رغم حالة شبه الإجماع السائدة لدى كل المهتمين والمتابعين للتطورات السياسية على الساحتين الدولية والاقليمية، بعدم اليقين وصعوبة التوقع المسبق، لما يمكن ان يصدر عن الرئيس الامريكى دونالد ترامب من أفعال أو ردود أفعال بخصوص أمر ما أو قضية ما. إلا اننا نستطيع القول بوجود توافق عام لدى كل هؤلاء على اختلاف وتعدد جنسياتهم وتوجهاتهم، على الأهمية الخاصة للجولة الخليجية التى يقوم بها الرئيس الامريكى حاليا، والتى بدأها أمس بزيارته للمملكة العربية السعودية ثم يتلوها بزيارة لكل من قطر والامارات العربية المتحدة. وفى ذلك تتوافق الاجتهادات والرؤى لدى الجميع على وجود اهتمام امريكى بالغ بالنتائج الاقتصادية والاستثمارية المتوقعة لهذه الجولة بزياراتها الثلاث للسعودية وقطر والامارات،..، وذلك فى ظل الاعلان المسبق والمتكرر للرئيس ترامب عن توقعاته لما سيحرزه من مكاسب اقتصادية واستثمارية خلال الجولة الثلاثية. كما تأكد ذلك من التصريحات العلنية التى اكدتها المحطات أو الدول الثلاث التى ستشملها الجولة فى السعودية وقطر والامارات، والتى تم الاعلان فيها عن المشروعات الاقتصادية والاستثمارية المتعددة والمتنوعة، التى سيتم اقرارها واعلانها خلال الزيارة وخلال المحادثات. وعلى الجانب الآخر وهو الجانب السياسى الذى سيتم بحثه وتناوله بين الرئيس ترامب والوفد الامريكى المرافق له وبين المسئولين فى السعودية وقطر والامارات، هناك العديد من القضايا تأتى على رأسها بالقطع الاوضاع فى المنطقة العربية والخليجية،..، وتتصدرها القضية الفلسطينية والجهود المبذولة لوقف الحرب الدامية وجرائم الابادة الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة. كما تأتى ايضا قضية ايران فى ظل المباحثات الامريكى الايرانية حول الموضوع النووى ومسألة تخصيب اليورانيوم، كما تأتى ايضا قضية امن البحر الأحمر وضمان امن وسلامة الملاحة فى الممرات الدولية. ويبقى السؤال.. هل يستطيع ترامب اتخاذ خطوة ايجابية لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.. أم ان الزيارة والجولة سيتم التركيز خلالها على الجوانب الاقتصادية والاستثمارية فقط؟!