لا يمكن أن يكون الفراغ العاطفي أو عدم الرضا أو ضغوط الحياة، دافعًا للخيانة الزوجية، والتي تبقى من أهم اسباب انهيار العلاقات الزوجية مهما طالت او قصرت عدد سنواتها، ممكن أن يكون سببها أحد الزوجين، لكنها أكثر شيوعا للزوج، لما يسببه من انهيار للطرف الآخر وايذائه نفسيًا وشعوره بعدم الثقة في نفسه، لكن الاهم هو تشتيت الأبناء بعد انهيار اسرة بفقدان (رب الاسرة)، الذي يضعف امام نزواته تاركا خلفه اسرة مدمرة. وتشهد محاكم الاسرة المئات بل الآلاف من قضايا الطلاق التي يكون السبب ورائها «الخيانة الزوجية»، ونقدم في السطور التالية عددًا من الدعاوى التي استمعنا إلى دموع بطلاتها اللاتي ضاعت حياتهن الزوجية بسبب «نزوة زوج». من مكتب المستشارة القانونية «آية هزاع» المحامية المتخصصة فى الاحوال الشخصية، روت لنا تفاصيل قضية بطلتها زوجة شابة ضحية الخيانة الزوجية، تقول: في البداية حضر لي زوج وبصحبته زوجته الثانية وذلك منذ عدة أشهر، وأخبرني بأنه كان متزوجًا من زوجة اولى ورزقه الله منها بطفلين في عمر الزهور، لكن بعد المشكلات العديدة بينهما لم يكن هناك حل سوى الانفصال، ورغم صمت طليقته إلا أنه فوجئ بها تتقدم بالعديد من القضايا ضده امام محكمة الأسرة وذلك بعد علمها بزواجه من أخرى، بل انها لفقت عددا من التهم ضده. وبالفعل بدأت في رفع عدة قضايا للرد على القضايا التى تقدمت بها طليقته، على أساس ما قدمه لي من اعترافات، لكن بعد فترة قصيرة، فوجئت بامرأة شابة حسناء تطرق باب مكتبي، عرفتني بنفسها بأنها مطلقة موكلي، وبكت امامى وطلبت منى الاستماع لمأساتها من البداية، حكت لى «شيماء.م» 37 سنة ربة منزل بدموع عينيها قائلة:أحببت زوجي بشدة وكنت سعيدة في حياتي الزوجية كثيرًا، وزاد تقربنا وسعادتنا عندما رزقنا الله بطفلين، وقفت بجانبه في بداية حياتنا خاصة انه كان فى بداية حياته وكان يحتاج إلى المال، فأعطيته مبلغا كبيرًا كنت قد ورثته عن ابي، وأدار به مشروعًا صغيرًا، ورغم كل المشكلات التي طرأت بيننا، لكن كانت كلها تذوب وتختفي بعد اعتذاره، حتى تلك المشكلات التي كانت تحدث بسبب «حماتي» لكنها في النهاية كانت تختفي مع الوقت، مثل أي بيت عادي، لكن حدث ما لم يتوقعه عقلي؛ عندما وضعت صديقتي المقربة زوجي في عقلها هدفًا للحصول عليه، هذا كان أكبر خطأ وقعت فيه أتمنى ألا تقع أي زوجة فيه، مهما كانت درجة قرابتها من صديقتها. فزوجة زوجي الثانية هي صديقتي (الانتيم) التي كانت اقرب لي من أي انسان في حياتي، كل اسراري وحياتي وضعتها أمانة معها، وقفت بجانبها كثيرًا لانها تزوجت من قبل مرتين، الاولى توفى زوجها وترك لها طفلة، والثاني طلقها بعد أن انجبت منه ابنها، لتصبح أرملة ومطلقة ومعها طفلين صغيرين، لكنها كانت مقتدرة ماديًا، بسبب حصولها على ميراث زوجها الاول والنفقات والمؤخر من زوجها الثاني، شجعتها على عمل مشروع صغير ومن هنا تقربت من زوجي، وكانت مكافأتها لي هي خطف زوجي ولا أنكر «فراغة عين» منه. نعم وضعت خطتها الخبيثة لخطفه، حيث كانت تتحجج لزيارتي لتقضي معه وقتًا أطول، استخدمت كل ما كنت أقوله لها عن شخصية زوجي وكيف أنه ينصر أمه عليا، تطلب مني التدخل لمحاولة الصلح خاصة انها اصبحت قريبة منه، وكنت أوافق بسذاجة ولا أعلم أنني اقدم لها زوجي على طبق من فضة، واكتشفت انها كانت تريحه فى الكلام واستغلت خلافاتنا للتقرب منه اكثر، بل انها كانت تتحدث معي وتسجل مكالماتي معها وتأخذ (سكرين) من الكلام بيني وبينها على الواتس، عن خلافي معه ثم اشترت رقم هاتف جوال جديد وأرسلت لزوجي كل الرسائل التي بيننا، مما زاد من خلافاتنا وطلقني في النهاية، ثم تقمصت دور حمامة السلام وعرضت عليا التدخل للصلح بيننا كعادتها، ثم شعرت بدهشة لغيابها عني بعد طلاقي، وعدم سؤالها عني ثم فوجئت بعدها بفترة قصيرة بزواجهما، جن جنوني وأسرعت الى محكمة الاسرة وتقدمت بدعوى للحصول على قائمة المنقولات ونفقة لأبنائي ومثلها نفقة عدة ومتعة ومؤخر، وطالبته برد المبلغ الذي كنت اعطيته له من ارثي لكنه رفض وادعى أنه لم يأخذ مني شيئا وبالتالى لن أستطيع إثباته. وتختتم المحامية «آية هزاع» كلامها قائلة: اصابتني الزوجة المسكينة بصدمة كبيرة، فما كان من رد فعلى سوى أن واجهت الزوج الذي هو موكلي بكلام طليقته فلم ينكر، طلبت منه إلغاء التوكيل، والآن اترافع عن الزوجة المسكينة في عدد من القضايا، وهي الآن متداولة امام المحكمة. الهروب وأمام محكمة أسرة الجيزة وقفت الزوجة البائسة «نيفين.