أحسب ان هناك توافقا عاما بين المتابعين والمهتمين برصد التطورات والأحداث والوقائع الجارية على أرض الواقع، فى منطقتنا العربية والشرق أوسطية حاليا ومنذ فترة ليست بالوجيزة، على صعوبة التنبؤ بما يمكن ان تسفر عنه هذه الأحداث، وما يمكن أن تؤول أو تنتهى اليه تلك التطورات، فى ظل حالة السيولة وعدم اليقين السائدة حاليا. ولعلنا نتفق جميعا على أن القضية الفلسطينية تمر حاليا بمرحلة من أشد مراحلها خطورة وأكثرها دقة، فى ظل ما يتعرض له الشعب الفلسطينى من جرائم إبادة ممنهجة، وممارسات قتل وتدمير وحشية طوال الثمانية عشر شهرا الماضية وحتى الآن. والهدف من وراء التصعيد المستمر فى الجرائم الاسرائيلية بات واضحا ومكشوفا للعالم كله، وهو محاولة طمس وإبادة الشعب الفلسطيني، وإنهاء وجوده فى قطاع غزة والضفة، وتحويل الوطن والارض الفلسطينية إلى مكان غير قابل للحياة، ودفع أهله إلى مغادرته قسرا تحت تهديد القتل بالحرب والموت بالجوع. وفى ظل هذه الممارسات اللاإنسانية والعدوانية الاسرائيلية نستطيع القول بأننا إذا ما أردنا تعبيرا موجزا ودالا على كنه وطبيعة الأوضاع فى منطقتنا العربية والشرق اوسطية حاليا، فى ظل الزخم المتسارع للأحداث والوقائع، التى شهدتها وتشهدها المنطقة هذه الأيام، والمقصود بها التحركات المكثفة واللقاءات والاجتماعات المتعددة، التى عقدت على المستويين الاقليمى والدولي، والمتمثلة فى زيارات الرئيس الامريكى «ترامب» لمنطقة الخليج واجتماع القمة العربية فى بغداد، وما تمخض عنهما من نتائج وما تحمله هذه النتائج فى طياتها من معان ودلالات، لوجدنا ان التعبير الأكثر دلالة هو «صعوبة الوصول للسلام العادل فى المنطقة فى ظل العدوان الإسرائيلى المستمر.. والانحياز الامريكى المستمر لإسرائيل». وأعتقد انه لا مبالغة على الإطلاق فى ذلك، وأنه بات واضحا للعالم أجمع انه لا سلام ولا استقرار فى هذه المنطقة، دون حصول الشعب الفلسطينى على حقوقه المشروعة فى الاستقلال، وقيام الدولة الفلسطينية على الارض الفلسطينية المحتلة عام 1967 فى الضفة وغزة وعاصمتها القدس العربية. وهذا هو الطريق الوحيد للسلام العادل والدائم فى المنطقة، حتى لو استطاعت أمريكا دفع العديد من الدول العربية، لعقد اتفاقيات للتطبيع مع إسرائيل، تحت مسمى السلام الإبراهيمى.. أو غيره من السلامات الوهمية.