تحية لمن يصنعون بسواعدهم عز الوطن ورفعته، هم أخلص أبناء هذا الوطن، على أكتافهم تنهض الأمة وبسواعدهم تتحقق أمانى الوطن، فلا شىء يعادل العمل الجاد المخطط المنتج ولا شىء يعادل الاعتماد على النفس، وقد أثبتت لنا التجارب أن المنتج الأجنبى لا يأتى خالصا بل يأتى معه نفوذ صاحبه ورغبته العارمة فى التدخل فى القرار الاقتصادى. أما بهجة هذا العام أن عيد العمال يأتى مع افتتاح مصنع جديد للحديد والصلب بالسويس على أحدث تكنولوجيا صناعة الحديد فى العالم، وهو مصنع سوف يسد احتياجا أساسيا لصناعة البناء وصناعة الآلات فى مصر، وسيرفع عنا احتكار القطاع الخاص الذى ما أن ينفرد بالساحة حتى يرفع أسعار طن الحديد إلى أرقام قياسية، فارتفعت معه أسعار المساكن ولم يعد الحصول على مسكن ميسوراً، وذلك يؤكد أن حضور الدولة فى مسألة زيادة الإنتاج الصناعى هو أمر أساسى لأن الدولة فى كل الأحوال تضع نصب أعينها مصلحة الوطن والمواطن، أما القطاع الخاص فإنه يسعى إلى الربح غير مهتم بالأبعاد الاجتماعية التى من الممكن أن تترتب على المغالاة فى أسعار السلعة، وفى سلعة استراتيجية مثل الحديد التى تتأسس عليها العديد من الصناعات يصبح الأمر أشد تعقيدا وهذا ما أدركته الدولة فساهمت فى إنشاء مصنع للحديد والصلب لكى تضع حدا لانفلات أسعار الحديد، وكى تضع سقفاً لشهوة القطاع الخاص نحو تحقيق الربح، وكى تبدأ عهداً جديداً من الإنتاج الذى يعتمد على سواعد العمال وتحرسه سلطة الدولة. إننا نهنئ العمال فى عيدهم الذى احتفلنا به منذ أيام احتفالاً مختلفاً بافتتاح هذا الصرح الصناعى العملاق بمدينة السويس. ونهنئ أنفسنا بهذا الإنجاز الصناعى الضخم الذى أضفى على عيد العمال فرحاً وبهجة لأنه سوف يوفر المزيد من الفرص للسواعد العاملة ليس فقط فى صناعات الحديد والصلب، وإنما أيضا فى مختلف الصناعات وما يلحق بها من صناعات تكميلية وسيطة، كل ذلك يبشر بانفراجة فى توفير السكن المناسب للمواطن، كما يضع حداً للارتفاعات المتتالية غير المبررة فى أسعار الحديد الخام ويفتح أبواب التصدير وتوفير العملات الصعبة للاقتصاد المصرى. ننتظر أن يعقب هذا الإنجاز إنجازات أخرى تؤكد فيها الدولة دورها الأساسى كمنتج رشيد يراعى إمكانيات المواطن ولايغالى فى الأسعار.