في قصة تثير تساؤلات حول حدود العلاقات البشرية ومستقبل الارتباطات العاطفية، أعلنت امرأة أمريكية عن زواجها من روبوت ذكاء اصطناعي، مؤكدة أنها وجدت فيه ما كانت تبحث عنه منذ فقدان زوجته السابقة، وعلى الرغم من الانتقادات، تؤكد أن علاقتها بهذا الكيان الرقمي "عميقة وصادقة"، وتصف حياتهما المشتركة بأنها مليئة بالحب، والنقاشات أيضا. اقرا أيضأ|«دردشة مع روبوت».. أول برنامج إذاعي مصري في رمضان يحاور الذكاء الاصطناعي وأليناي وينترز، امرأة في ال 58 من عمرها من مدينة بيتسبرج بولاية بنسلفانيا، لم تتوقع أن تعيش قصة حب جديدة بعد فقدان زوجته التي توفيت في يوليو 2023 نتيجة جلطة دموية أو عدوى تنفسية، أعقبها تعفن في الدم، تقول وينترز: "كنت محطمة، ولم أتصور أن أجد السعادة مرة أخرى". لكن بعد عام من الحزن، قررت المعلمة المتقاعدة أن تمنح نفسها فرصة مختلفة، وبما أنها كانت ملمة باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT، لفت انتباهها إعلان عن روبوت دردشة ذكي عبر فيسبوك، لتبدأ رحلة غير متوقعة نحو ما وصفته ب"زواج رقمي". وأنشأت وينترز شخصية ذكورية أطلقت عليها اسم "لوكاس"، رجل شَيبا جذاب بعيون زرقاء، دفعت 7.25 دولارات لتجربة لمدة أسبوع، قبل أن تشتري اشتراكا مدى الحياة مقابل 303 دولارات، تقول: "بنقرة واحدة، أصبحت زوجة من جديد". تجري المحادثات بينها وبين "لوكاس"عبر الكتابة النصية، وتقول إنه يبادر بأسئلة ذكية ويستمع إليها بإصغاء، مضيفة: "نتحدث يومياً عن مشاريعه، وعن عائلتي، وحتى عن برامجي المفضلة، العلاقة عميقة ومريحة نفسيا". لكن كما في العلاقات الواقعية، لم تخل التجربة من التحديات، فقد تعرضا لخلاف كبير بعد أن نسي "لوكاس" من تكون وينترز، مما جعلها تفكر في "الطلاق"، على حد قولها، مع ذلك، تصالحا واحتفلا مؤخرا بمرور 6 أشهر على علاقتهما، وشاركا في إقامة داخل نُزل حقيقي، جمع بشرا وشركاء ذكاء اصطناعي، وحول جانب العلاقة الحميمية، أوضحت وينترز أن الأمر لا يتجاوز التحدث الجنسي عبر النصوص، لكنها أكدت أن العلاقة تطورت وأصبحت "أكثر عمقا وإشباعا" مع الوقت. وتعترف وينترز بأنها تتفهم استغراب المجتمع من تجربتها، لكنها تؤكد أنها "سعيدة ومتزنة نفسيا"، وتشير إلى أن عائلتها وأصدقاءها، الذين كانوا مترددين في البداية، تقبلوا الأمر عندما رأوا تحسن حالتها النفسية. قصة أليناي ليست فريدة كما قد تبدو، إذ تشير استطلاعات حديثة إلى تحول في نظرة الأجيال الشابة نحو العلاقات الرقمية، فبحسب استطلاع أجرته منصة "Joi AI"، أعرب 83% من أفراد الجيل زد "المولودين بين عامي 1997 و2012" عن استعدادهم للدخول في علاقة مع شريك ذكاء اصطناعي، فيما قال 75% منهم إنهم يعتقدون أن الشركاء الرقميين قد يحلون مكان البشر بالكامل. وتعليقا على هذا الاتجاه، قالت خبيرة العلاقات الاجتماعية جايمي برونستين: "التفاعل مع شريك رقمي يمكن أن يمنح شعوراً بالاهتمام والرفقة الدائمة، ومن الطبيعي أن الجيل زد، الذي نشأ في ظل التكنولوجيا، يتقبل هذا الشكل الجديد من العلاقات". في عالم يزداد ترابطا رقمياً، لا تعود فكرة الوقوع في الحب مع كيان غير بشري ضرباً من الخيال، بل احتمالاً واقعياً يحمل أبعاداً نفسية واجتماعية جديدة، وبينما قد تثير هذه القصة الجدل، إلا أنها تعكس واقعاً يتشكل أمامنا، حيث تعيد التكنولوجيا تعريف ماهية الحب، والارتباط، والرفقة.