ترشيح فلسطين لرئاسة الجمعية العامة يعد حدثاً تاريخياً. حيث لم تتولَ دولة غير عضو كامل العضوية هذا المنصب من قبل. ويحتاج ذلك إلى معركة دبلوماسية طويلة النفس لحشد الأغلبية المطلوبة (ثلثى أصوات الجمعية العامة) للفوز بالمنصب. ونتوقع معارضة شديدة من دول مثل أمريكا وإسرائيل. لكن المجموعة العربية قادرة على هذه المعركة الدبلوماسية، التى تضع القضية الفلسطينية كأولوية على الساحة الدولية ويعزز الاعتراف بفلسطين كدولة ذات سيادة. السعى والاجتهاد لهذا الموقف الدولى يؤكده تقرير نشرته مجلة الأيكونوميست البريطانية تحت عنوان «غطرسة إسرائيل». والذى يشكك فى مستقبل الدولة العبرية. أوضح التقرير أن سياسات حكومة «السفاح» نتنياهو تقود إلى كارثة غير مسبوقة. وفضح التقرير موقف إسرائيل: الدولة العبرية تبدو قوية ظاهريًا بعد تعافيها العسكرى، لكنها تواجه أخطارًا متزايدة تهدد استقرارها. وهناك تحولات شهدتها إسرائيل منذ هجوم 7 أكتوبر، إضافة إلى التصدعات الداخلية، مع تفكك نظام الفصل بين السلطات، وأن الحكومة تسير فى مسار قد يؤدى إلى تقويض استقلال المؤسسات. يذكر التقرير أن إسرائيل انتقلت من حالة ضعف وتخبط إلى وضع عسكرى مهيمن، مدعوم بمساندة أمريكية كاملة. وتمكنت إسرائيل من تحقيق إنجازات عسكرية منها تصفية قادة بارزين فى حماس وحزب الله، إلى التصدى لهجمات إيرانية بالصواريخ بمساعدة تحالف دولى، مما أضعف نفوذ طهران فى المنطقة. ورغم هذا التفوق العسكرى، تحذر الأيكونوميست من أن إسرائيل قد تدفع ثمنًا باهظًا نتيجة توسعها المفرط فى العمليات العسكرية. لفتت الأيكونومست إلى مسألة الفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة. إذ تتزايد المخاوف من أن السياسات الإسرائيلية، المدعومة بتشجيع أمريكى على «الهجرة الطوعية»، قد تؤدى إلى تطهير عرقى فعلى للفلسطينيين، أو إجبارهم على العيش فى مناطق معزولة ومتقلصة المساحة. يؤكد التقرير أن النهج الإسرائيلى الحالى يعزز حالة عدم الاستقرار، حيث تستمر العمليات العسكرية فى الضفة وغزة، إلى جانب توسيع نطاق التدخلات فى سوريا ولبنان. وتوضح المجلة أن إسرائيل باتت تهاجم عند أول فرصة سانحة، بغض النظر عن العواقب، وهو ما قد يدفعها إلى مواجهة مباشرة مع إيران فى ظل تراجع قدراتها الدفاعية، والجيش منهك، ومجتمعها منقسم. دعاء: اللهم انصر شعبنا فى فلسطين.