فى أول جولة خارجية له منذ عودته للبيت الأبيض يبدأ الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بزيارة إلى منطقة الخليج تشمل السعودية وقطروالإمارات فى الفترة من 13 إلى 16 من الشهر الحالى. وتحمل هذه الجولة أبعادًا استراتيجية، حيث يسعى ترامب استخدام حلفائه بالمنطقة للتوسط فى هذه الصراعات، حيث تعمل قطر بشكل جيد مع حماس كما تتدخل الإمارات وعمان فيما يتعلق بالمفاوضات مع ايران، وتتدخل السعودية فى محاولة انهاء الصراع الروسى الأوكرانى ويتوقع البعض ان تدعو الرياض الرئيس السورى لمقابلة ترامب. اقرأ أيضًا | صحيفة عبرية: ترامب قد يعترف بدولة فلسطين خلال قمة السعودية المقبلة ويرى المحللون أن هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدة ودول الخليج، خاصة فى ظل التحديات الإقليمية مثل التوترات مع إيران بشأن برنامجها النووى والحرب فى أوكرانيا والصراع فى غزة، كما يُتوقع أن تُناقش الزيارة قضايا الدفاع والتعاون الأمنى، بما فى ذلك صفقات الأسلحة المحتملة. ومن المتوقع أن تُسفر الزيارة عن توقيع اتفاقيات فى مجالات الدفاع، والطاقة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى تعزيز التعاون الاقتصادى بين الولاياتالمتحدة ودول الخليج ويسعى ترامب إلى تعزيز الاستثمارات الخليجية فى الاقتصاد الأمريكى، حيث تشير تقارير إلى إمكانية الإعلان عن صفقات استثمارية كبرى، كما يتوقع أن تناقش الزيارة فرص التعاون فى مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى والطاقة. وترتكز أولويات ترامب خلال زيارته المرتقبة إلى السعودية وقطروالإمارات، على محورين أساسيين، الأول محاولة عزل إيران، ودفعها للعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووى، والثانى العمل على وقف إطلاق نار مستدام فى غزة. كما يسعى ترامب، إلى استعادة مسار اتفاقيات أبراهام التى كان قد أطلقها فى نهاية ولايته الأولى عبر تعزيز التطبيع مع دول عربية جديدة تحت شعار إنهاء الحروب المزمنة وتحقيق الاستقرار الإقليمى. ويختلف بعض المحللين مع هذا الطرح مؤكدين أن أولويات الرئيس الأمريكى لا علاقة لها بوقف الحروب وإطفاء النيران بالمنطقة أو حماية المدنيين، بل تنحصر فى ملفات اقتصادية واستثمارية، فضلًا عن السعى لترسيخ ميراث سياسى خاص به فى المنطقة. ويرى البعض أن ترامب قد يضغط خلال وجوده بالمنطقة على الدول التى سيزورها لإقناع حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بقبول صفقة وقف إطلاق النار قبل انتهاء زيارته بهدف انتزاع إنجاز سياسى يعرضه أمام الرأى العام الأمريكى، فى حين يواصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو التصعيد لتحقيق أهدافه العسكرية على الأرض. وتحوى الزيارة جدولا مضغوطا لزيارة ثلاث دول فى ثلاثة أيام وسوف تنطلق الزيارة من الرياض، حيث سيعقد الرئيس ترامب قمة مع قادة دول مجلس التعاون الخليجى يوم الأربعاء القادم، ومن المتوقع أن يشارك فى هذه القمة قادة السعودية والإماراتوقطر والبحرين والكويت وعمان، بدعوة من ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان. وتشمل أجندة القمة ملفات الدفاع، والذكاء الاصطناعى، والاستثمارات، بالإضافة إلى مناقشة قضايا إقليمية مثل البرنامج النووى الإيرانى والتوترات فى البحر الأحمر. ويصل الرئيس ترامب إلى مطار الملك خالد الدولى مساء الثلاثاء، وسط استقبال رسمى من قبل ولى العهد الأمير محمد بن سلمان، ويعقب الاستقبال عشاء رسمى فى قصر اليمامة بحضور قادة كبار وشخصيات اقتصادية. وتبدأ صباح الأربعاء القمة الخليجية بمشاركة قادة دول مجلس التعاون الخليجى، ويتم خلالها مناقشة الأمن الإقليمى وملف إيران، والدفاع المشترك، والطاقة والذكاء الاصطناعى، وذلك بحضور مسئولين عسكريين أمريكيين كبار. وتشمل أجندة القمة ملفات الدفاع، والذكاء الاصطناعى، والاستثمارات، بالإضافة إلى مناقشة قضايا إقليمية مثل البرنامج النووى الإيرانى والتوترات فى البحر الأحمر. وأعلنت الإدارة الأمريكية عن موافقتها المبدئية على صفقة أسلحة بقيمة 3.5 مليار دولار مع السعودية، تشمل 1000 صاروخ فى خطوة من المتوقع أن يتم الإعلان عنها رسميًا خلال الزيارة. وخلال مساء نفس اليوم سيم عقد لقاء ثنائى مغلق بين الرئيس ترامب وولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان، كما سيتم توقيع مذكرات تفاهم فى مجالات الدفاع والتكنولوجيا، يليها مأدبة رسمية على شرف الوفد الأمريكى. وبعد القمة يتوجه ترامب إلى الدوحة للقاء أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى يوم الخميس القادم، وتتزامن الزيارة مع الإعلان عن أول مشروع عقارى يحمل اسم ترامب فى قطر، وهو ملعب جولف وفيلات فاخرة ضمن مشروع «سمايسمة» الساحلى، بالتعاون مع شركتى «قطرى ديار» و«دار جلوبال». ويعقد الرئيس ترامب لقاء مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى فى الديوان الأميرى، لبحث التعاون العسكرى وتوسيع قاعدة «العديد» الأمريكية. وبعد ظهر نفس اليوم سيتم عقد مؤتمر صحفى مشترك يتم خلاله الإعلان عن مشروع ترامب العقارى فى قطر والذى يحوى ملعب جولف وفيلات، وفى المساء سيتم إقامة عشاء رسمى وحفل استقبال ذى طابع اقتصادى بمشاركة مستثمرين قطريين وأمريكيين. وينتقل الوفد الأمريكى يوم الجمعة إلى الإمارات العربية المتحدة حيث سيتم عقد اجتماع مغلق بين الرئيس ترامب ورئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد، يليه زيارة موقع ترامب تاور دبى، وهو ناطحة سحاب تضم أعلى مسبح خارجى فى العالم، مما يعكس توسع العلامة التجارية لترامب فى المنطقة. ثم فعالية ترويجية للإعلان عن شراكات تطوير عقارى جديدة، وفى المساء سيتم إقامة حفل عشاء ختامى وحفل ثقافى، وسيغادر ترامب إلى واشنطن مساء الجمعة القادم. وسوف يتم خلال الزيارة توقيع اتفاقيات فى مجالات الذكاء الاصطناعى، والطاقة المتجددة والدفاع السيبرانى. وتمتزج السياسة بالاقتصاد فى فعاليات هذه الزيارة، فبجانب الأبعاد السياسية التى تحملها الزيارة، حيث يسعى ترامب إلى تعزيز العلاقات مع حلفاء واشنطن فى الخليج، خاصة فى ظل التوترات الإقليمية، إلا ان الزيارة لا تخلو من صفقات اقتصادية، فى مجالات الدفاع والطاقة والتكنولوجيا يتم الإعداد لها، وتلوح بعض تفاصيلها فى الأفق يوم بعد يوم مع اقتراب موعد الزيارة.