الرئيسية
السياسية
الاقتصادية
الدولية
الرياضية
الاجتماعية
الثقافية
الدينية
الصحية
بالفيديو
قائمة الصحف
25 يناير
الأخبار
الأسبوع أونلاين
الأهالي
الأهرام الاقتصادي
الأهرام العربي
الأهرام المسائي
الأهرام اليومي
الأيام المصرية
البداية الجديدة
الإسماعيلية برس
البديل
البوابة
التحرير
التغيير
التغيير الإلكترونية
الجريدة
الجمعة
الجمهورية
الدستور الأصلي
الزمان المصري
الشروق الجديد
الشروق الرياضي
الشعب
الصباح
الصعيد أون لاين
الطبيب
العالم اليوم
الفجر
القاهرة
الكورة والملاعب
المراقب
المساء
المستقبل
المسائية
المشهد
المصدر
المصري اليوم
المصريون
الموجز
النهار
الواقع
الوادي
الوطن
الوفد
اليوم السابع
أخبار الأدب
أخبار الحوادث
أخبار الرياضة
أخبار الزمالك
أخبار السيارات
أخبار النهاردة
أخبار اليوم
أخبار مصر
أكتوبر
أموال الغد
أهرام سبورت
أهل مصر
آخر ساعة
إيجي برس
بص وطل
بوابة الأهرام
بوابة الحرية والعدالة
بوابة الشباب
بوابة أخبار اليوم
جود نيوز
روزاليوسف الأسبوعية
روزاليوسف اليومية
رياضة نت
ستاد الأهلي
شباب مصر
شبكة رصد الإخبارية
شمس الحرية
شموس
شوطها
صباح الخير
صدى البلد
صوت الأمة
صوت البلد
عقيدتي
في الجول
فيتو
كلمتنا
كورابيا
محيط
مصراوي
مجموعة البورصة المصرية
مصر الآن
مصر الجديدة
منصورة نيوز
ميدان البحيرة
نقطة ضوء
نهضة مصر
وكالة الأخبار العربية
وكالة أنباء أونا
ياللاكورة
موضوع
كاتب
منطقة
Masress
«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات
تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة
200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)
سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير
فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين
محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة
شارك صحافة من وإلى المواطن
رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025
لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية
الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا
استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة
رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع
'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد
خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول
في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا
وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا
مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة
جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي
«بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز
مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت
اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة
بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا
بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي
بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية
حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل
امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل
أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما
حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)
نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب
إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي
إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم
إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول
رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي
دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت
نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"
أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل
29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها
الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما
خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى
«عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)
اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية
نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023
محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية
خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل
البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة
نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام
حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل
"بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان
علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله
تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)
صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة
الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم
ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟
هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»
كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي
سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه
خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب
البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا
شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
موافق
أركض طاويا العالم تحت إبطي
محمد القلينى
نشر في
أخبار الأدب
يوم 16 - 07 - 2016
أَكْرَهُ الشُّعَراءَ
أنا أَكْرَهُ الشُّعَراءَ كثيرًا
خصوصًا حينَ يَقْضِمونَ أظافِرَ اللَّيْلِ مِثْلَ فَتاةٍ خائبةٍ
حينَ يُعَبِّئونَ أحْلامَهُمُ المُجْهَضةَ في دَواوينَ
لا يَقْرَؤُها أحَدٌ.
الشُّعَراءَ الذينَ يَقْذِفُونَ الأعْداءَ بالمَجازِ
بَدَلاً مِنَ القَنابِلِ
وكَثيرًا ما يَرْسُمونَ غَيْمةً مُكْتَنِزةً
ثُمَّ يَطُوفُونَ عَلَي النَّدواتِ يَهْجُونَ اللهَ
الذي لمْ يَهَبْ لهُمُ المالَ اللازِمَ
لِشِراءِ مِظَلّةٍ.
أنا أكْرَهُ الشُّعَراءَ كَثيرًا..
الشُّعَراءَ الذينَ عَقِبَ كُلِّ عَلاقةِ حُبٍّ فاشِلةٍ
يَضَعونَ فاصِلةً (،) ويَسْتَكْمِلونَ الكِتابةَ.
