لاشك أنه مع بداية موسم الامتحانات، تتصاعد حدة التوتر داخل أغلب البيوت، ويصبح الأبناء في حالة نفسية دقيقة تتطلب دعمًا خاصًا من الأسرة خلال هذه المرحلة. يؤكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي، أن كثيرًا من حالات القلق والتوتر التي تصيب الطلاب في فترة الامتحانات ترجع في الأساس إلى طبيعة تعامل الأسرة معهم، لذا يجب على الأسرة أن تلتزم بمجموعة من الممارسات الإيجابية، وأن تتجنب أخرى سلبية قد تزيد الوضع تعقيدًا. اقرأ أيضًا | لتعزيز الذاكرة خلال الأمتحانات ..احرص على تناول هذه العصائر ويشدد على أهمية تهيئة البيئة المنزلية بشكل يتناسب مع أجواء المذاكرة، بدءًا من توفير مكان مرتب ومنظم وخالٍ من المشتتات، وصولًا إلى تقديم تغذية صحية ومتوازنة تعين الطالب على التركيز والتحصيل، كذلك يجب على الأسرة أن توفر مناخًا نفسيًا آمنًا يتسم بالهدوء والتفاهم والبعد عن المشاحنات والضوضاء التي قد تؤثر سلبًا على الحالة النفسية للطالب. ويضيف أن تقديم الدعم النفسي المباشر للطالب من خلال التشجيع والتحفيز المستمر يُعد من أبرز أدوار الأسرة، فمساعدة الطالب على تنظيم وقته، وإيقاظه في الأوقات التي يحددها بنفسه، يعزز من شعوره بالتحكم والسيطرة على يومه، كما ينبغي أن يشعر الطالب بأن حب أسرته واهتمامها به لا يرتبط بنتيجة دراسية معينة، بل هو حب غير مشروط، قائم على تقبله كما هو. ويؤكد حجازي أن من الضروري تقدير المجهود المبذول من الطالب، مهما كانت النتائج، لأن ذلك يعزز من ثقته في نفسه ويشجعه على الاستمرار في بذل الجهد، وفي المقابل، هناك بعض السلوكيات التي يجب على الأسرة تجنبها تمامًا، مثل وضع توقعات مبالغ فيها تفوق قدرات الطالب، أو توقعات ضعيفة لا تحفزه، فكلتا الحالتين تؤثران سلبًا على دافعيته النفسية؛ الأولى تصيبه بالإحباط والثانية تُشعره بعدم القيمة. كما يجب الامتناع عن ربط الحب والاهتمام بتحقيق درجات معينة، أو فرض مسار دراسي لا يرغب فيه الطالب، أو دفعه للمذاكرة لمجرد الوصول إلى كلية بعينها، أيضًا من أخطر ما يمكن أن يتعرض له الطالب هو مقارنته المستمرة بغيره من الزملاء أو الأقارب، أو السخرية من أدائه ومجهوده أو توبيخه واستخدام أوصاف جارحة مثل «فاشل أو كسول»، فكل هذه الأفعال تهدم ثقته بنفسه. ويحذر من إشعار الطالب بالذنب أو المنّ عليه بالمصاريف التي تُنفق عليه، أو تحميله مشكلات فرعية داخل الأسرة تشتت تركيزه وتضعه تحت ضغط نفسي إضافي.