دمرت السوشيال ميديا الأخلاق، انجرفنا خلف سموم مواقع التواصل وانحرف السلوك ولهثنا خلف الفضائح.. تباينت حدود الستر، واختلفت محددات القيم، وتصدر الجهلة منابر التنوير.. الشائعات والمعلومات المضللة تقود الفكر وتبنى أجيالا مغيبة، صار الهجوم على الوطن مستباحا وهدم ثوابت الدين والقيم أمرا عاديا.. الحلم الأكبر لدى البعض، دخول عالم التيك توك من خلال محتوى بلا معنى وربما يكون فاضحا، لا شىء يهم، المهم الحصيلة وعدد المشاهدات، التعرى وكشف المستور وفضح أسرار البيوت لم يعد خافيا، كل شىء على الملأ والمهم المكسب.. فضاء كاذب ومسموم يسبح فيه عشاق المال والشهرة دون النظر للقيم.. كل يوم ترند جديد، مطعم يستضيف مشاهير لعرض طريقة الأكل ومزاياه باستفزاز وجليطة وافتتاحات لمحلات تتم دعوة « بلوجر» لمدح المنتجات المضروبة حسب ما يحصلون عليه، مهن جديدة اقتحمت مواقع التواصل وتسللت لحياة البشر بفيديوهات فجة لأشخاص لا يملكون أى علم.. عالم مقزز بتفاصيل مزعجة غيرت الحياة وروجت لبدع وسلوك منحرف، جرائم وانحلال وهوس وجنون.. عالم غريب بلا أخلاق، ما يجرى فى دنيا السوشيال ميديا وفضاء الإنترنت يثير الاشمئزاز.. استبحنا الأعراف وهجرنا القيم والدين، حرمة الحياة الخاصة ليس لها ثمن.. سباق موتور لخطف اللقطة وركوب الترند، لا قيمة لجسد ولا حياء من الألفاظ البذيئة، ولا اعتبار لمرض ولا رحمة لضعف. تطورت الأمور وزادت المشاكل وتبلدت المشاعر، لا فرق بين فرح وعزاء، دخلنا دوامة الابتزاز والتحريض وتحول فضاء الإنترنت الكاذب لمرتع للتربح بعيدا عن الأخلاق. انتبهوا فالخطر عظيم، فلا تتركوا أولادكم أسرى لإدمان الإنترنت وهوس السوشيال ميديا.. العودة للفضيلة والأخلاق طريق النجاة. اللهم احفظنا واحفظ مصر وشبابها يا رب العالمين.