أنا لو تَرَكَتْني حبيبتي ذاتَ مرةٍ..
سَأضَعُ نُقْطةً هَكَذا (.)
وأَمُوتُ .
أُمَشِّطُ شَعْرَ أحْلامي في مِرآةٍ جديدةٍ
حينَ أموتُ
لا تَحْمِلوني إلي القَبْرِ مُباشَرةً
أُريدُ أوَّلاً..
أنْ أُشاهِدَ زَوجَتي وهيَ تُلْقي كُتُبِي
في أوَّلِ عَرَبةِ (رُوْبابيكْيا) تَمُرُّ أسْفَلَ نافِذَتِها.
أنْ أحْضُرَ إبْرامَها لِصَفْقةٍ مُخْزِيةٍ
مَعَ صاحِبِ المَطْعَمِ الذي يَحْتَلُّ ناصيةَ شارِعِنا
حتّي تَسْتَبْدِلَ بأوْراقي
بَعْضَ أقْراصِ الطَّعْميةِ
أُريدُ أنْ أَكُونَ قَريبًا مِن قَصائدي في هذِهِ اللَّحْظاتِ المؤْلِمةِ..
قَصائدي التي سَتَمْتَلِئُ مَعِدَتُها الرَّقيقةُ بالزَّيتِ
ولنْ تَكُفَّ عَنِ السُّعالِ.
زَوْجَتي أيضًا سَتَسْعُلُ بِشِدّةٍ
وهي تَقْذِفُ الأقْراصَ الساخِنةَ في فَمِ أبْنائي
وتَصْرُخُ كقائدٍ مَجْنونٍ مُنْتَصِرٍ:
»كُلوا يا أطْفالُ..
أخِيرًا.. أصْبَحَ لِهُراءِ والِدِكُمْ جَدْوَي!«.
شَظايا حُلْمٍ
هَلْ تَقْبَلُ ماكينةُ تصْويرِ الأوْراقِ
أنْ أتَمَدَّدَ داخِلَها
وأطْبَعَ مِنّي عَشْراتِ النُّسَخِ؟!
قولوا لها إنَّ واحِدًا مِنّي
لا يكْفي لِصَدِّ طَعَناتِ الموسيقي
وأنّي أُريدُ أنْ يكونَ هُناكَ
نُسَخًا احْتياطيّةً مِنّي
كَيْ أسْتَخْدِمَها عِنْدَ الحاجةِ.
كأنْ أسْتعيرَ مِنْ إحْداها خَدًّا
بدَلًا مِنْ ذلِكَ الذي صَفَعَتْهُ امْرأةٌ جَميلةٌ
اِسْتَوْقَفْتُها في الشّارِعِ ذاتَ مَرّةٍ
لِأُعَبِّرَ لها عنِ امْتِناني لِجَمالِها،
أوْ أنْ أسْتَعيرَ مِنْها قَدَمَينِ
أُضيفُهما إلي قَدَمَيَّ اللَّتَينِ
لا تُمَكِّنانِني مِن اللِّحاقِ بأحْلامي السَّريعةِ،
أو أنْ أبقَي في العمَلِ
برائحةِ عَرَقي المُقَزِّزةِ
وملابِسي التي اتَّسَخَتْ بالهُمومِ
وأطْلُبُ مِن نُسْخةٍ نظيفةٍ منّي
أنْ تذْهَبَ لتَحْتسِيَ العَصيرَ مَعَ حبيبتي
في كازينو يَطُلُّ علي النِّفاقِ مُباشَرةً.
قِطٌّ وفأرٌ
لَمْ أذْهَبْ إلي صَحْراءَ قَطُّ..
إلا وَحَمَلْتُ في جَيْبِي غَيْمةً
وبالمِثْلِ: لَمْ أَمُرَّ مِن شارِعٍ
تَشابَكَتْ فيهِ يَدانا مِنْ قَبْلُ..
وَلَمْ أسْتَمِعْ إلي أُغْنِيَةٍ..
سَقَطْنا مُنْتَشِيَيْنِ مِنْ فَوقِ سُلَّمِها المُوسِيْقِيِّ، ذاتَ رَقْصةٍ..
