وسط أوضاع عالمية عاصفة وظروف إقليمية ودولية ملتهبة، وأجواء مضطربة وواقع يسوده القلق وعدم الاستقرار وغيبة السلام، انعقدت بالأمس فى العاصمة العراقية بغداد القمة العربية الرابعة والثلاثون، تحت شعار حوار وتضامن وتنمية، بمشاركة وحضور العديد من القادة والزعماء العرب، وممثلين عن البعض الآخر ممن اضطرتهم ظروفهم لعدم الحضور. وفى ظل هذه الأوضاع وتلك الظروف المحيطة بالقمة، تتعاظم مسئولية القادة والزعماء العرب فى تلبية آمال ومطالب الشعوب، والارتقاء إلى مستوى طموحات المواطنين العرب، المتطلعين إلى موقف عربى موحد تجاه التحديات الخطيرة التى تواجه الأمة العربية حاليا. وإذا ما تأملنا فيما ترجوه وتأمله الشعوب العربية من القمة التى عقدت بالأمس فى دورتها الرابعة والثلاثين، لوجدنا فى الصدارة من هذه المطالب وتلك الآمال، السعى الجاد لموقف عربى واحد وقوى فى مواجهة الأخطار المهددة والمحيطة والمتربصة بالعالم العربى كله. وفى هذا الإطار نجد أن هناك العديد من القضايا والملفات التى كانت على مائدة البحث واتخاذ القرار فى القمة، تأتى فى مقدمتها القضية الفلسطينية التى هى القضية الأولى بالنسبة لكل العرب، ومحل الاجماع العربى الشامل على العمل الجاد لوقف شلال الدم النازف والدمار الجارى فى قطاع غزة، والسعى العاجل لوضع نهاية للجرائم الارهابية وحرب الابادة الاسرائيلية على الشعب الفلسطينى، وسط غياب كامل للضمير الانسانى والمجتمع الدولى كله، الذى فشل فى اتخاذ قرار نافذ بوقف اطلاق النار وتوقف حرب الإبادة الإسرائيلية الممنهجة ضد الشعب الفلسطينى. وانطلاقا من ذلك أكدت القمة على ضرورة السعى العربى الشامل لكل الزعماء والدول العربية، على اتخاذ خطوات ايجابية لتحقيق السلام الشامل والعادل والدائم فى المنطقة، وذلك على اساس اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الاراضى الفلسطينية المحتلة فى الضفة وغزة، طبقا لحدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس العربية. كما شهدت القمة الاتفاق بين القادة والزعماء العرب على تقديم الدعم الشامل للتعاون المشترك، على المستوى الاقتصادى والتنمية الاقتصادية والاجتماعية المشتركة بين كل الدول العربية لصالح الشعوب فى كل الدول العربية،..، وهو ما يفتح الباب امام الأمل فى الوصول إلى تكامل اقتصادى عربى مشترك، وموقف عربى موحد تجاه التحديات والمخاطر التي تواجه الأمة العربية حاليا على المستويين السياسى والاقتصادى،..، فهل يتحقق ذلك؟!