قضية مثيرة أحداثها غريبة، ظلت في ساحات المحاكم لمدة 14 سنة، سطورها تروي الخداع الذي استخدم كسلاح من قبل امرأة؛ أرادت أن تتستر على نفسها من المجتمع بطريقة احتيالية؛ طعنت طليقها في ظهره، واستخدمت كل أساليب الخداع والأكاذيب والتلاعب لتحقيق مكاسبها الشخصية، فكانت تدرك كيف يمكنها أن تحرك خيوط اللعبة تجعلها مطية لمصالحها وأهوائها الشخصية، فلم يكن يهمها أن تجعل وراءها ضحايا وأن تدمر حياة اشخاص آخرين، بل كل ما كان يهمها شكلها وسط المجتمع، استخدمت تلك المرأة حيلة شيطانية لتدمر حياة رجل دون علمه، هكذا بكل بساطة ظنًا منها أن اللعبة سوف تكتمل للنهاية وتفوز بنسب غير صحيح، وإلى التفاصيل. وكأن قصة فيلم «جلسة سرية» بطوله الفنان محمود ياسين والفنانة شهيرة، تقرر أن يعاد مرة اخرى ولكن فى الواقع، هذه المرة كانت احداثه أمام محكمة جنايات الجيزة، التي شهدت قصة غريبة أقرب إلى الخيال؛ فقد اصطنعت المخادعة لنفسها ألف عذر وعذر لكى تقنع الآخرين بأن ما فعلته هو الصواب، لكنها في الحقيقة ارتكبت ظلمًا كبيرًا بحق طليقها وطفلها، إنها قصة امرأة تلاعبت بالأوراق الرسمية لتنقذ نفسها. الأحداث ضحى، فتاة في العقد الثاني من العمر، تميزت بروح الفكاهة وخفة الظل هكذا يعرفها الجميع من عائلتها وصديقاتها، دائمًا تعيش في عالم الخيال، تريد أن تكون بطلة قصة حب مليئة بالتحديات وفي الوقت ذاته تعيش حياة الأميرات في بيت الزوجية، استغلت جمالها وحسنها وتعرفت على شاب يدعى رجب وبالفعل تقدم لخطبتها بعد وقت قصير، مرت شهور قليلة بعدها تزوجت ضحى، لكن الحياة الواقعية كانت مختلفة تمامًا عن ما تمنته في خيالها، لم تضع في حسبانها أن الزواج هو توزيع مسئوليات بين الزوجين كى يظل البيت مفتوحًا وعامرًا، لكن كل ما كانت ضحى تريده هو الراحة والاستقرار المالي وكل مطالبها المادية تأتى لها في الحال وفي ذات الوقت ليس بالضرورة أن تقوم بالواجبات الزوجية، لم يستطع زوجها أن يتعايش مع ذلك التناقض فسرعان ما بدأت المشكلات بينهما من بداية الزواج، وازدادت الخلافات ووصلت إلى طريق مسدود حتى قرر الزوجان الانفصال نهائيًا بعد عام واحد من الزواج، هكذا يحدث في بيوت كثيرة؛ بالفعل تم الطلاق واختفى رجب زوجها السابق من حياتها ولكن بعد مرور شهرين على الطلاق اقامت ضحى ضده دعوى نفقة زوجية في محكمة الأسرة، وحصلت على حكم لصالحها، قرر رجب أن يبتعد ويسافر إلى الصعيد وغير رقم هاتفة وابتعد عن ضحى عشرات الكيلو المترات لكي لا يتذكر تلك المدة التى قضاها معها. مرت عدة شهور بعد الانفصال، أحست ضحى أن الوحدة تأكل في قلبها، فهي لا تستطيع أن تعيش دون حب وشخص ينفق عليها ببذخ؛ تقدم لخطبتها الكثير ولكن عندما يعلم الخاطب بطبعها لحبها للمال ينتهى مشروع الخطبة قبل أن يبدأ، وبعد مرور 3 سنوات وفي أحد الايام تعرفت ضحى على شاب استطاع أن يملأ عقلها وقلبها بالكلام المعسول كما تريد وتحبوكما يقولون عمل لها البحر طحينةوأنه سوف يغرقها بالمال ليس المهم من أين مصدره المهم أن تكون ضحى صاحبة هذا المال تنفق منه كما تشاء، ووقعت الشابة الصغيرة في فخ هذا الشاب حتى استطاع أن يتلاعب بها وبمشاعرها، اقنعها بالزواج العرفي إلى أن يستطيع أن يدبر أمره بعدها يتزوجها رسميًا، خافت ضحى على نفسها من الوحدة مرة ثانية فوافقت، كانت تصطنع الأكاذيب لولدتها كى تبرر غيابها عن المنزل حتى جاء الخبر الصادم بعلمها بأنها حامل. خدعة انقلبت حياة ضحى رأسًا على عقب بعد علمها بأن جنينًا يتحرك في احشائها، لا تعرف هل عليها أن تفرح بأول مولود في حياتها أم تخاف من أن تبوح بسرها فترفضها العائلة والمجتمع، وفضيحة الحمل نتيجة الزواج السري وماذا ستقول لوالدتها، فذهبت إلى زوجها الذى تزوجته عرفيًا وهي مشتتة وعقلها يرسم لها ردود فعل كثيرة بين