شهدت مدينة بورتسودان، شرق السودان، ليلة دامية جراء سلسلة من الهجمات بالطائرات المسيّرة، بدأت منذ الساعة السابعة مساءً واستمرت حتى ساعات الفجر الأولى، في تصعيد غير مسبوق منذ بدء هذه الضربات الجوية يوم الأحد الماضي. وتعد هذه الهجمات جزءًا من موجة تصعيد خطير في النزاع العسكري داخل البلاد، حيث سجلت الليلة الماضية كثافة في الطلعات الجوية في الساعة العاشرة مساءً، الثانية صباحًا، والخامسة فجرًا. قناة القاهرة الإخبارية توثق لحظات القصف وتفاصيل التصدي وأفاد محمد إبراهيم، مراسل قناة "القاهرة الإخبارية" من بورتسودان، أن الجيش السوداني نجح في التصدي لمعظم هذه المسيّرات باستخدام المضادات الأرضية، مشيرًا إلى أن إحدى الطائرات استهدفت الكلية الجوية شمال المدينة، ما تسبب في حالة من الذعر بين المدنيين، لاسيما أن الضربات تُعد استمرارًا للهجمات التي دخلت يومها الخامس. استهدافات متعددة لمرافق حيوية: المطار، الميناء، ومستودعات الوقود وأوضح إبراهيم أن مطار بورتسودان والميناء الجنوبي كانا أيضًا ضمن أهداف الطائرات المسيّرة، حيث سُجّل اندلاع حرائق هائلة لا تزال أعمدة الدخان تتصاعد منها، خاصة في مناطق تخزين المشتقات البترولية، ما يشير إلى نية واضحة في ضرب البنية التحتية الحيوية للمدينة. هجمات على مدن أخرى: كسلا، الدويم، ومروي وفي تطور موازٍ، تعرضت مدينة كسلا لمحاولة هجوم جوي من قِبل قوات الدعم السريع، إلا أن الدفاعات الجوية السودانية تصدت لها بنجاح. كما شهدت مدينة الدويم بولاية النيل الأبيض استهدافًا مباشرًا بمحطة وقود، ما أسفر عن خسائر مادية جسيمة وحرائق لا تزال مشتعلة. ووفقًا لمقاطع الفيديو الميدانية، فإن مدينة مروي في شمال السودان كانت ضمن المواقع المستهدفة، ما جعل أمس يُوصف ب"اليوم الأصعب" في سلسلة الهجمات الجوية. استمرار التوتر في ظل غياب الحلول السياسية اقرأ أيضا «سويدان»: التحول الرقمى يحوز على ثقة المتعاملين ويغير الثقافة الورقية وتأتي هذه التطورات في وقت يزداد فيه القلق الإقليمي والدولي بشأن تصاعد وتيرة النزاع المسلح في السودان، وسط غياب واضح لأي حلول سياسية فعالة. ويرى مراقبون أن استمرار هذه الهجمات يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية في شرق وشمال السودان، ويُعرّض المدنيين لمزيد من المخاطر.