الورد ليس مجرد نبات جميل يزين الحدائق والمنازل، بل هو قصة عشق حقيقية يعيشها من يعملون في زراعته،رغم صعوبة هذه المهنة، إلا أن عطر الزهور الذي يرافقهم يجعلها واحدة من أكثر المهن عشقًا وراحة للنفس،من قلب مشتل "ميت حبيب"بمركز سمنود في محافظة الغربية، يروي لنا أحمد رمضان قصته مع الزهور ويكشف بعضًا من أسرار زراعة الورد، التي اكتسبها خلال عشر سنوات من الخبرة. اقرا أيضأ|نصائح للمزارعين لتقليل تأثيرات الموجة الحارة على الزرع قبل نحو عشر سنوات، خطا أحمد رمضان أولى خطواته داخل مشتل "ميت حبيب"، حيث وجد في زراعة الزهور ملاذًا لنفسه، بعيدًا عن صخب الحياة. عشق الورد حتى بات يقضي مع أزهاره وقتًا أطول مما يمضيه مع أسرته، ينهل من عبيرها السكينة والطمأنينة. وخلال سنوات عمله، تعمق "رمضان" في معرفة أنواع الورد، خاصة الورد البلدي الذي ينقسم إلى نوعين: نوع ذو رائحة قوية تزهر زهرته ليومين فقط قبل أن تذبل، وآخر يستخدم للزينة، يتميز برائحة أخف لكن زهرته تدوم حوالي عشرة أيام. لا تتوقف الزهور عند هذا الحد، إذ يزين المشتل أنواعًا أخرى كالياسمين، الفل، مسك الليل، ومسك النهار، وكلها تبدأ بالتفتح مع مطلع فصل الربيع وتستمر في الإزهار طوال الصيف، كذلك توجد أشجار مثل الأكاسيا والبونسيانا، إضافة إلى أزهار الموالح والريحان والجهنمية، التي لكل منها طريقة خاصة في الزراعة والتوقيت والتطعيم. أما عن تفاصيل زراعة الورد البلدي، فيوضح "رمضان" أن زراعته تبدأ عادة في شهري يناير وفبراير، يتم أخذ "عقلة" من عود قديم وزراعتها، لتنمو لاحقا إلى شتلة تسمى "نسر"، وهي في البداية لا تطرح زهورًا، وقبل نموها الكامل، يتم استخدام "الشعير" لتحديد نوع الورد وصفاته اعتمادًا على استجابته للضوء. على عكس الورد البلدي، تختلف طريقة زراعة الفل والياسمين، حيث يعتبران زهور زينة تتبع نمط نمو مختلف، ويتميز الورد البلدي بألوانه المتنوعة ما بين الأحمر، الأصفر، والبنفسجي "البينك"، بعكس الأنواع الأخرى. في عالم الزهور، تتجسد الزراعة كفن راقٍ يمزج بين الصبر والمعرفة والحب الحقيقي للطبيعة،أحمد رمضان مثال حي للعاشقين للورد، حيث أثبت أن بين بتلات الزهور يكمن عالم من الأسرار والجمال،وبينما تتفتح الأزهار و تعبق روائحها في المكان، تتفتح معها قصص النجاح والتفاني في حب الأرض.