يرى محللون اقتصاديون أن الأهداف التي طرحها الرئيس دونالد ترامب من خلال فرض رسوم جمركية واسعة وعلى رأسها إعادة الوظائف الصناعية إلى الداخل الأمريكي تواجه تحديات كبيرة تجعل تحقيقها بعيد المنال في المدى القريب. وبحسب مذكرة صادرة عن محللي شركة الخدمات المالية ويلز فارجو"الامريكية وفق ما نقله موقع إنفستنج" الأمريكي؛ فإن القطاع الصناعي في الولاياتالمتحدة الذي كان يمثل نحو ربع سوق العمل في السبعينيات انخفضت حصته إلى ما يقارب 8% فقط اليوم . وعلى الرغم من الطموحات المعلنة لملء المصانع شبه الفارغة في مدن مثل ديترويت ومناطق الغرب الأوسط، إلا أن المحللين يشيرون إلى أن هذا المسار يتطلب استثمارات ضخمة قد تتجاوز 3 تريليونات دولار. ويحذر المحللون من أن الرسوم الجمركية بدلًا من أن تُنعش الوظائف قد تُثقل كاهل الشركات بتكاليف إضافية، وتجعلها أقل ميلًا إلى توسيع التوظيف . فتواجه القطاعات الصناعية المرتبطة بالإنتاج اليوم خيارين كلاهما غير داعم للنمو الوظيفي، إما امتصاص التكاليف على حساب الأرباح، أو نقلها إلى المستهلك من خلال رفع الأسعار. وتزيد التحديات الديموغرافية مثل شيخوخة السكان إلى جانب القيود المشددة على الهجرة، من صعوبة تعافي سوق العمل الصناعي. ويشير المحللون إلى أن وظائف المصانع لم تعد جاذبة في الاقتصاد الأمريكي الحديث الذي تهيمن عليه الخدمات، مما يضعف من فرص استقطاب عمالة جديدة حتى لو توفرت الاستثمارات. اقرأأيضا :صحيفة أمريكية: إدارة ترامب تحاول إقناع الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم على الواردات ويخلص تقرير "ويلز فارجو" إلى أن أي انتعاش كبير في الوظائف الصناعية سيحتاج إلى سنوات طويلة وتكاليف باهظة، مع غياب الضمانات بتحقيق النتائج المرجوة من السياسات التجارية الحالية.