لاشك أن فوز وتتويج أى بطل مصري ببطولة قارية أو عالمية أو أولمبية يسعد المصريين ولكن المؤكد أن الفرحة تكون أكبر ومختلفة عند تحقيق أى منتخب كروي لانتصار أو لقب لما للساحرة المستديرة من شعبية ومكانة فى قلوب عشاقها وهم الغالبية والأكثرية فى دول العالم وتزاد الفرحة وتعزف الأناشيد فى المدرجات إذا كان مرتبطاً بالقطبين الأهلى والزمالك ملوك الكرة فى القارة السمراء. زمان كان عندنا أجيال كبيرة جداً فى قطاع الناشئين لكرة القدم وتقدم مستويات راقية واداء رائع فى المباريات بمختلف البطولات لذلك كان التفاؤل.. مستقبل مشرق للكرة المصرية فى تزايد وحدث ذلك فى بطولات عديدة عندما لعب هؤلاء الصاعدون بعد اكتسابهم الخبرات فى المنتخب الأول مثلما حدث فى كأس الأمم الأفريقية عام 86 بوجود الأساطير مصطفى عبده وطاهر أبوزيد والخطيب وربيع ياسين وثابت البطل وأحمد رمزى وعلاء ميهوب وحمادة صدقى وعلى شحاتة وأشرف قاسم وجمال عبدالحميد ومجدى عبدالغنى وطارق يحيى وغيرهم من النجوم الذين تفوقوا على أسود الكاميرون المنتخب القوى وسط مؤازرة 95 ألف مشجع باستاد القاهرة الدولى. وعندما توج «المعلم» حسن شحاتة بثلاثة ألقاب لكأس الأمم الأفريقية متتالية فى القاهرةوغانا وأنجولا كان أيضاً منتخبنا يضم أسماء رنانة أمثال عمرو زكى ومدحت وميدو ومتعب وزيدان وعبدربه ومحمد شوقى ووائل جمعة وإبراهيم سعيد وأبوتريكة وأحمد حسن وسيد معوض ومحمد عبدالشافى والراحل محمد عبدالوهاب ومحمد بركات وأحمد عيد عبدالملك وجدو ومن خلفهم السد العالى عصام الحضري ورغم قوة المنتخبات الإفريقية أمثال كوت ديفوار والجزائر والمغرب وغانا إلا أننا كنا نفوز بالأربعة بفضل الترابط والتلاحم القوى بين اللاعبين والعدالة من الجهاز الفنى مع الجميع. الآن لم يعد هناك منتخبات قوية وأخرى ضعيفة، جميع المنتخبات أصبحت قوية والجميع يلعب كرة حديثة هجومية ولا يهاب التاريخ والبطولات ويبحث دائماً عن الفوز لذلك كانت المفاجآت بالجملة بفضل انطلاق أجيال من اللاعبين الصغار إلى أوروبا وعادوا لمنتخبات بلادهم بمختلف المراحل السنية قبل اللعب مع الكبار بثقافة الاحتراف الحقيقى الذى ثقلهم بالخبرات والمهارات والعلم. المؤكد أن عدم اهتمام الأندية بتأسيس اللاعبين منذ الصغر وصقلهم بالمهارات والخبرات على أيدى مدربين مميزين لعب دوراً كبيراً فى ترهل القماشة الموجودة فى منتخباتنا الوطنية باستثناء الأهلى الذى يجيد الاهتمام ولديه لاعبين سابقين دوليين يعملون فى هذا القطاع ولكن الوضع قد يختلف فى الزمالك الآن نتيجة للأزمة المالية خاصة إذا ما كان الاختيار يتم وفقاً لقوة المدربين انتخابياً وعلاقته بمن يجلس على الكرسى وأتصور أن أفضل فترات الزمالك فى قطاع الناشئين واكتشاف المواهب وتقديم نجوم للفريق الأول والمنتخبات الوطنية كانت فى وجود محمود سعد ومن قبله على شرف. الفترة الأخيرة شاهدنا منتخب مصر للشباب الذى تأهل لكأس العالم بشيلى يهزم غانا بركلات الجزاء فى ربع نهائى كأس الأمم الإفريقية التى تستضيفها أرض الكنانة ورغم قوة المنافس إلا أن الفراعنة استطاعوا الفوز وأسعدوا الجماهير المصرية ولكن هذا لا يجب أن يُنسينا أننا تأهلنا بصعوبة وخسرنا من سيراليون بالأربعة فى دور المجموعات وبالتالى فإن الحذر مطلوب ولابد من التنقيب والبحث فى أسباب ضعف القماشة الموجودة لدرجة أننى أتحدى أن يعرف أحد من عشاق الساحرة المستديرة اسماء جميع اللاعبين مع تقديرى للمدير الفنى أسامة نبيه الذى أعلم جيداً أنه دارس وصقل نفسه بالدورات والأهم أنه استفاد كثيراً من عمله مع الأرجنتينى كوبر فى منتخب مصر ومن قبله مع فييرا وحسن شحاتة فى الزمالك. تأهل منتخب مصر الأول بقيادة حسام حسن لأمم إفريقيا القادمة بالمغرب واقترابه من تحقيق حلم الصعود للمونديال يجب ألا يكون هو الفرحة المؤقتة الأهم ماذا سنفعل بعد التأهل ونحن نواجه كبار القارة السمراء وأباطرة العالم.، لا يجب أن يكون الهدف هو التمثيل المشرف ويجب أن يكون هناك سيستم تسير به الكرة المصرية يطبق على الناشئين ويتواصل مع بقية المراحل السنية حتى نصل لنتيجة قوية مثلما فعلت المغرب التى تنافس على جميع البطولات بفضل المشروع القومى الذى نجحت فى تنفيذه وتجنى الآن ثماره. لابد أن يكون هناك أجندة لمستقبل الكرة المصرية حتى لا نشارك فى البطولات الكبرى ونكون «حصالة» خاصة إن من المخاوف على منتخبنا الأول- من وجهة نظرى- الدفاع الذى سيعاني بإصابة محمد عبدالمنعم ومن قبله استبعاد حجازى وعدم استعادة الونش لمستواه بعد عودته من الصليبي ورغم امتلاكنا قوة هجومية قوية بوجود محمد صلاح وعمر مرموش وتريزيجيه وزيزو، فمن المؤكد أن المنافسين يمتلكون أيضاً مهاجمين أسرع وبالتالى سيكون الخطر على دفاعنا أكبر. من الآخر المطلوب منظومة إصلاح من سن مبكرة لناشئى الكرة المصرية ونحتاج خطة لتعديل الأوضاع والجميع يعمل بنظام واحد وبهدف واحدة مصلحة الكرة المصرية لا غير.