د. محمود مسلم : كلمة الرئيس السيسي عن "التطبيع" في قمة بغداد لسان حال المصريين جميعا

أكد د. محمود مسلم - رئيس لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشيوخ، أن رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال كلمته في أعمال القمة العربية رقم 34 في بغداد، كانت في غاية الأهمية، لافتا إلى أن أهم مقولة جاءت في قمة بغداد على لسان الرئيس السيسي اليوم، وحظيت بتأييد شعبي واسع بين المصريين بدا ظاهرا من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، هي: "حتى لو نجحت إسرائيل، فى إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل فى الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية".
ووصف مسلم، خلال استضافته عبر شاشة قناة الغد الفضائية، كلمة الرئيس السيسي خلال القمة بأنها موقف كل المصريين ولسان حالهم، خاصة مع حالة الغضب التي سرت في أعقاب القمة، تعقيبا على التمثيل الضعيف للعرب والكلمات التي لم تحمل موقفا واضحا مثلما حملت كلمة مصر موقفها الثابت والراسخ، مشيرا إلى أن كلمة الرئيس السيسي، تؤكد أن حل مشكلة الشرق الأوسط ليس في إقامة علاقات تطبيع مع الكيان الإسرائيلي، ولكن في إقامة سلام شامل وعادل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لأنه السبيل الوحيد لإرساء الاستقرار في الشرق الأوسط، وليس مجرد علاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
وأشار مسلم إلى عمق الدلالة التي حملتها كلمة الرئيس السيسي، إذ تكشف أن مصر تعى المخطط الذي تسير به إسرائيل، ليؤكد السيسي أنه رغم أن اسرائيل جادة في خطتها المستمرة لإقامة اتفاقيات التطبيع مع دول عربية أخرى في المنطقة، لكن هذا لن يضمن لها الاستقرار في المنطقة، لأن حدوث الاستقرار بحسبه أمر مرهون بالسلام الشامل والعادل، وهي المعادلة التي تعيها مصر جيدا.
واستبعد رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس الشيوخ، أن تكون إسرائيل تدرك هذه المعادلة من الأساس، مشيرا إلى أن الكيان الإسرائيلي يتبع في هذه الفترة سياسة غرور القوة، وغطرسة الدعم الأمريكي له، ولا يميل إلى السلام بل إنه يقاومه في كثير من الأحيان، ويميل إلى أفكار أخرى مثل مخططات التهجير، ولعل آخر المحاولات الأمريكية لتنفيذ هذه المخطط، كان الإعلان عن تهجير الفلسطينيين إلى ليبيا، التي تعاني في الوقت الحالي من مشاكل داخلية طاحنة، متسائلا: "هل يمكن أن يقبل الأخوة الفلسطينيين التهجير إلى ليبيا في وسط كل هذه المشكلات؟".
وأكد مسلم أن مخططات التهجير لاقت رفضا عربيا وفلسطينيا كبيرا، مستنكرا إصرار إسرائيل ومن خلفها أمريكا على التهجير باعتباره الحل لمشكلات الشرق الأوسط، رغم أن الفلسطينيون والعرب يؤكدون كل يوم أنه لا حل لمشكلة الشرق الأوسط سوى إرساء السلام الشامل والعادل وإقامة الدولة الفلسطينية.
وواصل رئيس لجنة الإعلام والثقافة بمجلس الشيوخ، قراءته التحليلية لرسائل القمة العربية رقم 34 في بغداد، حيث تطرق إلى العديد من الإشكاليات التي ظهرت خلال القمة، سواء على مستوى التمثيل أوالقرارات الصادرة عنها، قائلا: "رغم تأييد المصريين لكلمات الرئيس السيسي في القمة العربية، هناك حالة إحباط عربي عام من القمة العربية وقرارتها، بل أصبحت فكرة العروبة نفسها محل انتقاد من الشعوب العربية".
وفيما يخص الدعم المصري للقضية الفلسطينية، أكد مسلم، أن مصر من قديم الأزل أكثر دولة عربية تكبدت ثمنا غاليا لدعمها القضية الفلسطينية، ومن أرواح أبنائها في الحروب المختلفة، مشيرا إلى أن من يراجع مواقف مصر على مر التاريخ ومختلف الرؤساء يتأكد أن القضية الفلسطينية في وجدان الشعب المصري وليس في وجدان حكومته أو رئيسه فقط، وأن رئيسه يعبر دائما عن هذا الوجدان الشعبي اليقظ والشغوف دائما لحل القضية الفلسطينية، التي ولدت وترعرعت في وجدان الشعب المصري في كل المواقف، فرغم التطبيع الرسمي، فالنقابات المصرية تمنع السفر إلى إسرائيل حتى يومنا هذا، وكذلك الدراما المصرية تعتبر صوت الرفض الشعبي لوجود الكيان وهيمنته بالقوة على فلسطين.
كما تطرق مسلم، إلى دور الرئيس الراحل أنور السادات في دعم القضية الفلسطينية، وأنه وجد مكانا للقضية داخل اتفاقية السلام، ولكن الفلسطينيين رفضوا الجلوس على مائدة المفاوضات.، مذكرا بموقف مصر تجاه القضية عبر تاريخها وتحديدا منذ 7 أكتوبر 2023، والفاتورة التي سددتها مصر بمفردها إزاء هذه المواقف، من الدخل القومي الذي تأثر من خلال السياحة وعدم استقرار المنطقة، وتراجع إيرادات قناة السويس كثيرا بسبب اضطراب حركة الملاحة في البحر الأحمر مع استمرار هجمات الحوثيين، وكل هذا لم يمنع استمرار تدفق المعونات والمساعدات المصرية الإنسانية للأشقاء في غزة.
اقرأ أيضًا | لسيسي خلال قمة بغداد .. «دعمٌ عربي ورسائل أمل مشرقة»