على صفحات من وعى ويقين تنسج آسيا شارنى الأديبة التونسية أحرفها بمداد من صدق وحب وإخلاص، فهى من الحرائر التونسيات اللائى يبذلن أرواحهن فى سبيل الكلمة الصادقة الحرة الأبية، فأسست نادى مطارحات ثقافية، ومقهى الشعراء بمدينة سوسة التونسية.. وأثرت المكتبة العربية فأهدتنا على التوالى بأربعة دواوين شعرية هى على التوالى: «رعشة الخزاف» 2013.. ثم (ملء الرواء) 2015.. ثم «امد خطاى» 2017 ثم «كنشرتو الماء» الذى يأتى تتويجًا لباكورة أعمالها الرائعة، فتقول فى مقطع رائع من قصيدة «كنشرتو الماء»: أبحث عن ضرورة تعيدنى إالى سيرة الماء إلى ما يذكر أو يؤنث من أسمائه إلى ما يورث من طباعه المبللة بالأهازيج ضرورة تشد ذراعى إلى سرة السماء وإلى سرها ضرورة سقطت منى فأسقطتنى وسلمت لأعطاف الطريق خيولى ضرورة يزأر الأمل فيها ولا يكل ... وحين سألت الأديبة آسيا شارنى عن قصيدة أيها الحب كيف صرت؟ ردت بمقطع من القصيدة: أيها الحب كيف صرت؟ وها صيتك قد ذاع فى دمى أيها الحب ومرارته صاعك الذى رد لى صاعين أيها الحب كيف صرت فى النهاية؟ ربما صرت كليم الأطر جريحًا راعفًا ربما صرت نديم القلب وسارده العظيم أيها الحب كيف شاءت الأقدار أن تحفر ظهرى؟ ثم باغتها بسؤال عن قصيدة «على سبيل البداية» فقالت: على سبيل البداية كانت... تتلقف لهفتها كقطعة من السماء تسقط بلا منجل لحصد خجلها تلفه بما سمح به الحياء لبعض الوقت ولبعض الوقت لن تطرق بابه إذا ما استطاعت اليه سبيلًا هى التى ما عرش دم القبيلة على خدها ولا ارتكضت أنفاسها لما لامست كفها كفه تترك وعول أفكارها تتسلق رأسها عمدًا فترتاد جسدها خفية كأى أنثى داهمها الاشتهاء .. فوصلنا إلى غاية ما فى الأمر فختمت غاية ما فى الأمر كلما جاء شغوفًا باسمًا يبغى السماح خار قلبى واستوى مدى وجذرى وهنا سكتت آسيا شارنى عن الكلام المباح