جاء السيد «دونالد ترامب» الرئيس الأمريكى السابع والاربعون للمنطقة وقام بزيارة بالغة الأهمية والدلالة لمنطقة الخليج العربي، كان ضيفاً عزيزاً خلالها على ثلاث دول عربية خليجية هى السعودية وقطر والامارات العربية، واجتمع فى الرياض بقادة دول الخليج فى قمة خليجية أمريكية دلالة على الترحيب والاهتمام الشامل والجامع. سبق الزيارة وصاحبها اهتمام بالغ ومتابعة تفصيلية وواسعة على المستويين الاقليمى والدولي، خاصة وانها كانت الجولة الأولى التى يقوم بها الرئيس ترامب القديم الجديد خارج بلاده بعد ما يزيد قليلا عن المائة يوم الأولى له فى الحكم والرئاسة للمرة الثانية. وهو ما يعنى وضعا خاصاً ومتميزا للعلاقات بين الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول الخليج العربى الثلاث بصفة خاصة،ومنطقة الخليج بصفة عامة، والمنطقة العربية والشرق أوسطية بصفة أكثر شمولا. وفى هذا الاطار كان لافتا بالقطع لكل المتابعين والمهتمين بالزيارة منذ بدايتها وحتى ختامها الحجم الكبير من الاتفاقيات الاقتصادية والاستثمارية التى تم الاتفاق عليها وابرامها فى كل دولة من الدول الثلاث بين رجال الاعمال والمستثمرين فى الجانبين. وكان لافتا كذلك ان هذه الاتفاقيات وتلك المشروعات شملت عددا كبيرا من مشروعات التعاون الاقتصادى والاستثمار فى العديد من المجالات التكنولوجية والصناعية المتقدمة والحديثة، والمتنوعة وفى مقدمتها الذكاء الاصطناعى والروبوت والسيارات الكهربائية والطائرات وغيرها. وطبقاً لما اعلنه الرئيس ترامب بنفسه بلغت مجمل الاتفاقيات حوالى اربعة «4» تريليونات دولار، وهو مبلغ ضخم بكل المقاييس. ورغم ضخامة الانجاز الاقتصادى والاستثمارى للجولة إلا ان الجانب السياسى كان حاضراً أيضا خلالها ، حيث أعلن «ترامب» عن رفع العقوبات الامريكية التى كانت مفروضة على سوريا فى خطوة مفاجئة،..، وليس هذا فقط بل التقى أيضاً بأحمد الشرع الرئيس السوري، وهو ما يعد تحولا كبيرا فى الموقف الأمريكى. وأيضا كان هناك ما يخص إيران خلال الجولة، حيث أكد «ترامب» ان المباحثات مع طهران تسير نحو التقدم وهو ما يعنى استبعاد الحل العسكرى الذى كانت إسرائيل تطالب به، وتسعى لدفع الولاياتالمتحدة للأخذ به وتعمل بكل السبل لقيام أمريكا بتوجيه ضربة عسكرية لإيران. ولكن ظلت القضية الفلسطينية والعدوان على غزة وحرب الابادة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى على ما هى عليه قبل وخلال وبعد زيارة ترامب....، وهو ما تحول الى سؤال معلق فى سماء المنطقة كلها،... حول ما إذا كان ترامب سيسعى للقيام بتحرك إيجابى لوقف العدوان وتوقيف اطلاق النار.. ام ان ذلك ليس من أولوياته؟!