منذ 2013 لم تهدأ منصات الهجوم على مصر من الآلة الاعلامية الإخوانية فى الخارج، وجعلت كل حدث صغير أو كبير مادة للتحريض والتشويه، ولم يملوا او يراجعوا انفسهم، ولم يدركوا ان صمود مصر وسط محيط مرتبك يستحق ان يفكروا بطريقة مختلفة. لم يقدّروا ان بلدهم يقاوم بشدة مخططات لتفكيك الدول وتشريد الشعوب، وآخرها الإصرار على تهجير الشعب الفلسطينى من ارضه، ولم يلق هذا الموقف الضارب فى اعماق البطولة الوطنية اى تقدير او اشادة. مصر وحدها دون غيرها هى التى تصدت لمخطط التهجير وتصفية القضية الفلسطينية، وأعادت رسم الخطوط الحمراء التى لم يتجرأ أحد على تجاوزها، ورغم ذلك لم نرَ إشادة واحدة، لم نسمع كلمة إنصاف، بل استمر التحريض والتشويه وكأن المطلوب هو ادانة مصر حتى حين تنتصر للحق والعدالة! لم يفكروا فى الاحداث الجسام التى مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية، وبعضها أسقط دولا ومزق نسيجها الاجتماعى، ولكن مصر خرجت من العواصف، وأفشلت محاولات النيل من وحدة الوطن وبثّ اليأس فى نفوس أبنائه، وخابت كل الرهانات. حاولوا التآمر على الشعب، لكنهم فوجئوا بالتماسك والاصطفاف بحجم التحدى، ووقوف المصريين مع قيادتهم وجيشهم وشرطتهم، وأن الاوطان لا تبنى بالشعارات، بل بالصبر والعمل والوعى، ولم يقبل المصريون المساس بالجيش العمود الفقرى للدولة، والحارس الأمين والمنقذ فى لحظات الانهيار. وفى خضم التوترات الإقليمية المتصاعدة، تلعب الخلايا الإخوانية دورًا خبيثًا فى إشعال الفوضى داخل حزام الدول المحيطة بمصر، وتمتد أذرعها إلى السودان وليبيا وقطاع غزة، مدفوعة بأجندات تهدف إلى زعزعة الاستقرار وإرباك الأمن القومى المصرى، وتتبنى هذه الخلايا خطابًا تحريضيًا ممنهجًا، يسعى إلى تغذية الصراعات الداخلية، وتأجيج الفتن الطائفية والسياسية، فى محاولة لتوسيع رقعة الفوضى وخلق بيئة خصبة للإرهاب والتطرف. لم يدركوا ان مصر ليست مجرد دولة على الخريطة، بل فكرة باقية، وكيان راسخ فى وجدان البشرية منذ آلاف السنين، وهى الدولة التى لا تموت مهما تغيرت الأنظمة وتعاقبت العصور، والذين يظنون أن بإمكانهم إضعافها أو تفكيكها عبر حوادث غامضة أو بثّ الشكوك أو استغلال الأزمات، يجهلون طبيعة هذا الشعب وتاريخ هذا الوطن. ما نحتاجه اليوم هو المزيد من الوعى، والتمسك بالثوابت الوطنية، والوقوف صفًا واحدًا خلف مؤسسات الدولة، لأن المعركة لم تنتهِ بعد، فالمؤامرات تتغير وجوهها وأدواتها لكنها لا تتوقف. ومهما حاولت قوى الشر أن تعيد الكرّة، فإن الرد المصرى سيبقى دائمًا: «يا مصر.. ما يهزك ريح». أزمة جماعة الإخوان المزمنة تكمن فى عجزها التاريخى عن الاندماج الحقيقى فى نسيج المجتمع، وظلت تبحث عن السلطة بأى ثمن، مستخدمة مزيجًا من الخطاب العنيف وإقصاء الآخر، وهى جماعة تتبنى الديمقراطية كوسيلة للوصول إلى الحكم ثم تنقلب عليها وتصفها بأنها رجس من عمل الشيطان بمجرد أن تحقق هدفها.