في عالم اليوم، أصبحنا نرى كل لحظة من لحظات الحياة من خلال النقر على أيقونة «الريلز» الموجودة بمعظم تطبيقات التواصل الإجتماعي والتي اجتاحت المنصات، مقدمة مقاطع الفيديو القصيرة والجذابة ومع التمرير السريع لكل ما يظهر، تربع الترفيه الرقمي على العرش وأصبح طائشًا ولا يقاوم. وعلى الرغم من أننا قد نفكر في أن ذلك مجرد نشاط ترفيهي لتسلية أو حتى لاهدار الوقت، إلا أن خلف الستار توجد متاهة من المخاطر المحتملة التي تلحق ضررًا جسيما بحالتنا الذهنية. اقرأ أيضًا| حبس المتهمين بإنشاء حساب وهمي لاستدراج الضحايا وسرقتهم بالإكراه بحدائق القبة - إهمال الوقت مع ظهور تلك الميزة والتمرير خلالها، أصبح الكثيرون من الناس يميلون إلى تجاهل الحاجة إلى قضاء وقت ممتع مع شركائهم، أي بدلًا من قضاء الوقت في التواصل البناء وتجارب الحياة، أصبحنا ننغمس في الانجذاب إلى التمرير والمحادثات التي لا تحتاج إلى تفكير، مما تسبب ذلك في بناء علاقات على أسس أكثر اهتزازًا. - الإدمان أظهرت الدراسات أن التمرير على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون عادة مثل إدمان الكافيين، إذ يخلق التدفق المستمر للمحتوى حلقة تغذية مرتدة مدفوعة بالدوبامين، مما يجعل من الصعب منع نظرك من مشاهدة ما يتم نشره عبر ميزة الريلز، إذ من السهل أن تضيع في المحتوى الآسر المقدم، فهي تقدم مزيجًا جذابًا من الكوميديا والرقص والحياة، وهذا هو المكان الذي يتم فيه وضع المصيدة. ل - ضعف القدرات المعرفية والذاكرة الضعيفة تشجع ميزة الريلز على المشاهدة السلبية، حيث يغمرك المحتوى دون ترك انطباع دائم، مما يتسبب هذا في ذاكرة قصيرة المدى وعابرة مثل المقطع الذي تم مشاهدته تمامًا، ويمكن أن يساهم هذا النقص في المشاركة في الشعور بعدم العقل، مما يجعل المرء يمرر دون هدف ويضعف القدرات المعرفية والتركيز. - اندفاع الدوبامين والحالة العقلية خلف الكواليس، تتلاعب تلك المقاطع القصيرة بكيمياء دماغك، فكل تمريرة، تؤدي إلى إفراز الدوبامين «هرمون المتعة»، وهذا ما يجعلك تعود للحصول على المزيد، بحثًا عن الضربة التالية من البهجة الرقمية، ومع ذلك، فإن هذه المتعة عابرة، مما يجعلك ترغب في المزيد والمزيد. ومن الممكن لإفراز الدوبامين هذا أن يؤثر على صحتك العقلية، بشكل كبير، فتلك المتعة قصيرة العمر تؤدي إلى مشاعر الإحباط وحتى الإدمان، وبمرور الوقت، يمكن أن تساهم هذه المطاردة المستمرة للإشباع الرقمي في القلق والاكتئاب وتدني احترام الذات.