إلا وَكُنْتُ أُخَبِّئُ خَلْفَ ظَهْري مِطْرَقةً
لأُهَشِّمَ بِها رأْسَ الماضي
لَوْ حاوَلَ أنْ يَمُدَّ يَدَيهِ الغَليظَتَينِ
مُعْتَصِرًا قلْبِي حتَّي المَوتِ!
أنا والشَّجَرةُ
إنَّنا مُتَشابِهانِ جِدًّا
ولنْ يُلاحِظَ أحَدٌ فَرْقًا بَيْنَنا
فتعالَيْ نَتَبادَلِ الأدْوارَ أيتُها الشَّجَرةُ
أنتِ تَذْهَبينَ إلي بَيتي
وتتَظاهَرينَ بأنَّكِ أنا..
وأنا أقِفُ مَكانَكِ في العَراءِ
وأتظاهَرُ بأنَّني أنتِ..
جيراني سَيَقْذِفونَكِ بالنَّميمةِ
كما تعَوَّدوا أنْ يقْذفوني
ومِثْلي.. لنْ يَتَساقَطَ مِنْكِ
إلا ثمارٌ طيّبةٌ
وأطفالي الجَوْعَي لنْ يقْطِفوا
مِنْكِ ثَمَرةً واحِدةً
فقَدْ عَلَّمْتُهم ألا يَحْصُدوا حُلْمًا
لَمْ يَتَبَلَّلْ بِعَرَقِهِمْ.
تَعالَيْ نَتَبادَلِ الأدْوارَ أيتُها الشجرةُ
وأَعِدُكِ ألا أوقِظَ عَصافيرَكِ
لو نامَتْ علي صدْري
وأنْ أُمَشِّطَ شَعْرَ الرِّيحِ
وأُرَبِّتُ علي حَنْجَرَتِها المُمْتَلِئةِ بالصُّراخِ
وأنْ أسْتُرَ أيَّ عاشِقَينِ يَخْتَلِسانِ قُبْلةً
مِن وَراءِ ظَهْرِ الخَوفِ
وألا أتَخَفَّي أبَدًا
مِن حَرّانَ مُنْهَكٍ.
تَعالَيْ نَتَبادَلِ الأدْوارَ أيتُها الشجرةُ
لأتعَلَّمَ مِنْكِ أنْ أُحِبَّ جُذوري
التي تُثَبِّتُني في الأرضِ بقُوّةٍ
أُحِبُّها -حتّي- وهي تَمْنَعُنِي الفِرارَ
مِن وَجْهِ حطّابٍ يُكَشِّرُ عَنْ فأْسٍ نَهِمٍ.
قَصيدةٌ لَعوبٌ
رُبَّما لا أكونُ وَسيمًا
لكِنَّ قَصيدتي جَميلةٌ وشابّةٌ
وتُحِبُّ أنْ أُزَيِّنَ وَجْنَتَيْها دائمًا بالمَجازِ
وأنْ أملاًَ دولابَها
بالكَثيرِ مِن التأْويلاتِ الرّائعةِ
لِكَيْ ترْتَديَ لكُلِّ قارِئٍ تأْوِيلاً مُخْتَلِفًا
الأمْرُ الذي يُلْهِجُ شِفاهَ النُّقّادِ بالإثارةِ
ويَجْعَلُ الجَميعَ يَلْهَثونَ خَلْفَها
وهي تَتَمَشَّي بغَنَجٍ في أنْحاءِ الوَرقةِ
بدونَ أنْ تَلْتَفِتَ إلي القُرّاءِ المُنْهَكينَ
الذينَ يتَساقَطونَ في الهامِشِ تِباعًا
غَيْرَ قادِرينَ علي اسْتِرْدادِ أنْفاسِهِمْ
التي أَطْبَقَتْ علَيها صَفَحاتُ الدِّيوانِ.
الرَّقْصُ علي موسيقي تُحَطِّمُ ضُلوعي
بَعْدَ أنْ هَجَرَتْني حبيبتي
تَفَكَّكَ جَسَدي إلي قِطَعٍ مُتَناثِرةٍ
قَدَمايَ ذَهَبَتا إلي تِلْكَ الشَّوارِعِ
التي كُنّا نتَسَكَّعُ فيها معًا
وأُذُنايَ عَلِقَتا في الأُغْنِيَةِ
التي اعْتَدْنا أنْ نَرْقُصَ علي إيقاعِها مَساءً
وأصابِعي تَرَكَتْني بِدَوْرِها وذَهَبَتْ
لتَتْبَعَ آثارَ أصابِعِها علي الجُدْرانِ والنَّوافِذِ
وأنْفي كُلَّما شَمَّ عِطْرًا يُشْبِهُ عِطْرَها
هَرْوَلَ وَراءَ المَرْأةِ التي يَفوحُ مِنْها هذا العِطْرُ.
