انتشرت في الأوساط الطبية خرافة تقول إن أي اعوجاج في الركبة يستدعي التدخل الجراحي، أو أنه سيؤدي لاحقًا إلى خشونة مبكرة وتآكل في مفاصل الركبة والحوض والفقرات. لكن يؤكد د. خالد عمارة، أستاذ جراحة العظام بكلية طب عين شمس، أن هذه المعلومة ليست صحيحة تمامًا، إذ إن الأمر أكثر تعقيدًا من مجرد زاوية واحدة غير معتادة. اقرأ ايضاً| قصة حقيقية| جراح أزال عظام خاطئة من 91 مريضاً! زاوية الركبة ليست واحدة لدى جميع البشر، بل تختلف من شخص لآخر، وتتوزع بشكل طبيعي على ما يُعرف بالمنحنى الجرسي، وهذا يعني أن هناك رقم مثالي للزاوية، لكن معظم الناس يقعون ضمن هامش مقبول من هذا الرقم. فنجد البعض لديهم اعوجاج للخارج وهو ما يعرف بالتصاق الفخذين (Valgus)، في حين يظهر لدى آخرين اعوجاج للداخل أو تقوس في الركبة (Varus). وفي العموم، تعد الزاوية الطبيعية لركبة الشخص البالغ نحو خمس درجات للخارج، ولكن من الطبيعي أن تتراوح هذه الزاوية بين أربع درجات للداخل إلى سبع درجات للخارج، بحسب اختلاف طبيعة الأجسام. ومع ذلك، فإن الرقم وحده لا يكفي لتحديد الحاجة للعلاج أو التدخل الجراحي، بل يجب النظر إلى عوامل متعددة مثل وزن الشخص، وسنه، وطبيعة حياته اليومية. على سبيل المثال، إذا كان المريض يعاني من زيادة في الوزن، فلا يقبل الاعوجاج البسيط الذي قد نعتبره طبيعيًا في الأشخاص ذوي الوزن المثالي. كذلك فإن وجود اعوجاج في الركبة دون التواء في القدم قد لا يستدعي التدخل، بينما إذا صاحب الاعوجاج التواء واضح في القدم إلى الداخل أو الخارج، يصبح احتمال الحاجة للجراحة أعلى. ومن الجدير بالذكر أن الاعوجاج الذي يظهر قبل سن سنتين ونصف يعد طبيعيا في أغلب الحالات، ما عدا بعض الأمراض المحددة مثل مرض بلاونت، الذي يستدعي المتابعة والعلاج. في النهاية، لا يمكن اختزال قرار التدخل الجراحي في مجرد زاوية معينة، فالأمر يعتمد على تقييم شامل يشمل درجة الاعوجاج، ودرجة التواء القدم، ووزن المريض، ونمط حياته، ووظيفته، بالإضافة إلى حالة المفصل نفسه من حيث قوة العضلات، وحالة الأربطة والغضاريف، وعمر المريض.