قبل نحو 66 عامًا، أعلنت طبيبة رومانية تُدعى أنّا أصلان توصلها إلى دواء أطلقت عليه اسم «ه - 3» له قدرة على هزيمة الشيخوخة وإعادة الشباب، وملثما أحدث ذلك الخبر ضجة في العالم كله، تسبب في حالة جدل واسع في الأوساط الطبية والدينية بمصر، استعرضته «آخرساعة» في تقرير عام 1959، نعيد نشره بتصرف محدود في السطور التالية: ■ أنا أصلان في نفس اللحظة التي تواصل فيها العالمة الرومانية «أنّا أصلان» أبحاثها في معهدها الخاص ببوخارست على دواء (ه 3) الذى يعيد الشباب، يتكلم العالم كله عن الأسطورة الطبية الجديدة وتناقشها الدوائر الطبية في كل مكان، وهذا تقرير سريع عن آخر تطورات الدواء العجيب! أعلن المفتى الشيخ حسن مأمون أن دواء إعادة الشباب «حلال»، وقال إنه لا مانع من استعمال الدواء الجديد (ه 3) بعد التأكد من نجاحه علميًا. سألته «آخرساعة»: هل توافق على استعمال الدواء الجديد شخصيًا كتجربة لإعادة الشباب؟ فقال المفتي: أنا فى الوقت الحاضر لست بحاجة إليه، لكن لو نصحنى طبيبى الخاص بأخذه فلن أتردد فى ذلك، وأنا حينما آخذ هذا الدواء لن يكون هدفى تحويل شعرى الأبيض إلى شعر أسود فقط لأن الشعر الأبيض لا يعيب صاحبه، لكن سيكون هدفى مواصلة رسالتى الكبيرة الملقاة على عاتقي. هذا هو رأي المفتى في دواء إعادة الشباب الذى أثارت به الدكتورة أنّا أصلان ضجة فى جميع أنحاء العالم.. وقامت «آخرساعة» بتحقيق صحفى فى الدوائر الطبية بالقاهرة حول الدواء العجيب الذى يحوِّل الشيخوخة إلى شباب والشعر الأبيض إلى أسود والخريف إلى ربيع. ◄ اقرأ أيضًا | بينها المنكمش والعابس.. تعرف على أنواع شيخوخة الوجه التقينا فى البداية الدكتور محمد الحسيني الإبياري (المدرس بكلية طب قصر العيني) الذي قال: إن أهم شيء فى تركيب هذا الدواء هو مادة «البروكايين»، ومن خصائصها أنها تساعد على عدم تصلب الشرايين وباقى أعضاء الجسم، فمن المعروف أن امتداد عمر الإنسان يؤدى لتراكم مادة الكولسترول على الغشاء المبطن لهذه الشرايين ما يؤدى لإحداث حالة فى الشرايين يطلق عليها الأطباء atherona، حيث تضيق الشرايين وتقل كمية الدم التي تغذى الأعضاء، كما تقل نسبة الأكسجين الذى يغذى المخ، ومن هنا كان اهتمام «أنّا أصلان» بالغشاء الخارجى المبطن للمخ، لأن تأثر المخ يؤدي لوضوح مظاهر الشيخوخة التى تتركز في ضعف الذاكرة وقلة الإدراك وعدم مرونة التصرفات. وسألناه: إذا كنت تملك خمس جرعات فقط من الدواء (ه 3) فى عيادتك، فمن تختار من شيوخنا لإعادة شبابهم بها؟ قال الدكتور الإبياري: الدكتور عبدالله الكاتب، وطه حسين، والعقاد، وأبى وأمي. ■ الشيخ حسن مأمون أما الدكتور صديق عبدالحليم، مدرس علم الأمراض بكلية طب قصر العيني، فقال: إن هذا الدواء لا يزال مجرد «كلام جرايد»، فلم يصلنى أو يصل أى هيئة فى مصر أى تقرير علمى حتى الآن، وأنا مررت بتجربة عملية تثبت عدم جدوى هذا الدواء، فقد اتصل بى منذ سنة الملحق الثقافى لسفارة يوغوسلافيا، وقال لى إنه اتصل ب«أنّا أصلان» وزارها فى مستشفاها الكبير برومانيا، وشاهد النتائج الباهرة التى وصلت إليها على أمراض الشيخوخة، وبعث لى بالدواء (ه 3) مشفوعًا بتقرير من أنّا أصلان عن طريقة الاستعمال، وهى إعطاء حقنة كل 24 ساعة لمدة شهرين، وأوصانى أن أعطيها لوالده الشيخ الذى يبلغ الستين من عمره، واتبعت الطريقة فى علاج الوالد، ولكن لم تأت بنتيجة مجدية على الإطلاق. أما الخمسة «الشيوخ» الذين أحب أن أعطيهم خمس جرعات من (ه 3) إذا لم يكن عندى غيرها فهم الدكتور نجيب محفوظ (رائد أمراض النساء) وشيخ الأزهر والبطريرك، و(رجل الاقتصاد) عبدالجليل العمري. أما الدكتور محمد طلعت أستاذ الفسيولوجى بجامعة القاهرة، فقال إن محاولة الدكتورة أنا أصلان ما هى إلا إحدى المحاولات العديدة التى يقوم بها العلماء السوفييت والأمريكان، بل إن هذه المحاولات توجد فى بلادنا أيضًا.. الهدف من هذه المحاولات وقف عقارب الشيخوخة، والمهم أن نصل إلى الدواء الحاسم، فهل (ه 3) دواء حاسم؟ لا أستطيع أن أجزم به، حيث إنه لم يصل تقرير علمى عن هذا الدواء إلى أى محفل علمى هنا.. وهذا ما يشكك فى قيمته.. أما الذين يقع عليهم اختيارى فهم طه حسين ولطفى السيد وأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب. («آخرساعة» 9 ديسمبر 1959)