بَعْدَ أنْ هَجَرَتْني حبيبتي
تَفَكَّكَ جَسَدي إلي قِطَعٍ مُتَناثِرةٍ
حتي جاءتْ تِلْكَ المرأةُ التي قابَلْتُها بَعْدَها
وأقْنَعَتْني أنها بَطَلةُ العالَمِ في لُعْبةِ (البَزِلِ)
وَضَعْتْ أجْزائي المُفَكَّكةَ علي الطّاوِلَةِ
وقالتْ: لا تَخَفْ
أعْرِفُ كَيفَ أُعيدُ تَجْميعَكَ ثانِيةً
ثِقْ بِي
لكِنَّها وَضَعَتْ عَقْلي في بَطْني
وعَيْنيَّ في ظَهْرِي
واستَغْنَتْ عَنِ القَدَمَينِ وَوَضَعَتْ مَكانَهُما رِئَتَيَّ المُتهالِكتَينِ
لِأَلْهَثَ كُلَّما حاوَلْتُ أنْ أمْشِيَ إلي الماضي.
فَوْضَي تُرَتِّبُ نَفْسَها
كَما تَعْطُسُ المَرْأةُ
حِينَ تَشِمُّ رائحةَ تَوابِلَ نفّاذةً في مَطْبَخِها..
عَطَسَتِ الأماكِنُ حِينَ شَمَّتْ رائحةَ حَنيني،
وأنا أتأمَّلُها بَعْدَ غَيبةٍ طَويلةٍ.
الذِّكْرَياتُ عِنْدَ الشُّعَراءِ
كالمادّةِ عِنْدَ الفيزيائيّين
لا يُمْكِنُ أنْ تَفْنَي
رَغْمَ أنَّها كَثيرًا ما تتَحَوَّلُ
إلي صُورةٍ أُخْري.
فكَما يتَحَوَّلُ الماءُ إلي بُخارٍ..
تتَحَوَّلُ الذِّكْرَياتُ إلي أُغْنِيَاتٍ حَزينةٍ
تَشْدو بها الأماكِنُ لَيلاً
حينَ تَتَيَقَّنُ أنْ لا أحَدَ يَسْمَعُها.
كما أنَّ هُناكَ أُناسًا صالِحينَ
يُكافِئُهُمُ اللهُ بِدُخولِ الجَنّةِ،
وأُناسًا سَيِّئينَ
يُعاقِبُهُمُ اللهُ بِدُخولِ النّارِ..
هُناكَ أماكِنُ صالِحةٌ
يُكافِئُها اللهُ بِجَعْلِها حدائقَ،
وأماكِنُ سيِّئةٌ
يُعاقِبُها اللهُ بِجَعْلِها مَراحيضَ.
الأماكِنُ الضيقةُ عادةً ما تَكونُ عَصَبِيّةً
وذاتَ صَبْرٍ نافِدٍ،
والصَّهْدُ الذي يَلْفَحُني داخِلَها
لَيسَ إلا زَفيرَها الخارِجَ مِن أنْفٍ
حَوَّلَهُ الغَضَبُ إلي جَمْرةٍ حَمْراءَ.
أقولُ لِحَبيبَتي كَلِمةَ (أُحِبُّكِ)
وأنا نائمٌ علي صَدْرِها،
فلا مَكانَ أوْسَعَ
مِنْ صَدْرِ امْرأةٍ تُحِبُّني.
موسيقي ميتةٌ فوقَ جيتارٍ مُهَشَّمٍ
أنا شاعِرٌ فَقيرٌ جدًّا
حينَ يَجُوعُ أطْفالي..
أدُسُّ في حُلُوقِهِمْ قَصائدَ طازَجةً
وحينَ تَخافُ زَوْجتي مِنَ المُسْتَقْبَلِ..
