أعد اللواء عبد الغنى الجمسى خطة لتصفية الثغرة ومحاصرتها وتدميرها لم تنفذ لصدور قرار وقف إطلاق النار وذلك بعد تكليفه برئاسة أركان حرب قواتنا المسلحة خلفًا للواء سعد الدين الشاذلى بعد خلافه مع الرئيس السادات حول كيفية تصفية ثغرة الدفرسوار. كان الجمسى فى مفاوضات الكيلو 101 من أشرس القادة الذين جلسوا مع العدو على مائدة المفاوضات فقد تدرج فى المناصب القيادية منذ قيادته اللواء الخامس مدرع بمنطقة القناة فى معركة السويس عام 1956 وسافر فى بعثة بأكاديمية «فرونزى» بالاتحاد السوفيتى عام 1960 وتولى فى ستينيات القرن الماضى رئيس عمليات القوات البرية وأركان حرب الجيش الثانى وهيئة التدريب ومديرًا للمخابرات الحربية ورئيسًا للوفد العسكرى بالمفاوضات المصرية الإسرائيلية ووزيرًا للدفاع وفى النهاية مستشارًا عسكريًا لرئيس الجمهورية.. ولد عبد الغنى الجمسى فى 9 سبتمبر 1921 بقرية البتانون بمحافظة المنوفية من أسرة ميسورة الحال فوالده صاحب مصانع للنسيج وتخرج بالكلية الحربية سنة 1939 واعتبر أحد أقطاب سلاح المدرعات وشارك فى معركة العلمين بالحرب العالمية الثانية.. وبعد نكسة يونيو تولى رئاسة أركان جبهة القناة تحت قيادة اللواء أحمد إسماعيل وقدم استقالته عقب النكسة ليفسح المجال للجيل الجديد والفرصة لاسترداد الأرض المحتلة ورفضها الرئيس جمال عبدالناصر.. وأسند له مهام الإشراف على تدريب الجيش وكان آخر وزير للحربية حيث تم تغيير اسم الوزارة بعد ذلك إلى الدفاع وأدى واجبه فى التخطيط لحرب أكتوبر بالاشتراك مع ضباط فرع التخطيط بهيئة العمليات وعرفت الخطة بكشكول الجمسى الموضوع الآن بالمتحف الحربى بالقلعة. اعتمد الجمسى فى الكشكول على دراسة الموقف العسكرى للعدو ولقواتنا والقوات السورية واختيار السادس من أكتوبر وحصل على 24 نوطًا وميدالية ووسامًا وتم تصنيفه من أبرع 50 قائدًا عسكريًا فى التاريخ ومن أكثر قيادات الجيش دراية بالعدو ودافع عن وطنه فى ساحات المعارك وعلى طاولة المفاوضات وأفضل من أضافوا إلى التكتيكات العسكرية ولعب دورًا مهمًا فى تحقيق النصر وتحرير سيناء.. ورحل المشير محمد عبد الغنى الجمسى فى 7 يونيو 2003 عن عمر يناهز 82 عامًا بعد معاناة مع المرض. رحم الله قادتنا العظام الذين أفنوا حياتهم لخدمة مصرنا العزيزة.. وللحديث بقية.