جدد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون خلال لقائه بالمستشار الألمانى الجديد فريدريش ميرتس الدعوة إلى إنشاء درع نووى أوروبى عبر المظلة النووية الفرنسية، فى ظل النقاشات حول تعزيز أمن أوروبا، خاصة مع تقلبات السياسة الأمريكية فى ظل رئاسة الرئيس دونالد ترامب وتصاعد التهديدات من روسيا. ورغم ترحيب بعض الدول الأوروبية بمناقشة الفكرة، أبدى المستشار الألمانى الجديد تحفظه عليها. ماكرون، الذى كثيرًا ما دافع عن «الاستقلالية الاستراتيجية» لأوروبا، يرى فى التوسع النووى الفرنسى أداة لحماية القارة من مخاطر محتملة فى حال غابت الضمانات الأمريكية. اقرأ أيضًا | الاتحاد الأوروبي: قد نتقدم بشكوى أمام «التجارة العالمية» ضد الرسوم الأمريكية وقال إن فرنسا مستعدة لمد مظلتها النووية لحماية حلفائها الأوروبيين، لكنها فى الوقت نفسه أكدت أن قرار استخدام هذا السلاح يظل حصريًا فى يد القيادة الفرنسية. أما المستشار الألمانى فريدريش ميرتس، فقد أبدى انفتاحه على الحوار فى أول زيارة له إلى باريس، لكنه أكد بوضوح أن ألمانيا لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، كما أكد على عدم رغبته فى المساس بالمظلة النووية الأمريكية الموجودة فى أوروبا عبر حلف الناتو، والتى وصفها بأنها لا تزال لا غنى عنها لأمن ألمانيا.. ورغم الاختلافات، اتفق ماكرون وميرتس على تعزيز التعاون الأمنى عبر إنشاء مجلس أمنى مشترك. كما أكدا التزامهما المشترك بدعم أوكرانيا وتعميق التعاون الدفاعى داخل الاتحاد الأوروبى. وتعتبر فرنسا الدولة النووية الوحيدة فى الاتحاد الأوروبى بعد خروج بريطانيا من التكتل، وتمتلك نحو 290 رأسًا نوويًا، وتُعدّ حاليًا الطرف الأوروبى الوحيد القادر على تقديم هذا النوع من الحماية.. وكانت روسيا قد انتقدت بشدة مبادرة ماكرون فى مارس الماضى واصفة إياها بأنها «تصعيد خطير»، محذّرة من أن إدخال أوروبا تحت مظلة نووية فرنسية سيزيد التوترات ويقوّض الأمن الإقليمى.