أُخَبِّئُها في هامِشِ أحَدِ النُّصوصِ الرَّديئةِ،
لأنَّي أعْلَمُ أنَّ أعْيُنَ الشَّياطينِ مَلُولةٌ بطَبْعِها
ولا تَمُرُّ إلا عَلَي المُتونِ.
بَدَلاً مِن الجُبْنِ والخُبْزِ، وحَليبِ الأطْفالِ المُعَقَّمِ..
اشْتَرَيْتُ دِيوانَ شِعْرٍ، ورُزْمةَ أوْراقٍ
»أنتَ أبٌ سَيِّئٌ جِدًّا!«
هَكَذا صَرَخَتْ زَوْجَتي، وهْيَ تأْكُلُ الدّيوانَ بِغَيْظٍ،
لَكِنَّها تَرَكَتْني ألْعَقُ الجُمَلَ التي عَلِقَتْ بِشَفَتَيْها
حتّي آخِرِ حَرْفٍ في كَلِمةِ »أُحِبُّك«!
وَرْدةٌ خَرَجَتْ مِن فُوّهةِ بُنْدقيّةٍ
أسْتَيقِظُ في السادِسةِ كالمُعْتادِ
أمْسَحُ دُموعَ نافِذتي
التي هَجَرَتْها العصافيرُ
أتَمَضْمَضُ جَيِّدًا كي أُزيلَ
اسْمَ حَبيبَتي العالِقَ بلِساني
وأُنَظِّفَ فِراشي مِن رائحةِ الوَحْدةِ.
أنا بخَيرٍ يا أصْدِقائي
لا تَقْلَقوا
ما زِلْتُ أكْتُبُ كُلَّ أُسْبوعٍ قَصيدةً أوِ اثْنَتَينِ
وأحْتَسي القَهْوةَ المُرّةَ
وأعْدو بالمِقَشّةِ وَراءِ المَوْتَي
الذينَ يتَساقَطونَ مِنْ نَشْرةِ التّاسِعةِ.
أنا بِخَيرٍ يا أصْدقائي
وسعيدٌ جدًّا،
فعامِلُ النظافةِ المزَيَّفُ شَكَرَني كثيرًا
في التقْريرِ الذي قدَّمَهُ
إلي الجهةِ الأمْنِيّةِ التي يعْمَلُ بها
وشَرَحَ كَيفَ أُعَبِّئُ أحْلامي
داخِلَ كِيسٍ بِلاسْتيكيٍّ أَسْوَدَ
وكَيفَ أُسَلِّمُ إليه الكِيسَ كُلَّ صَباحٍ
دُونَ أنْ أَعْبِسَ في وَجْهِهِ.
أنا بِخَيرٍ يا أصْدقائي
صحيحٌ أني لا أسْتجيبُ لاتِّصالاتِكُمْ
ولا أفْتَحُ البابَ لأحَدٍ مِنْكُمْ
لكني بخَيرٍ
لا تَقْلَقوا
ما زِلْتُ أُمارِسُ طُقوسي اليَوْمِيّةَ
وأتَحَرَّكُ في شَقَّتي التي تُشْبِهُ المَشْرَحةَ
كأيِّ جُثّةٍ مُهَذَّبةٍ.
يا بائعَ الأقْفالِ
يا بائعَ الأقْفالِ.. دُلَّني علَي قُفْلٍ قَويٍّ
أُغْلِقُ بِهِ ذلِكَ البابَ في ذاكِرَتي،
البابَ الذي تَجْتازُهُ حَبيبتي القَديمةُ كُلَّ مَساءٍ
لِمُجَرَّدِ أنْ تَقُومَ بِطِلاءِ حَنْجَرَتي
بالأُغْنِياتِ الحَزينةِ!
يا بائعَ الأقْفالِ.. لا تَدَعْني أتَعَثَّرُ كُلَّ صَباحٍ في ضَحِكةٍ
تَتْرُكُها حَبيبتي عَمْدًا علي السِّجّادةِ
ولا تَدَعْني أشْتَرِي كُلَّ يَومٍ فِنْجانًا جَديدًا
لأنّي لا أسْتَطيعُ أنْ أغْسِلَ أحْمَرَ شِفاهِها
الذي تلَطَّخَ بِهِ فِنْجانُ قَهْوَتي
وهيَ تَرْشُفُ آخِرَ قَطْرةٍ فيهِ
يا بائعَ الأقْفالِ!
