تسعى المطربة ساندي للاختلاف دومًا، سواء على مستوى الكلمة أو اللحن أو التوزيع، وتتميز أفكارها برؤى عصرية مُتجددة، كما لديها طريقة خاصة ومُبتكرة في طرح أعمالها الغنائية، وهو ما جعلها في مكانة مُميزة لا يُنافسها فيها أحد.. تتحدث ساندي في حوارها مع "أخبار النجوم" عن كواليس أغنيتها الجديدة "فالبلكونة"، وموهبتها في الإخراج التي برزت بقوة مؤخرًا، وتعاونها مع المطرب دياب، كما تكشف عن قرارها بإصدار كتاب يُلخص تجاربها المُظلمة في الحياة، والعديد من التفاصيل الأخرى. طرحتِ مؤخرًا أغنيتك الجديد "فالبلكونة" التي عكست حالة الحنين والاشتياق بعد الفراق.. ما العنصر الأساسي الذي جذبك لتقديمها، وكيف كانت كواليس تحضير وتنفيذ الأغنية؟ أبحث دائمًا عن الأفكار المختلفة والكلمات والموضوعات الجديدة، وانجذبت إلى طابع الأغنية الرومانسي، لاسيما أننا أصبحنا نفتقد الرومانسية في معظم الأغنيات، وحل محلها العنف أو الانتقام، ولعل تصدر أغنيتي "عمال يدق" التريند من جديد أشعرني أن الجمهور ما زال يبحث عن الرومانسية والبراءة خاصة أن أغنياتي تستهدف شريحة "المراهقين"، فضلًا عن أنني شعرت أن الأغنية تُشبهني وتُشبه اللون الذي قدمته على مدار سنوات نشاطي الفني، لذا لم أتردد في اختيارها، والحقيقة أن الشاعر والملحن عزيز الشافعي يعي تمامًا ما يُناسبني، بل يُطور من الأفكار والألوان الموسيقية التي قدمتها من قبل، ويضع بصمته الخاصة والمختلفة عليها، وهذه ميزته، لأنني أرفض تكرار نفسي سواء على مستوى الكلمة أو اللحن أو التوزيع، والأغنية جاهزة منذ عام ونصف لكن تأجل طرحها أكثر من مرة، آخرها بسبب وفاة الملحن محمد رحيم، ولأنني لم أستطع تجاوز الأمر بسهولة أو سريعًا لذا طُرحت بعد 5 أشهر من وفاته. كيف استلهمتِ فكرة الفيديو كليب الخاص بالأغنية، وماذا عن كواليس تصويره؟ كنت أود تصوير الأغنية بطريقة رومانسية حالمة، لذا لم أجد أنسب من باريس لتصوير الأغنية هناك، لاسيما أنها مُرتبطة في أذهاننا بالصورة الحالمة التي تُظهر فتاة تطل من شرفتها على "برج إيفل"، صحيح لم أظهر من أمام برج إيفل لأنني قدمت ذلك من قبل، إلا أنني استلهمت الفكرة، وأكثر ما كان يشغلني أن تظهر الصورة الإخراجية بشكل ناعم وبسيط يُترجم الحالة العامة للأغنية. برزت موهبتك في الاخراج منذ بداياتك الفنية، وما لا يعرفه الكثيرون أن لكِ تجارب عديدة في إخراج الفيديو كليبات الخاصة بأعمالك.. كيف اتخذتِ هذه الخطوة، وإلى أي مدى أنتِ راضية عن تجاربك في الإخراج؟ تحضر تلقائيًا في ذهني صورة مُعينة بعد الاستماع إلى الأغنية، وتكون هذه الصورة التي يظهر بها العمل في النهاية، وهذه طريقتي في الإخراج، فلا أبذل مجهودًا كبيرًا في التفكير حتى أخرج بفكرة تتناسب مع طابع الأغنية، وبفضل الله لم أتلقى أي انتقادات سواء على أعمالي أو أعمال زملائي، بل على العكس أتلقى العديد من التعليقات الإيجابية والمُفرحة على شاكلة "الصورة مختلفة" أو "فيها روح ساندي"، وراضية تمامًا عما قدمته، وأتطلع دائمًا للأفضل خاصة أنني لا أستسلم للإمكانيات المادية الضئيلة أو المعدات البسيطة، وأستغل كل ما هو مُتاح لأقصى درجة حتى أخرج بأفضل نتيجة ربما لا تتحقق مع غيري ممن تتوفر لهم الإمكانيات المادية العالية والمعدات الحديثة لأن الذوق يختلف. كيف تصفين التعاون مؤخرًا مع المطربة كارمن سليمان من خلال إخراج جميع فيديوهات ألبوم "حبايب قلبي"، وهل تنوين تكرار التجربة مع مطربات أخريات؟ سعدت بهذه التجربة المُمتعة والمُثمرة كثيرًا، فهي صديقة مُقربة لي، وجرأة وثقة منها أن أتولى مسئولية مشروع هام مثل ألبوم "حبايب قلبي" الذي ضم 4 أغنيات مُميزة ومختلفة، وبالفعل كررت التجربة مع الفنانة اللبنانية لولا جفان، وأتعاون أيضًا مع عدد من المطربات الشابات، كما أعمل على مشروع هام سأكشف عن تفاصيله قريبًا، وسأستمر في الإخراج ليس لأنني أود أن أصبح مُخرجة، ولكن أرى أن أفكاري المختلفة لابد وألا تقتصر على أعمالي فقط، ولدي من الأفكار ما تكفي لنجوم الوطن العربي بأكمله، خاصة أن مشاعر الغيرة و"النفسنة" لا تعرف لي طريق رغم أنها قد تكون مترسخة لدى البعض، إلى جانب قناعة "ليه أنَجَح حد غيري؟" التي يتبناها البعض أيضًا، لكني لدي إيمان راسخ بأن اقتران اسمى بأسماء أخرى وإن كانت أقل مني في النجومية يُطَول عمري كفنانة، لذا ليس هناك ما يمنع دعم الآخرين لأنه في النهاية لا أحد يأخذ نصيب أو رزق غيره، وهذه قناعاتي أيضًا، ومكانتي لدى الجمهور خير دليل، فلا توجد فنانة حققت النجاح الذي حققته أو استمرت حتى الآن سواء من جيلي أو الجيل الذي ظهر من بعدي باستثناء أسماء قليلة للغاية. وهل فكرتِ مؤخرًا في توظيف تقنية الذكاء الاصطناعي في الإخراج؟ بالطبع، فأنا أُحبذ الاختلاف دائمًا، وأعمل خلال الفترة الحالية على عدد من المشروعات التي تتضمن توظيف واستخدام الذكاء الاصطناعي، ولدي تجربة مع الشاعر والملحن عزيز الشافعي من إخراجي وتنفيذ أحد الأشخاص المتخصصين في هذه التقنية، وأخرجت منذ سنوات طويلة فيلم تسجيلي مدته 3 دقائق باستخدام تقنية ال 3D، ورسمته مع مجموعة من الأشخاص المتخصصين في هذه التقنية، لكن لم أعلن وقتها أنه من إخراجي. احتلت أغنيتي "عمال يدق" و"إياك" التريند عبر تطبيق "تيك توك" رغم مرور سنوات عديدة على طرحهما.. كيف استقبلتِ هذا الأمر؟ هذا هو معنى النجاح الحقيقي بالنسبة لي، أن تظل أغنياتي "عايشة" ومُتجددة بتوالي العقود الزمنية، رغم مرور سنوات طويلة على طرحها، لأنها أغنيات "سابقة عصرها"، وكانت "غريبة" وغير مألوفة عند طرحها قبل 10 أو 15 سنة، كما احتلت أغنية "فيكي حاجة كدة" التي قدمتها مع الطفلة جنا التريند أيضًا، وهذا أمر يُشعرني بالفخر، وراضية تمامًا عما قدمته، وتُسعدني ردود أفعال الجمهور من البنات الصغيرة في سن المراهقة، فضلًا عن تعليقات البعض أن الأغنيات تُذكرهم بطفولتهم وفترة مراهقتهم، وكنت أعتقد أنني لابد من تغيير شكل الموسيقى التي أقدمها لأن جمهوري من شريحة "المراهقين" الذين كنت أستهدفهم تقدموا في العُمر، لكن اكتشفت أن الجمهور مازال يُفضل الألوان والأشكال الموسيقية التي قدمتها، وهذا الأمر شجعني على استكمال مشواري الفني بنفس النمط، فضلًا عن أن مظهري الخارجي لم يتغير أيضًا، وهذا أعطاني صلاحية استهداف شريحة "المراهقين" من جديد، واحتلال المركز الأول في لقب "مطربة المراهقين". بمناسبة الحديث عن الألقاب.. ماذا تُمثل لكِ؟ لن أكون دبلوماسية وأقول أنها لا تُعنيني، بل أرى أنها مهمة مادامت لا تضر غيري، لكنني ضد الألقاب الشمولية، مثل لقب (صوت مصر) الذي شعرت من خلاله بظلم لأصوات أخرى هامة أيضًا، رغم عشقي للمطربة أنغام وصوتها وأغنياتها، أما لقب "مطربة المراهقين" لم أسعى له في حياتي، وكان ومازال هدفي الوحيد هو تقديم أغنيات تلمس الجمهور، لكنني انتبهت لهذه الفئة العُمرية وأصبحت أستهدفهم وأخاطبهم بصدق، لذا أعطاني الجمهور هذا اللقب، وفخورة به. تعاونتِ مؤخرًا مع المطرب دياب في أغنية "موقف".. كيف تصفين التجربة لاسيما أن الأغنية تميل إلى الطابع الشعبي نوعًا ما؟ استمعت إلى الأغنية عن طريق الشاعرة منة القيعي، وأُعجبت بفكرتها كثيرًا، واقترحت عليها أن تخرج إلى النور بطريقة "الديو" بين فنانين أحدهما تتسم موسيقاه بالطابع الغربي، والآخر بالطابع الشرقي أو الشعبي، فتحمست منة للفكرة كثيرًا، واقترحت عليَ التعاون مع المطرب دياب، لاسيما أننا وجدنا أن الأغنية تليق على صوتي أيضًا، والحقيقة أنني سعدت بهذا التعاون كثيرًا خاصة أنني تعرفت على شخصيته عن قُرب، و وجدت أنه شخص يحمل صفات "جميلة" مثل طيبة القلب، النقاء، الصراحة، والبراءة على عكس أدواره في الأعمال الدرامية، وأحببته من قلبي، فضلًا عن أنه يُعد إضافة قوية لي، فهو أحد النجوم الهامة في مجال التمثيل والغناء أيضًا، وأرى أنه مُميز في طريقة طرح أعماله، وأحدث طفرة في الأغنية الشعبية منذ بداياته، وقدمها بشكل مختلف، ومازال يستحق نجاح ومكانة أكبر مما هو عليها الآن. في ظل المتغيرات التي تحدث على الساحة الغنائية والتطور السريع في تكنولوجيا الموسيقى إلا إنكِ لم تتخلين عن لونك وشخصيتك الفنية، فيما برزت أعمالك الأخيرة "فالبلكونة"، "إنت تقبل"، و"صحاب مصانوش" نضج فني عالي؟ المتغيرات التي حدثت على الساحة أجبرتني في فترة من الفترات على تقديم أغنيات لا تُشبهني ولا تُرضيني، رغم أنها أغنيات "حلوة" و"لذيذة"، وحققت نجاحًا مع الجمهور، إلا إنني كنت لا أود الاستماع إليها مرة أخرى، وحاولت إرضاء الجمهور في هذه الفترة حتى أستطيع إحياء الحفلات الغنائية، لكن تخليت عن هذا المبدأ لاسيما أنني أُفضل أن أكون مُميزة ومختلفة دائمًا، فلما أشبه ما يُقدم أو يحدث على الساحة الغنائية؟ حتى وإن استمع إلى أعمالي عدد 5 أشخاص فقط، فأنا راضية رغم أن هذا ليس حقيقي إطلاقًا، أما بالنسبة للنضج الفني فهو نابع من نضج الفكر، الوعي، والنفس، إذ أن شخصيتي اختلفت كثيرًا مؤخرًا، وأصبحت فخورة للغاية بالنسخة الجديدة من شخصيتي لأنها نتيجة مجهود كبير من بحث، قراءة، وثقافة، وأسعى لنقل تجربتي الخاصة من خلال كتاب أعمل عليه حاليًا بعنوان "من الظلمات إلى النور"، وأتمنى أن يُبصر النور في أقرب وقت، وأحاول من خلاله مساعدة كل مَن يُعاني من الاكتئاب أو الألم النفسي بسبب رحلتهم في الحياة، لأنني تعرضت للألم والخذلان في حياتي كثيرًا، وأعي تمامًا كيفية تأثير هذه المشاعر السلبية على حياة أي انسان، لكنني اكتشفت أن الألم "نعمة"، فبدونه لن يستطع أي شخص أن يصل إلى أفضل نسخة من نفسه. اقرأ أيضا: «دياب» يطرح برومو أحدث أغانيه «رقصة الوداع» | فيديو