أختى آلاء النجار الطبيبة الصابرة، إن نصر الله قريب، وسوف تتحول أجساد الأبناء التسعة إلى شعل تحرق ذلك الكيان العدوانى المزعوم قلبى معك ينزف دماً اختى الصابرة على البلاء المجاهدة الصامدة الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار، المشهد الباكى داخل المستشفى وأنت تحتضنين أطفالك التسعة، بعد أن لقوا ربهم شهداء أحياء يرزقون، احترقت أجسادهم الطاهرة بنيران القتلة السفاحين الإسرائيليين، لم يرحموا أجسادهم النحيلة التى أنهكها الجوع والحصار والعطش، فاشعلوا فيهم النيران بدم بارد، فى مشهد تبكى له الإنسانية التى صارت من المستحيلات مع أمثال هؤلاء القتلة ومن يحميهم ويشجعهم، وفى عالم لا يعرف الرحمة، أبكيت أصحاب الضمائر يا أختى الصابرة، وأنت تحتضنى الأجساد فى أكفانها ليعرف العالم أى جرم ارتكب فى حقهم، مع أنهم لا يحملون السلاح. ثقى يا أختى الفاضلة فى أن الله على نصرهم لقدير، ألم يُظلموا؟، ووعدهم الله بنصره، ألا إن نصر الله قريب، هؤلاء القتلة السفاحون سينتقم الله منهم، إنه يزيدهم فى طغيانهم ليكون العقاب شديداً. السفاحون ليس ذلك جديداً عليهم أنهم سلالة لا تعرف إلا الإيذاء والبطش منذ عرفتهم البشرية، حتى الأنبياء لم يسلموا من هذا الإيذاء، من يحكمون إسرائيل الآن هم نفس صورة الإرهابى القاتل السفاح منذ عرفناهم مع الوعد المشؤوم بلفور فى عام 1948، بداية من بن جوريون وجولدا مائير ورابين وموشيه دايان وإيهود باراك، وكبيرهم السفاح الأعظم شارون الذى مات حياً وأكله الدود وفيه النفس، ثم ذلك الذى تفوق على أستاذه نتنياهو، ويا سبحان الله اسم على مسمى، دمر غزة ويباهي، وقتل وأصاب ما يقارب ال400 ألف فلسطيني، ومازال يحرق كل ما على الأرض، سلالة سفاحين وشياطين بالوراثة أباً عن جد، متأصل فى دمائهم حب الدم والتنكيل حتى بالأطفال والنساء. أختى الصابرة المناضلة، ثقى أن الحقوق لا تضيع عند الله سبحانه وتعالى، وأن ثأر أبنائك لن يذهب هباءً، لا هم ولا كل الفلسطينيين الذين راحوا شهداء، وليس الأمس ببعيد، لقد عشنا فى مصر التى قدمت120 ألف شهيد من أجل القضية الفلسطينية نفس الظروف بعد هزيمة يونيو 1967، استحل العدو الإسرائيلى ضرب مدن القناة كلها، فدمرها وقتل آلاف الأبرياء تحت أنقاضها، وضرب العمق فى نجع حمادي، وضرب الأطفال فى جرم شنيع فى مدرسة بحر البقر بالشرقية، وضرب المصنع وهدمه على العمال فى أبو زعبل، وصبرت مصر، وتحملت إلى أن جاء نصر الله، وأذاقهم جيش مصر الذى سخروا منه مرارة الهزيمة والانكسار، وعبر القناة بطولها، وخاض أشرس المعارك فى معجزة أذهلت العالم، وكسر ذراعهم الطويلة وجيشهم الذى ادعوا أنه لا يقهر، فصار كما وصفه الخبراء كقطعة الجبن، ووقع جنودهم وضباطهم وعتادهم فى قبضة الجنود المصريين، ودمر خطهم الرهيب بارليف فى ست ساعات فقط. غزة تحملت ما لا يتحمله البشر، ولكنها أبداً لم تستسلم على مدى السبعين عاماً، ومنذ النكبة فى 1948خاضت من الحروب ما دمرها، ولكنها فى كل مرة كانت تعود أفضل مما كانت، ويكفى أن العدو المتغطرس لا يستطيع بكل الجبروت الذى يتباهى به، أن يعرف أين أسراه، أو من أين تأتى الصواريخ، ولا سر ذلك الصمود والتمسك بالأرض من جانب شعب لا يجد الماء والدواء والطعام، ولكنه أبداً لا يستسلم. أختى آلاء النجار الطبيبة الصابرة، إن نصر الله قريب، وسوف تتحول أجساد الأبناء التسعة إلى شعل تحرق ذلك الكيان العدوانى المزعوم، ويومها يفرح الصابرون بنصرهم.