بقلم - محمود عيسي أولى الحقائق.. أن تلك الآيات البينات ليست وسيلة للتعبد أو اداء الصلاة فقط وإنما هى منهاج حياة متكامل. فالقرآن العظيم وضع أسسا لعلاقة الإنسان بربه سبحانه وتعالى «قل إنى أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين» وكذلك علاقته بأمته «وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»، «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا»، كما وضع القرآن الكريم قواعد لعلاقة الإنسان بأسرته الصغيرة، تلك العلاقة التى جعلها قائمة على المودة والرحمة بين الأزواج وعلى الإحسان والبر بين الأبناء والوالدين . حتى العلاقة مع غير المسلمين حدد القرآن الكريم طريق السير فيها «لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِى الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ». ثانية الحقائق المهمة أن القرآن العظيم ومن ثم الإسلام الحنيف خطاب للعقل البشرى الذى هو مناط التكليف فهو مليء بالإشارات الكونية ومليء أيضا بالأمر بالتفكير والتدبر والحث على البحث والعمل والاجتهاد والتطوير؛ لأن وظيفة الإنسان الأساسية إضافة إلى عبادة الله الواحد جل وعلا هى إعمار الكون الذى استخلفه الله فيه. وعليه فإن القراءة المتدبرة للقرآن الكريم، هى من أوجب الواجبات، لأن المسلم إذا ما تدبر القرآن وأخضع سلوكه وتصرفاته للأوامر والنواهى الإلهية الواردة فى كتاب الله تعالى، كان النموذج البشرى المرتجى فى العمل والمعاملة قبل العبادة. الحقيقة الثالثة هى أن أى هجمة يتعرض لها كتاب الله تعالى لن تستطيع مهما بلغت قوتها أن تنال منه، فالقرآن يحوى بين آياته وسائل حمايته وحفظه «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».