تُعد قناة السويس جزءًا لا يتجزأ من سيادة مصر وأساساً لاقتصادها الوطني، وتاريخ بنائها وتضحيات المصريين في سبيل إنشائها وصيانتها شهادة على أهميتها الاستراتيجية والوطنية. وأكد الدكتور عبد الحميد نوار أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أن إيرادات قناة السويس تمثل شريانًا اقتصاديًا حيويًا لدعم التنمية وتوفير سبل العيش لملايين المصريين. وأضاف أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن استثناء مرور السفن الأمريكية عبر القناة من رسوم العبور بمثابة تجاهل للحقائق الاقتصادية والسيادية الراسخة. وقال "نوار" إن قناة السويس ليست مجرد ممر مائي، بل هي رمز لسيادة مصر ومساهمتها في الاقتصاد العالمي، وتعتمد استدامتها على الالتزام بتطبيق رسوم عبور عادلة على جميع السفن، مما يضمن تمويل عمليات التطوير والأمن والتشغيل بكفاءة. أما المطالبة أحادية الجانب بإعفاء السفن الأمريكية من رسوم العبور فهي غير مبررة، وقد تؤدي إلى نتائج سلبية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، فمثل هذه الخطوة قد تفتح الباب لمطالب مشابهة من دول أخرى، مما يهدد استقرار النظام التجاري العالمي الذي يعتمد على قواعد واضحة وعادلة. وأضاف: "مصر تقدر شراكتها الاستراتيجية مع الولاياتالمتحدة، لكن هذه الشراكة يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل للمصالح الوطنية، وقناة السويس ليست محل تفاوض أو مساومة؛ إنها حق مصري خالص ومساهمة حيوية في الاقتصاد العالمي، واستمرار عملها بكفاءة وعدالة يخدم مصلحة الجميع، وأي محاولة لتقويض هذا الوضع ستواجه رفضًا قاطعًا وحازمًا لا يحتمل أي تأويل أو استثناء". اقرأ أيضًا | رئيس «نقل النواب»: قناة السويس رمزا للكرامة والوطنية