحطاب عند قطع شجرتها، فى الصباح أفضل ما أسمعه زقزقة عصفور صغير ينقر نافذتى يبلغنى أخبار امرأة تسرق عقلى طوال الليل، لا أحب الخروج من البيت أحب الكرة لكنى لا أذهب إلى الملعب أرضه مرشوشة بالحمقى والأمراض النفسية، فى ليلة شتاء حزينة صعدتُ سطح البيت أسندتُ ظهرى إلى السور رفعتُ عينى فى وجه القمر رأيتُ عائلتى فردًا فردًا يحملوننى بين أيديهم يقدموننى قربانًا لشيخ الكتاب ومدرس الابتدائى ككبش فداء لأخطاء ارتكبوها وهم يعلمون، أنا إنسان بسيط جدًا يكفينى أن أرى ابتسامة طفل عابر يكفينى أن أرمى السلام على عجوز فترد قائلة: « اتفضل يا حبيبى » يكفينى أن أرى الشفق الأحمر فى فصل الشتاء يكفينى أن يذهب الصيف لأجل غير مسمى يكفينى أن أحتضن وسادتى وأنام دون أن تأتى إلىَّ الكوابيس .