فى إنجاز تاريخى غير مسبوق، كتب نادى بيراميدز اسمه بحروف من ذهب فى سجل كرة القدم الإفريقية، بعد تتويجه بكأس إفريقيا للمرة الأولى فى تاريخه. هذا النادى الذى تأسس عام 2008 باسم الأسيوطى فى محافظة بنى سويف، والذى تم نقل ملكيته إلى تركى آل الشيخ عام 2018 ، حيث قام بتغيير اسمه إلى بيراميدز ونقله إلى القاهرة، وفى عام 2019 اشتراه رجل الأعمال الإماراتى سالم الشمسى. منذ عام 2018 حقق النادى تقدما ملحوظا فى كرة القدم، فى موسم 2019/2020 وصل إلى نهائى الكونفدرالية الإفريقية، وفى عام 2024 فاز بكأس مصر كأول لقب محلى.. وهذا العام حصل على كأس إفريقيا. بيراميدز أحد الأندية القليلة التى تحقق لقبا قاريا فى فترة وجيزة، مما يعكس تطور النادى السريع واستثماره فى البنية التحتية واللاعبين، مما مكّنه من تحقيق نجاحات محلية وقارية فى فترة زمنية قصيرة نسبيا. وهو ما يجعلنا نقف هنا كثيرا، باعتبار أن الرياضة وخاصة كرة القدم، صناعة تتطلب أموالا، والقدرة المالية هى ما تميز ناديا عن آخر. الأمر لم يعد يقتصر على الجماهير فقط، فالأندية الجماهيرية تعانى قلة الموارد. والآن من يملك المال يملك منصات التتويج. وهو أمر خطير قد يعصف بالأندية الجماهيرية، والتى أصبحت مهددة بالاختفاء من المشهد وظهور أندية أخرى مملوكة لشركات وأفراد تملك القدرات المالية، وتفتقر للجماهير. وهنا يجب على الأندية الجماهيرية البحث عن موارد مالية لدعم النشاط وتمكين النادى من المنافسة والتحدى، وفى نفس الوقت على الأندية الجديدة البحث عن آلية لجذب الجماهير وبناء قاعدة شعبية لها. وأعتقد أن هذا هو ما يفكر فيه القائمون على نادى بيراميدز، إنشاء قاعدة جماهيرية واسعة، وكتائب إعلامية تدعمه. فوز بيراميدز بكأس إفريقيا يعد نقطة تحول فى تاريخ النادى، ويمثل فرصة ذهبية للانطلاق فى بناء قاعدة جماهيرية قوية، من خلال استراتيجيات مدروسة، تعمل على تعزيز النادى لمكانته فى قلوب الجماهير، ويصبح رمزا للنجاح والطموح فى الكرة المصرية.