ذكرنا بالأمس ونؤكد اليوم على أن ما شهدته محافظة الإسكندرية وبعض الأماكن الأخرى،..، من رياح عاصفة وأمطار رعدية وما صاحبها من سقوط لكراتٍ ثلجية ثقيلة وغير مألوفة، هى دلائل واضحة على أننا أصبحنا فى قلب دائرة التغير المناخى الذى أحاط بالمنطقة وبالعالم. وفى هذا السياق من المهم أن ندرك أن تلك الظواهر ليست مجرد طارئ وقتى غير قابل للتكرار، لأن ذلك غير صحيح، فهى نتيجة طبيعية لما جرى للمنطقة والعالم من متغيرات مناخية حادة،..، ويجب أن نتعامل معها نحن والعالم بكل الجدية، وبالأسلوب العلمى الصحيح حتى لا نصبح ضحية للأخطار والتهديدات الناجمة عنها. والجدية هنا تعنى أن نتعامل معها بما خلص إليه العلماء وخبراء المناخ، فى المؤتمرات الدولية المهمة التى انعقدت فى «باريس» و»جلاسجو» و»شرم الشيخ» و»دبى» و»أذربيجان» وغيرها، والتى أكدت كلها على ضرورة وقف كل الممارسات البشرية الملوثة للبيئة. كما طالب العلماء بضرورة وقف أو خفض الانبعاثات الكربونية الملوثة للهواء والتوقف عن حرق الغابات وتدمير الأشجار والسعى بكل الجدية لخفض وتقليل نسبة الاحتباس الحرارى فى الجو نتيجة زيادة نسبة التلوث، وهو ما أدى إلى الارتفاع المستمر والمتزايد لدرجة حرارة الأرض، فى ظل الإفراط فى الاستخدام العشوائى للمحروقات الهيدروكربونية وتدمير البيئة، وفتح الباب واسعاً أمام المتغيرات الحادة وشديدة الوطأة فى المناخ. ويتفق العلماء على أن الأخطار لن تتوقف عند حد التقلبات الجوية، الحادة والجسيمة فى الطقس، مثل: الارتفاع والانخفاض فى درجات الحرارة، وهبوب العواصف الشديدة وحدوث جفاف وقلة أو ندرة سقوط الأمطار فى أماكن كثيرة، أو هطول أمطار غزيرة ومفاجئة فى أماكن أخرى مصحوبة بعواصف شديدة وحادة فى أماكن أخرى. وفى هذا الإطار تأتى التحذيرات الصادرة عن الأممالمتحدة إلى العالم كله، والتى تنبه وتحذر فيها على لسان الخبراء المتخصصين فى شئون المناخ، من أن كوكب الأرض سيشهد زيادة غير مسبوقة فى الظواهر الجوية الحادة والمفاجئة، مثل: الانخفاض الشديد والحاد فى درجات الحرارة أو ارتفاعها إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، والتعرض لعواصف عاتية وأمطار وفيضانات مُدمرة فى أماكن أخرى، وندرة فى الأمطار وتصحر فى بعض الأماكن. وقاكم ووقانا الله من تلك المخاطر.