ح» تبكي بعينيها بعدما تقدمت بدعوى طلاق للضرر ضد زوجها تقول: رماني زوجي أنا وبناته التلاتة بعد زواج دام لأكثر من 18 سنة، فكانت سعادتي عندما رزقنا الله بابنتي الكبرى (3 ثانوي) وبعدها رزقنا الله بابنتين توأم (2 اعدادي)، ورغم كل ما قدمته لزوجي من تضحيات ونزولي للعمل لمساعدته في نفقات المنزل، وتحمل اخلاقه الصعبة وعصبيته الزائدة حتى مد يده عليّ بالضرب، ولم يرحم توسلاتي للعيش في حياة هادئه، قرر انهاء الحياة بيننا بعد أن أعد كل أوراقه للسفر، وأخبرني صراحة انه سوف يسافر للزواج من امرأة تعرف عليها هناك عن طريق الإنترنت، ووعدته بإيجاد فرصة عمل هناك وسوف يعيش معها في الخارج. توسلت اليه كما بكت له بناته الثلاثة، اعتقدت أن قلبه سوف يضعف امام دموع وتوسلات بناته، لكنه لم يعر لأحد اهتمامًا وانقطعت اخباره، وذلك منذ اكثر من 5 سنوات، وأنا معلقه انتظر مكالمته التي لم يفعلها سوى 3 مرات تقريبا، كان يتحدث على هاتف ابنتي يطمئن عليهن ويغلق ويخبرهن بأنه سوف يرسل لهن المال، وفي كل مره كان يرسل القليل الذي لم يكفِ حتى قوت يومهن. تبكي الزوجة «نيفين» وهي تختم كلامها قائلة:لم أفكر فى الطلاق طوال السنوات الخمس على أمل عودته، حتى عندما اخبر ابنته الكبرى بزواجه لم أفكر فى الطلاق، أملا في عودته لرشده وبيته وبناته، لكن دون جدوى حتى اصبحت أمد يدي واقترض للإنفاق على بناتي اللاتي هن في مراحل التعليم المختلفة، وايضا خوفي على البنات دفعني لعدم الطلاق منه، لكنهن كبرن وفهمن الحقيقة بل انهن طلبن مني الطلاق للثأر لكرامتي وكرامتهن معي. لذلك تقدمت بدعوى الطلاق للضرر لأني معلقة منذ 5 سنوات وسفر زوجي دون عودة، وطالبت بالحصول على نفقة لي وللبنات، وايضا الحصول على متجمد نفقة لانه لم ينفق عليهن منذ سفره للخارج، وقد تم الحكم فى قضية النفقة 1500 جنيه لكل ابنة من بناتى، لكن لم اتمكن من تنفيذ أي منها حتى اللحظة وفي انتظار حصولي على حكم الطلاق. اقرأ أيضا: براءة زوج من ثلاث شهور حبس بمحكمة الاسرة التهكير وامام محكمة أسرة القاهرة الجديدة بكت الزوجة الشابة «نور 29 سنة» وهي تتقدم بدعوى خلع ضد زوجها وتقول:كنت أثق في زوجي ثقة عمياء، أحببته لدرجة الجنون وكان يحبني هو الآخر بشدة، وسعادتنا زادت عندما رزقنا الله بابني الوحيد «آدم»، وبعد مرور ثلاث سنوات فقط على زواجنا أتت خيانته لي، في الماضى كنت اتعجب عندما اسمع خيانة رجل لزوجته ولم أتوقع أن أكون أنا ضحية خيانة زوجي؛ بدأت اشعر بتغيير في سلوكه، دائما منشغل عني بالهاتف المحمول، او يخرج فى أوقات غريبة والاهتمام بنفسه بشكل يثير الشكوك، سألته لكنه أنكر وجود شيء، الخوف تملك قلبي ولأنني اعرف كلمة سر هاتفه بدأت اتفحصه لأكتشف خيانته لى، وأنه على علاقة بامرأة اخرى، الكارثة انها ليست علاقة عابرة بل يخاطبها بكلمات الحب والغرام، سقطت دموعي وانا اقرأ محادثاتهما المملوءة بالهيام واللوع وما اصابني بالجنون عندما اخبرها بأنه لن يتمكن من طلاقي من اجل ابننا، اخذت «سكرينات» من محادثات الخيانة وعدد المكالمات المتبادلة بينهما وواجهته بها، لم ينكر إياها بل اخبرني بجرأة أنه يحبها مثلما يحبني ويريد أن يتزوجها هي الأخرى! وختمت الزوجة الشابة كلامها قائلة:لم أتخيل نفسي يوما أقف في هذا الموقف وتنتهي حياتي مع زوجي بهذا الشكل، لكن أدركت انها الحياة، طلبت الطلاق لكنه رفض وهو يصر على الزواج منها، فلم أجد سوى اللجوء للمحكمة وطلب الخلع، كما تقدمت بدعوى نفقة لابني الصغير، لم افكر في اي شئ الان سوى حصولي على حريتي من هذا الخائن، انتقامًا لقلبي المكسور وروحي الضائعة.