يا بائعَ الأقْفالِ!
يا بائعَ الأقْفالِ!
الموتُ بجُرْعةٍ زائدةٍ مِنَ الأحْلامِ
حَبيبتي القديمةُ سَرَقَتْ قَلْبي
ووَضَعَتْ مَكانَهُ صَحْراءَ
وسَرَقَتْ حَنْجَرَتي
ووَضَعَتْ مَكانَها ذئبًا
لذَلِكَ.. كُلُّ اللاتي
نِمْنَ علي صَدْري بَعْدَها
شَعُرْنَ بالعَطَشِ
واسْتَيقَظْنَ مُرْتَجِفاتٍ
حينَ سَمِعْنَ عُوائي لَيلاً.
أَرْكُضُ طاويًا العالَمَ تحْتَ إِبْطِي
1
الشُّعَراءُ أيضًا يذْهَبونَ إلي الحَرْبِ
يَدُسُّ أحَدُهُمْ في يَدِ الشاعِرِ بُنْدُقِيّةً
بَدَلاً مِن القَلَمِ
والمُشْكِلةُ: أنَّ البُنْدُقِيّةَ لا تَعْرِفُ كَيفَ تَكْتُبُ
فقطْ.. كُلُّ الذي يَرْبِطُها بالقَصيدةِ
أنَّ كِلْتَيهما تُوَجَّهُ إلي القَلْبِ.
2
وعِنْدَما يَشْتَدُّ الوَطيسُ
يَنْسَي الشّاعِرُ أنه شاعرٌ
فلا يَلْتَفِتُ إلي أنَّ ابْتِسامةَ جُنْدِيٍّ جَريحٍ
لَمَحَ زَوْجَتَهُ تُلَوِّحُ لَهُ قَبْلَ أنْ يَموتَ
قدْ تَصْلُحُ مَدْخَلاً مُدْهِشًا لِقَصيدةٍ جَديدةٍ
وأنَّ عَينَيِ الفَرَسِ الذي يَمْتَطيهِ عَدُوُّهُ
تُشْبِهانِ كَثيرًا تِلْكَ القَصائدَ التي خَبَّأَها
في حَنْجَرةِ حَبيبتِهِ القديمةِ
وأنَّ الأرْضَ التي يقِفونَ فَوقَها
مُجَرَّدُ وَرَقةٍ بَيضاءَ في الأصْلِ
كُلُّ الذي حَدَثَ أنَّ شاعرًا سيِّئًا
قد سَكَبَ عليها قِنّينةُ حِبْرٍ أحْمَرَ.
3
تَعَلَّمْتُ مِنْ قَصيدةِ ما بَعْدَ الحداثةِ
أنْ أُرَكِّزَ علي الفِكْرةِ الرئيسةِ
دونَ أنْ أعْبَأَ بالأفْكارِ الفَرْعيّةِ
التي تَجْذِبُ قَصيدَتَي عَكْسَ تيّارِ التكْثيفِ
لذلك حينَ أصَوِّبُ بُنْدُقِيّتي إلي أحَدِ أعْدائي
أفْعَلُها بِدِقّةٍ بالِغةٍ
ولا أهْتَمُّ كَثيرًا بعائلتِهِ الحزينةِ التي
تَخْرُجُ مِنْ قَلْبِهِ
بِمُجَرَّدِ أنْ تَدْخُلَ الرَّصاصةُ فيهِ.
قصيدةٌ عنِ البَحْر
كَتَبْتُ بالأمْسِ قَصيدةً عنِ البَحْرِ
رُبَّما يُفَسِّرُ هذا سِرَّ تِلْكَ السَّفينةِ
التي وَجَدَها أحَدُهم عالِقةً فَوْقَ ياقةِ قميصي.
حتّي زَوجتي.. حينَ أرَدْتُ أنْ أُقَبِّلَها هذا الصباحَ..
فُوجِئْتُ بِها تتَراجَعُ مَذْعُورةً
مؤكِّدةً أنَّها شاهَدَتْ قُرْصانًا بعَينٍ واحِدةٍ
يُطِلُّ مِنْ إحْدَي فَتْحَتَيْ أنْفي،
ويُشْهِرُ في وَجْهِها بُنْدُقيّةً سَريعةَ الطَّلْقاتِ!
