فى تقرير حديث للأمم المتحدة أكدت المنظمة الدولية أن غزة هى المكان الأكثر جوعا فى العالم وأن 100٪ من سكانها معرضون لخطر المجاعة. تلقيت رسالة على الواتس آب من الصديق والزميل العزيز الكاتب الصحفى عصام حشيش يقول فيها «أنتظر بفارغ الصبر أن تكتب عن القضية المنسية فى حياة الكثيرين وهى قضية الاستعداد للقاء الله واستثمار عطاءات الدنيا لتعمير الآخرة.. ما تخلنيش استنى كتير.. ربنا ينفعنا بيك يا شريف». هزتنى رسالة عصام خاصة أنها وصلتنى قبل ساعات من بدء العشر الأوائل من ذى الحجة أعظم عشرة أيام قال عنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر». نحن اليوم فى اليوم الخامس منها وقد وجدتها فرصة لأذكر نفسى والقراء بفضل هذه الأيام العشر وما يجب علينا أن نحرص عليه طوال هذه الفترة- حتى وإن كان ما سأتعرض له لا يجيب مباشرة على صلب ما طلبه عصام منى وهو الاستعداد للقاء الله سبحانه وتعالى وهى قضية لا شك تشغل ملايين المسلمين خاصة مع تقدم العمر واقتراب ساعة الرحيل.. اللهم أحسن ختامنا. أهم ما يجب أن نحرص عليه فى هذه الأيام المباركة أداء فروض الصلاة جماعة فى المسجد «للرجال»، وفى أوقاتها للنساء والالتزام بالسنن 12 ركعة يوميا ركعتين قبل الفجر و4 قبل الظهر و2 بعد الظهر و2 بعد المغرب و2 بعد العشاء.. والحرص على صلاة القيام «عدة ركعات خلال الليل أو ركعة واحدة على الأقل». الحرص أيضا على تلاوة أذكار الصباح والمساء وأذكار قبل النوم وبعد الصلاة.. وأهم ذكر هو التهليل والتكبير والتحميد طوال اليوم «الله أكبر.. الله أكبر ولله الحمد.. ولا إله إلا الله».. وأفضل الذكر بالطبع قراءة القرآن ولو استطاع المسلم ختم القرآن خلال العشرة أيام لكان هذا إنجازا كبيرا.. وأن لم يستطع فقراءة صفحة واحدة على الأقل يوميا. نأتى إلى الصوم.. الأفضل طبعا صيام التسعة أيام الأولى.. لكن على الأقل لا تترك صيام يوم عرفة الذى يكفر ذنوب سنتين. وطوال الأيام العشرة بعد صلاة الفجر جماعة تقرأ الأذكار والقرآن حتى لما بعد الشروق بربع ساعة ثم تصلى ركعتين فهذا يساوى حجا وعمرة. ولا تنس طوال هذه الفترة أيضا صلة الرحم والسؤال على أهلك والحرص على الصدقات ولو بمبلغ بسيط.. ما نقصت صدقة من مال. وأخيراً.. نأتى إلى يوم عرفة.. يوم الكنز الكبير.. ادع الله بكل ما فى قلبك من أمنيات فهذا أكثر يوم يعتق فيه الله سبحانه وتعالى عباده من النار.. استعد بأدعيتك وارفع يديك إلى السماء ولا تنزلها إلا مع أذان المغرب. الموت جوعاً التاريخ حافل بالعديد من الحروب والمعارك الطاحنة التى شهدت مجازر وأحداث عنف غير مسبوقة -فى زمانها- لكنه لم يسجل أبدا هذا التسابق المجنون من قوات محتلة لاستخدام سلاح التجويع ومنع وصول الغذاء والماء والدواء للمواطنين العزل الأبرياء وخاصة الشيوخ والأطفال الذين لا ناقة لهم ولا جمل فى الصراع المسلح والحرب الدائرة بين قوات الاحتلال الإسرائيلى والمقاومة المسلحة فى غزة منذ عام ونصف العام بشكل متواصل وامتد مؤخرا إلى اجتياح الجيش الإسرائيلى للضفة الغربية وطرد السكان من منازلهم دون بارقة أمل فى وقف هذه الكارثة التى يروح ضحيتها يوميا ما لا يقل عن 150 شهيدا ومئات الجرحى والعالم يحتج ويتظاهر ويطالب بوقف الحرب وأعمال العنف لكن لا شيء يتحقق على أرض الواقع. سياسة الموت جوعاً مستمرة بكل البجاحة وفى تقرير حديث للأمم المتحدة أعلن أمس الأول أكدت المنظمة الدولية أن غزة هى المكان الأكثر جوعا فى العالم وأن 100٪ من سكان القطاع معرضون لخطر المجاعة. يتبقى مؤتمر نيويورك الذى ينعقد هذا الشهر لدعم حل الدولتين بدعوة من السعودية وفرنسا.