وجّه قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تهنئة قلبية إلى الأقباط في مصر والعالم، بمناسبة الاحتفال بعيد القيامة المجيد، خلال كلمته في قداس العيد القيامة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وقال البابا: "أصلي أن يفيض قلبكم بالبهجة، ويملأ الله أيامكم بروح الرجاء"، مضيفًا تهنئته لكل الكنائس القبطية، والأديرة، والإيبارشيات المنتشرة في أنحاء العالم، التي تعلن اليوم أعظم رسالة: "المسيح قام! حقًا قام!" وتأمل البابا في معنى العيد، موضحًا أن قيامة السيد المسيح ليست مجرد ذكرى، بل هي إعلان لانتصار الحياة على الموت، والنور على الظلمة، والمحبة على كل شر. وأكد أن هذا اليوم يفتح أبواب السماء أمام البشرية، دشنًا عهدًا جديدًا من المصالحة بين الله والإنسان، حين صار القبر فارغًا، وغُلب الموت، وتحول الصليب من أداة ألم إلى باب للحياة الأبدية. اقرأ أيضا |البابا تواضروس يؤكد على أهمية ترسيخ قيم الحوار والتواصل بين كافة الأطياف وتوقف البابا عند تساؤل المريمات في طريقهن إلى القبر: "مَن يُدحرج لنا الحجر؟" (مرقس 16: 3)، واصفًا هذا السؤال بأنه تعبير عن عجز الإنسان أمام العوائق الكبرى التي تقف في طريقه. وقال إن الحجر الذي وُضع على باب القبر لم يكن بوسع النسوة تحريكه، وقد صار رمزًا لكل ما يثقل حياة البشر. وأوضح أن "الحجر" الذي تخشاه المريمات في القصة الإنجيلية هو ذاته ما يعانيه الإنسان يوميًا: حجر الخطيئة الذي يُثقل الضمير، وحجر الألم وسط تجارب الحياة، وحجر الشك الذي يظلم الإيمان، إلى جانب أحجار أخرى كالفقر، المرض، الوحدة، القلق، الخيانة، الحرب، الرياء والكذب. واختتم البابا كلمته برسالة رجاء، مؤكدًا أن المسيح القائم قادر على أن يُدحرج كل هذه الأحجار من حياة الإنسان، داعيًا المؤمنين إلى التمسك بالإيمان والرجاء، والاحتفال بالقيامة كبداية لحياة جديدة مملوءة نورًا وسلامًا. اقرأ أيضا | البابا تواضروس: أحد الشعانين حدث فريد في التاريخ وفي طقس الكنيسة