لكنَّ الذي جَعَلني لا أتَرَدَّدُ في تَمْزيقِ القَصيدةِ..
هو ذَلِكَ العَجوزُ الذي تَحَرَّشَ بِطالِبةٍ أمامي
وبَدلاً مِن أنْ أتَفَوَّهَ بِكَلِماتٍ أنْهَرُهُ بِها..
وجَدْتُ مَوجةً عاتيةً تَخْرُجُ مِنْ فَمي،
جارِفةً العَجُوزَ أمامَها حتَّي آخِرِ الشّارِعِ!
حَقيقةٌ عارِيةٌ
قَصيْدَتي لَيْسَ لها قَبْضةٌ
لِذَلِكَ.. لا تَسْتَطيعُ أنْ تُهَشِّمَ أسْنانَ بَعْضِ النُّقّادِ
الذينَ لا يَقْرَؤونَها، إلا لاسْتِعْراضِ عَضَلاتِهِمْ
أمامَ لُغَتِها البَسيطةِ والمُباشِرةِ
أنا، حينَ أُريدُ أنْ أقولَ إنّي مُتْعَبٌ..
أَقولُها هَكذا بِبَساطةٍ: »أنا مُتْعَبٌ«.
وهذا لا يَروقُ للنُّقّادِ هؤلاءِ
فبَعْضُهُمْ يُريدُني أنْ أقولَ:
»أنا أذوبُ في فِنْجانِ الحياةِ
كقِطْعةِ سُكَّر«
والبَعْضُ الآخَرُ يُريدُني أنْ أُعَبِّرَ عَنْ تَعَبي
بطَريقةٍ حَداثيّةٍ مُخْتَلفةٍ،
كَأَنْ أَقولَ مَثَلاً:
»اليَوْمَ ماتَتْ في قلْبي غَزالةٌ«
وأنا شاعِرٌ بَسيطٌ جِدًّا..
لا يَعْرِفُ العَلاقةَ التي تَرْبِطُ
بَينَ التَّعَبِ وغَزالةٍ مَيِّتةٍ!
ولا يعْرِفُ كَيفَ لا ينْتَبِهُ النُّقّادُ
أنَّ شاعِرًا بَسيطًا مِثْلي
يَحْلُمُ بأنْ يَخْلَعَ المَجازَ في أحْيانٍ كَثيرةٍ،
لِيَنامَ عارِيًا علَي فَخْذِ النَّصِّ
يَنامُ بِلا قِطْعةِ مَجازٍ واحِدةٍ
ورَغْمَ ذَلِكَ يَبْدُو جَسَدُهُ فاتِنًا لِكُلِّ المَارّةِ!
شِتاءٌ
صَحيحٌ.. أنّني أسْبَحُ في الجَوِّ
لَكِنّني لَسْتُ ذلِكَ العُصْفورَ الذي تَرَوْنَهُ،
أنا البالُونُ الذي بِجِوارِهِ
البالونُ المُنْتَفِخُ بالقَصائدِ
وليسَ بالهواءِ
البالونُ الذي يُمْكِنُ أنْ يَنْفَجِرَ في أيِّ لَحْظةٍ
بِطَلْقةٍ مُحْكَمةٍ مِن قَلَمِ ناقِدٍ مُحْتَرِفٍ..
أنا لا أخْشَي علي نفْسي الانْفِجارَ
فَقَطْ، لَمْ أطْلُبْ مِن القُرّاءِ
الذينَ يتَجَوَّلونَ أسْفلي
أنْ يَرْتدوا ملابِسَ ثقيلةً
لأنْ الأخْطاءَ التي سَتَسْقطُ فَوْقَ رؤوسِهِمْ
سَتَكونُ غَزيرةً جدًّا.
انقر
هنا
لقراءة الخبر من مصدره.
مواضيع ذات صلة
أنشودة نزار في رثاء بلقيس
"نافذة تُطِلُّ على نهايةِ العالم" لمحمد القلينى الفائزة بجائزة شعر الفصحى
لأخبار الأدب..
جدارية
حواريةالشاعرة والأديبة المصرية :(ميمي قدري) للشاعر (مكي الربيعي)
قراءة نقدية في ديوان (زخَّات مطر) للشاعرة التونسية عفاف المسمعلي
أبلغ عن إشهار غير لائق