النكران والاعتراف بين الفرحة والهروب من المسئولية، وحدث ما لم تكن تريده وتتمناه؛ بمجرد أن سمع زوجها انها حامل انكر الطفل وطلب منها أن تتصرف بأقصى سرعة لكي تجهض الطفل وقبل أن يكتمل نموه أو أن يتركها ويختفي من حياتها، واكد لضحى أنه لن يتزوجها ولم ينو ذلك من البداية! شعرت ضحى انه يجب أن تموت فالحياة لم تعطها الفرصة الكافية كى تعيش كما تمنت، ظلت تفكر ليلاً ونهارًا كيف يمكن أن تنقذ نفسها من نظرة المجتمع، وبعد أيام هرب زوجها وأصبح الزواج العرفي ليس له معنى فلا توجد معها حتى الورقة العرفية، فكرت أن تذهب الى امرأة لتجهض الطفل وبالفعل اتفقت مع واحدة وذهبت اليها والخوف يملأ قلبها من كثرة ما تسمعه من مثل هذه العمليات محفوفة المخاطر، وبمجرد أن وصلت وجدت مكانا قذرا وفراش السرير عليه دماء جافة، وكان في استقبالها امرأة مثل الاشباح ملامحها مخيفة، خافت ضحى على نفسها فلاذت بالهرب ومع هروبها من منزل هذه المرأة قررت ان تترك منزل والدتها،أخذت بعض المال واختفت، استأجرت غرفة في مكان ما وبدأت تعمل بأحد المصانع واصطنعت لنفسها قصة كاذبة أنها متزوجة وزوجها مسافر خارج البلاد وعاشت بين الناس على هذه الاوهام والأكاذيب التى نسجتها من خيالها! ولكن طوال فترة الحمل كانت تفكر كيف تنسب الطفل، وبعد 9 أشهر وضعت طفلها ففكرت ضحى في حيلة شيطانية، ذهبت إلى مكتب الصحة في محافظة الجيزة وبين يديها طفلها ومعاها قسيمة زواج زوجها الأول، وبدأت فى استعطاف موظف الصحة، وأنها وحيدة في هذا العالم وليس لزوجها اقارب وهو مريض لا يستطيع أن يتحرك ليسجل طفله ويستخرج شهادة ميلاد ومع كل كلمة تسبقها الدموع التى تنهمر على وجنتيها، وبكاء الرضيع بين يديها جعل موظف الصحة يرفق بحالها ويصدقها ولم يأتِ في عقله أنها دموع التماسيح، وسجل الرضيع باسم زوجها الاول رجب، وحصلت على شهادة ميلاد الطفل. ومرت سنتان وهي بين الجيران والناس من حولها امرأة تكافح من اجل الحفاظ على حياتها مع ابنها الوحيد وتناست اهلها والماضي حتى أنها صدقت كذبًا وخداعًا نفسها بأن المستور لن ينكشف ابدًا وأنها نجت بفعلتها، هل ينتهى الأمر عند هذا الحد؟! كشف المستور في أحد الايام استخرج طليقها رجب أوراقا رسمية من مصلحة الأحوال المدنية يحتاج اليها؛ ليكتشف أن لديه ابن باسمه دون علمه كانت صدمته كالصاعقة لا يعرف من أين أتى هذا الطفل وكيف نسب اليه؟!،أسرع الى محاميه يستغيث به ليعرف من وراء هذا الطفل، فقد أعتقد بأن هناك تشابه اسماء أو حدث خطأ في الأوراق، ليكتشف المحامي بأن موكله بالفعل لديه طفل واسم الأم الذي كان غائبًا عن رجب من هول الصدمة هي زوجته الاولى، وذلك الطفل ولد بعد 5 سنوات من الطلاق ومعه صدرت شهادة الميلاد من مكتب صحة بمحافظة الجيزة، وحرر رجب محضرًا ضد طليقته ضحى يتهمها فيه بال "تزوير" وأقام دعوى إنكار نسب. وبدأت تحريات المباحث وتم القبض على ضحى التي في البداية انكرت التهم المنسوبة اليها، ولكن ليس من المنطق أن تنجب طفلا من طليقها بعد 5 سنوات فراق، ووجدت ضحى نفسها محاصرة بين الأدلة التي تدينها ولا فكاك منها، فاعترفت بالجريمة والتزوير، وقالت:»إنها لم يكن لها سبيل لتستر على نفسها سوى القيام بتلك الحيلة وتخدع موظف الصحة، وحتى لا يكبر ابنها من دون أب، فهي لا تعلم أين هو والده الحقيقي. تداولت القضية في المحاكم وبعد 13 سنة صدر الحكم القضائي ضد ضحى بالسجن لمدة سنة مع الشغل وإنكار نسب الابن إلى المدعى، وبعد صدور الحكم استأنفت ضحى الحكم وبعد عام امام محكمة الاستئناف برئاسة المستشار أمجد إمام، وعضوية كل من المستشارين صفوت محمد، ود.أشرف قنديل، واحمد الدسوقي تم تأييد الحكم على المتهمة ضحى سنة مع الشغل لقيامها بالتزوير. اقرأ أيضا: المشدد 5 سنوات لسيدتين بتهمة تزوير محررات رسمية بالبساتين