فجع الوسط الإعلامي والفني برحيل الإعلامي السوري صبحي عطري، الذي غاب فجأة عن عمر ناهز 47 عاماً، بعد مسيرة مهنية غنية شكّل خلالها جسراً بين الجمهور ونجوم الفن، لكن خلف هذا الوجه الإعلامي المألوف، عاش عطري حلماً لم يغادر قلبه يوماً ، أن يكون ممثلاً، وبين الكاميرا والضوء، ظل قلبه معلقاً بفن التمثيل حتى آخر لحظاته. في صبيحة يوم الأربعاء أمس ، 23 أبريل، 2025، تلقى الوسط الفني نبأ وفاة الإعلامي صبحي عطري داخل إحدى الصيدليات في برلين، في واقعة أحدثت صدمة حقيقية لمتابعيه وزملائه،ولم يكن رحيله متوقعاً، خاصةً أنه كان نشطاً في تغطية أبرز الفعاليات الفنية، وظهر مؤخراً في أكثر من مناسبة إعلامية. اقرا أيضأ|بعد رحيل صبحي عطري| تساؤلات حول الذبحة الصدرية وأسبابها ولد عطري في مدينة حلب السورية يوم 6 يوليو،تموز 1977، ودرس في جامعة حلب حيث تخرج في قسم الأعمال الإدارية، قبل أن يتوجّه إلى المجال الإعلامي الذي أحبه وطور نفسه فيه من خلال دورات تدريبية متخصصة في الإعلام وصناعة المحتوى التلفزيوني. بدأت انطلاقته الإعلامية عام 2007 عبر قناة "روتانا خليجية"، حيث لمع نجمه كمقدم للبرامج الفنية والاجتماعية، وتوالت محطاته المهنية بعد ذلك، متنقلاً بين قنوات عربية بارزة مثل "إل بي سي"، "دي إم تي في"، و"MB"، حيث برز اسمه من خلال تقديم برنامج "تريندينج"، إلى جانب عمله مراسلاً لبرنامج "ET" بالعربي". تميز عطري بقدرته على بناء علاقات صادقة مع الفنانين، وبأسلوبه اللطيف والسلس الذي جعله قريباً من الجمهور كان صوتاً مألوفاً في تغطية أهم المهرجانات مثل "جوائز جوي" و"مهرجان البحر الأحمر السينمائي"، وكانت إطلالاته دائماً مصحوبة بالابتسامة والشغف. لكن بعيداً عن الأضواء، كان يحمل حلماً أقدم من الإعلام: حلم التمثيل، في أحد تصريحاته المؤثرة قال: "منذ طفولتي أردت أن أكون ممثلاً، لكن وجدت نفسي في الإعلام، ورغم كل شيء، لا زال حلم التمثيل في قلبي، وقد أعود له قريباً، كلمات بدت حينها عابرة، لكنها اليوم تعكس شغفه الذي لم ينطفئ حتى رحيل". برحيل صبحي عطري، يخسر الإعلام العربي صوتاً دافئا وحضوراً محبباً، لكن تبقى مسيرته شاهداً على موهبة حقيقية لم تُقيدها التخصصات ولا الأدوار، بل ظلّت نابضة بالشغف والصدق، وبين الحلم والواقع، خطّ عطري مسيرته بإخلاص، وترك أثراً سيظلّ حياً في ذاكرة من عرفوه وتبعوه.