100 يوم على جلوس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في المكتب البيضاوي، لكن لا تزال الحرب الروسية الأوكرانية على ضراوتها؛ رغم أن ترامب وعد أثناء ترشحه للسباق الانتخابي بإنهائها باتصال هاتفي ببوتين أو ربما خلال 24 ساعة من تنصيبه. اقرأ أيضا: استطلاع رأي: تراجع شعبية ترامب مع انتقاد الأمريكيين لسياساته الرئيسية يشعر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالإحباط من فشل جهوده للتوسط في اتفاق سلام بين روسياوأوكرانيا حتى الآن، وأخبر مستشاريه سرا أن التوسط في الاتفاق "كان أصعب مما توقع"، وفقا لمصادر مطلعة على المناقشات لشبكة CNN. وبحسب "CNN" فإن ترامب يثير باستمرار وراء الكواليس مدى الكراهية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ويرى أنها تُعقّد المفاوضات أكثر. التنازل عن القرم ترامب الذي أظهر ضغوطا أقل على روسيا لوقف الحرب، ولطالما اعتز بصداقته ببوتين، إلا أنه مارس ضغوطا قصوى على أوكرانيا وخاصة رئيسها "زيلينسكي" للتنازل والقبول بالأمر الواقع، وكان آخرها ممارسة الضغط لقبول أوكرانيا بسيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، معتبراً أن أوكرانيا خسرت القرم منذ سنوات. لكن دولياً، لا تزال شبه جزيرة القرم تُعد جزءاً من أوكرانيا، وقد رفض زيلينسكي مراراً فكرة الاعتراف بها كأرض روسية. وقال سابقاً: "لا مجال للحديث هنا، هذا مخالف لدستورنا". وتمتد شبه جزيرة القرم من جنوبأوكرانيا، بين البحر الأسود وبحر آزوف، ويفصلها عن روسيا شرقاً مضيق كيرتش الضيق. ومنحت ما يسمى بهيئة رئاسة مجلس السوفييت الأعلى شبه جزيرة القرم لأوكرانيا عام 1954. وعندما نالت أوكرانيا استقلالها عام 1991، وافق الرئيس الروسي بوريس يلتسين على إمكانية بقاء شبه جزيرة القرم ضمن أوكرانيا، وأن تحتفظ روسيا بقاعدة بحرية رئيسية فيها. وأظهر تعداد سكاني أُجري عام 2001 أن 58 % من السكان روس. وفي عام 2014، استولت القوات الروسية على شبه جزيرة القرم وضمتها بشكل غير قانوني. ومع ذلك، ينص ميثاق الأممالمتحدة على أنه لا يمكن تغيير الحدود باستخدام القوة. لكن أمام شدة الضغوط أقرّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بافتقار بلاده للقوة العسكرية اللازمة لاستعادة شبه جزيرة القرم بالقوة، لكنه حث المجتمع الدولي على مواصلة الضغط على روسيا التي احتلت شبه الجزيرة بشكل غير قانوني منذ 2014. وقال زيلينسكي: "أتفق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على أن أوكرانيا لا تملك أسلحة كافية لاستعادة السيطرة على شبه جزيرة القرم بقوة السلاح". التخلي عن الوساطة ترامب هدد بالتخلي عن جهود الوساطة وترك أوكرانيا تواجه مصيرها، وكتب على منصته: "يمكنه (زيلينسكي) أن ينعم بالسلام، أو أن يقاتل لثلاث سنوات أخرى قبل أن يخسر البلاد بأكملها"، مضيفاً أن زيلينسكي "الرجل الذي لا يملك أي أوراق لعب"، كما هدد بالتخلي عن وساطته إذا لم يرَ تقدما يُفضي إلى وقف النار. الاعتراف بسيطرة روسيا على 20% من أوكرانيا ترامب حث "زيلينسكي" مرارا على القبول بالأمر الواقع والتخلي عن المطالبة بالأراضي التي سيطرت عليها روسيا خلال الحرب والتي تبلغ حوالي 20% من أراضي أوكرانيا، وأبرزها أقاليم لوجانسك ودونيستك وزابوروجيا وكورسك. تهميش دور الأوروبيين في المفاوضات عمل ترامب منذ تنصيبه على تهميش دور شركائه الأوروبيين في الوساطة بين بوتين وزيلينسكي، كما لم يدعو أي دولة أوروبية للمشاركة في الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب، مبديا عدم تأييده لاستمرار الدعم العسكري الأوروبي لكييف لمواصلة الحرب ضد روسيا. أمام هذه الضغوط المستمرة من ترامب على زيلينسكي.. هل يستجيب الأخير معلنا الرضوخ لشروط بوتين لإنهاء الحرب؟.. هذا ما نراه في قادم الأيام.